لاهاى الهولندية أول مدينة بالعالم تحظر إعلانات الوقود الأحفورى حفاظاً على البيئة

أقرت مدينة لاهاي، ثالث أكبر مدينة في هولندا، مرسوما محليا يحظر إعلانات الوقود الأحفوري وغيرها من الخدمات الملوثة للغاية في المدينة، لتصبح أول مدينة في العالم تفعل ذلك.

ولا يشمل الحظر إعلانات الوقود الأحفوري فحسب، بل يشمل أيضًا الخدمات شديدة التلوث مثل الرحلات البحرية وموردي الغاز الأحفوري.

سيتم تطبيقه بشكل أساسي على الإعلانات الخارجية في شكل لوحات إعلانية، وشاشات في مناطق المشي الخارجية، والإعلانات على وسائل النقل وداخلها، وما إلى ذلك.

أعلنت مدينة لاهاي في وقت سابق عن نيتها أن تكون محايدة مناخيا بحلول عام 2030، لذلك تجد المدينة أن هذه خطوة ضرورية نحو هذا الهدف، ومن غير المناسب السماح بالإعلان عن منتجات صناعة الوقود الأحفوري.

تتمتع هولندا، وخاصة في مدنها، بأحد أكثر أنظمة النقل تقدمًا في العالم. وتُستخدم الدراجات الهوائية بكثافة داخل المدن الهولندية، وتنتشر البنية الأساسية للدراجات الهوائية في كل مكان. ويؤدي هذا إلى ارتفاع مستوى الأمان حيث يتم حماية راكبي الدراجات بشكل صحيح على الطريق، وارتفاع إنتاجية الدراجات الهوائية التي تشغل مساحة أقل بكثير من السيارات، وانخفاض انبعاثات النقل من خلال استخدام أكثر وسائل النقل كفاءة التي ابتكرها الإنسان على الإطلاق.

وتعد هولندا أيضًا من بين الدول الرائدة في تبني السيارات الكهربائية، حيث أن ما يقرب من نصف المركبات الجديدة هي كهربائية.

ومع ذلك، كدولة، تتخلف هولندا عن الدول الرائدة من حيث نصيب الفرد من الانبعاثات، وعلى الرغم من الاستخدام المكثف للدراجات والمركبات الكهربائية، فإن كل مواطن هولندي ينبعث منه حوالي 50% أكثر من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بمواطني فرنسا المجاورة، أو المملكة المتحدة، أو الدنمارك، أو ضعف ما ينبعث منه في السويد.

ويرجع هذا في المقام الأول إلى نظام الطاقة في هولندا، حيث لا يزال الفحم الأحفوري يشكل جزءًا كبيرًا من شبكة البلاد، على النقيض من الاستخدام المكثف للطاقة النووية في فرنسا، وطاقة الرياح في المملكة المتحدة والدنمرك، والطاقة الكهرومائية في السويد. تستخدم هولندا أيضًا الغاز الأحفوري لتدفئة المنازل، وهي واحدة من أكثر الدول اعتمادًا على الغاز في أوروبا حيث تستخدمه أكثر من 90٪ من المنازل للتدفئة. وقد أثر هذا أيضًا على أمن الطاقة لديها خلال أزمة الغاز التي اجتاحت القارة بأكملها والتي جاءت مع غزو روسيا لأوكرانيا.