كيف يواجه الذكاء الاصطناعى أزمة نقص الكوادر فى الأمن السيبرانى؟
وسلط الخبراء الضوء على التحديات المرتبطة بنقص الكوادر البشرية في مجال الأمن السيبراني عالمياً، مؤكدين ضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير القدرات البشرية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
وشددوا خلال الجلسة على “الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: كيف يسير العالم اليوم وما هو الغد؟” ويلعب الذكاء الاصطناعي دورا محوريا في سد هذه الفجوة من خلال دعم المحللين وتعزيز إنتاجيتهم، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل ركيزة أساسية لمستقبل الأمن السيبراني.
من جانبه استعرض رامي كلش رئيس قطاع الأمن السيبراني في مايكروسوفت تطورات التهديدات السيبرانية وكيفية تعامل المنظمات معها في ظل الطبيعة المتغيرة للهجمات السيبرانية واعتماد المهاجمين على تقنيات أكثر تقدما.
وأشار كلش إلى التحول الجذري في مشهد الأمن السيبراني، حيث لم تعد الهجمات مقتصرة على الأفراد المستقلين الذين يسعون إلى إثبات مهاراتهم التقنية، بل أصبحت منظمات متكاملة تعتمد على الأدوات المتقدمة. وأضاف أن الأدوات الحديثة تسمح الآن بتنفيذ الهجمات دون الحاجة إلى مهارات فنية متقدمة، ما يزيد من تعقيد مهمة مواجهتها.
وأوضح كلش أن المهاجمين أصبحوا قادرين على توليد أكواد خبيثة وتطويرها بسرعة، مما يجعل أساليب الحماية التقليدية مثل برامج مكافحة الفيروسات أقل فعالية. وتحدث عن قدرة المهاجمين على استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى يحاكي رسائل الشركات الرسمية أو تطوير أساليب لاستهداف الأفراد بناءً على المعلومات الشخصية المستخرجة من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن المهاجمين لم يعودوا بحاجة إلى اختراق كلمات المرور المعقدة بشكل مباشر، بل أصبحوا يعتمدون على جمع المعلومات الشخصية مثل تواريخ الميلاد والهوايات لتضييق نطاق المحاولات، مما يقلل من الوقت والجهد المطلوب للوصول إلى الأنظمة المستهدفة.
وشدد كلش على أن استخدام الصوت والفيديو المزيفين أصبح أحد التهديدات الجديدة، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لإرسال طلبات تبدو وكأنها واردة من مديرين أو شخصيات موثوقة داخل الشركات، مما يجعل التمييز بين الحقيقي والمزيف تحديا كبيرا. .
وشدد على أهمية تبني المنظمات لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الأمنية المتقدمة لمواجهة هذه التحديات المتنامية، مشددا على ضرورة رفع الوعي السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا لا يتجزأ من أنظمة الدفاع الحديثة، مشيرا إلى أن التحدي لا يكمن فقط في استخدام الذكاء الاصطناعي، بل في كيفية استغلال إمكاناته إلى أقصى حد.
وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المهاجمين بدلاً من مجرد تتبع بصمات الهجوم التقليدية، مما يسمح باكتشاف التهديدات الجديدة بشكل أسرع. ونوه بأهمية تقليل الضغط الناتج عن التنبيهات، حيث يعد كثرة التنبيهات الأمنية من أكبر التحديات التي تواجه المحللين، لافتا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تصفية التنبيهات غير الضرورية وتركيز المحللين على الأولويات الحقيقية.
وأضاف أن حلول مايكروسوفت مثل Co-Pilot for Security تعزز فعالية فرق الدفاع من خلال تحليل الأحداث الأمنية وتقديم التوصيات المناسبة، بالإضافة إلى إنشاء تقارير تلقائية تساعد في توفير الوقت وتحسين الكفاءة، فضلاً عن توفير قاعدة بيانات معرفية للمحللين. ، وخاصة الجديدة، لفهم التكتيكات. المهاجمين أعمق.
من جانبه، أشار المهندس إيهاب حسين، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IOActive، إلى أن الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي حققت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، مؤكداً قدرة هذه الأنظمة على القيام بمهام معقدة مثل اختبارات الاختراق وتحليل مراكز البيانات. . وتقييم الأكواد البرمجية بسرعة ودقة متناهية.
وشدد حسين على أن هذه التقنيات لا تحل محل العامل البشري بشكل كامل، لكنها تغير الأدوار وتعيد توجيه التركيز نحو المهام الاستراتيجية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يزود الشركات بأدوات قوية لأتمتة المهام الروتينية، مما يسمح للمتخصصين بالتركيز على أعمال أكثر تقدما مثل الهندسة العكسية وتطوير الهجمات السيبرانية المضادة.
وأضاف أنه من المتوقع أن يصبح تعلم البرمجة مهارة أساسية للعاملين في مجال الأمن السيبراني، حيث ستكون الأنظمة الآلية جزءاً لا يتجزأ من هذا القطاع.
وأشار حسين إلى أهمية فهم بنية الأنظمة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل النماذج التحويلية، لتطوير أدوات تتكامل بشكل فعال مع الأنظمة التشغيلية. وشدد على ضرورة استغلال المتخصصين لهذه الأدوات لبناء حلول جديدة تلبي احتياجات السوق المتنامية.
ودعا إلى ضرورة مواكبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير المهارات التقنية لضمان القدرة على المنافسة في بيئة تقنية متغيرة، مؤكدا أن الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قدرة على الاستجابة للأمن السيبراني المستقبلي. التحديات.
من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد سامي، أهمية اعتماد نماذج الذكاء الاصطناعي المحلية التي تلبي الاحتياجات الخاصة للدول والمؤسسات، مع الحفاظ على أمن البيانات وخصوصيتها. وأشار إلى أن العمل مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم هو الأساس الأساسي لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، موضحاً: «لا يمكننا الاعتماد فقط على المنصات العالمية مثل OpenAI أو Google دون مراعاة احتياجاتنا المحلية وتطوير برامج مخصصة». الحلول لهذه التحديات.”
وأوضح سامي أن الشركات الكبرى مثل OpenAI وMeta تضع حدوداً لقدرات النماذج التي تجعلها متاحة للجمهور، حيث تظل “القدرات الحقيقية” لهذه النماذج داخلية وغير متاحة للاستخدام العام، مما يضعف فرص الدول النامية والاستفادة من هذه التقنيات. وأضاف: “النماذج المتاحة للجمهور حاليًا هي فقط ما قررت هذه الشركات مشاركته، بينما تظل القدرات الكاملة للاستخدام الداخلي”.
وشدد على ضرورة التغلب على هذا التحدي من خلال بناء نماذج محلية عالية الكفاءة، قائلا: “الاعتماد على النماذج المفتوحة قد يكون خطوة آمنة مؤقتا، لكن الحل الأمثل هو الاستثمار في بناء نماذج محلية تسمح للدول بالتحكم الكامل في البيانات والمخرجات”. “.
وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، أكد سامي على أهمية التعاون بين الدول لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتماشى مع قواعد الأمن السيبراني العالمية. وأوضح أن تطوير النماذج المحلية يتطلب تعزيز الاستثمارات الكبيرة في التدريب على البيانات وإنشاء أنظمة متقدمة تتوافق مع احتياجات السوق المحلية.
وأكد أن تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية للدول. وقال: “علينا أن نفكر في بناء نماذج تتوافق مع متطلباتنا وتُظهر قدرتنا على المنافسة عالميًا مع الحفاظ على خصوصية بياناتنا”.
جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة ICT’24، المقام تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية . ويأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.