لقاء ثقافي عن"البطريرك الحويك حائك أساسات إبراشية القاهرة المارونية "
شارك النائب والصحافي رامي جلال عامر، عضو مجلس الشيوخ وتنسيقية شباب الأحزاب، مساء اليوم في لقاء المركز الثقافي اللبناني الماروني، بعنوان “البطريرك الحويك: ناسج أسس أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان”، في مقر المركز في الإسكندرية، برعاية المطران جورج شيحان، وحضور الأب ميشال قنبر، مؤلف كتاب “البطريرك الحويك”.
قال رامي جلال إن كتاب “البطريرك الحويك: ناسج أسس أبرشية القاهرة المارونية” للدكتور ميخائيل قنبر عنوان مضلل لأنه أعمق بكثير من مجرد سرد لتاريخ أحد البطاركة حتى ولو كان مهما كالبطريرك الياس الحويك، موضحا أن الكتاب توثيق مهم وعميق للحركة المارونية وتفاعلاتها التاريخية والجغرافية مع الحضارات المختلفة.
وأضاف جلال أن البطريرك الياس الحويك تحوّل مع الزمن من زعامة دينية إلى زعامة وطنية، وقال إنه لولا دوره الوطني ربما لم يكن لبنان موجوداً بشكله الحالي، لأن الرؤية الدولية قبل قرن من الزمان كانت دمج لبنان في الدول الأخرى.
وفي إدارته لللقاء وجه جلال اثني عشر سؤالاً لمؤلف الكتاب، تناولت الدور الوطني والرعوي الذي قام به الحويك، وكذلك الجهود الثقافية التي بذلها الموارنة، ودورهم في دعم بناء مصر الحديثة في عهد كل من محمد علي باشا والخديوي إسماعيل. كما تطرق الحوار إلى تأسيس جمعيات المجتمع المدني المارونية، والعمل الحزبي اللبناني في مصر في القرن الماضي. كما تمت مناقشة جهود الأبرشية المارونية في مصر في الوقت الحاضر.
من جهته، ألقى الأب ميشال قنبر، مؤلف كتاب “البطريرك الحويك”، كلمة خلال اللقاء، جاء فيها:
“إذا أردنا أن نفهم التاريخ ونستفيد من دروسه، فلابد أن نرسم أولاً صورة رمزية لطبيعة الكتابة التاريخية وفوائدها، ويمكننا تشبيه الأخيرة وفوائدها بدولاب الماء، فما هو دولاب الماء وما فوائده؟” دولاب الماء هو آلة مائية خشبية تدور بدفع الماء وتوجد على ضفاف الأنهار، وتهدف إلى نقل الماء من قاع الأنهار والبحيرات عبر صناديق إلى الأحواض العليا، حيث يتم توزيعه بعد ذلك في القنوات والأراضي الزراعية المروية. والكتابة التاريخية أشبه بنقل دروس التاريخ من خلال البحث التاريخي من أعماق الأعمال القديمة إلى صفحات الكتب الحديثة، حتى تتمكن الأجيال اللاحقة من إرواء عطشها من كنوز فكر من سبقوها.
وبناء على ما تقدم فإن ما طلبه منا صاحب السيادة المطران جورج شيحان راعي أبرشية مصر والسودان المارونية من كتابة سيرة ذاتية للبطريرك الجليل الياس الحويك صانع أسس أبرشية القاهرة المارونية يندرج في سياق نقل القيم التاريخية التي قدمها عظماء كنيستنا من عالم النسيان إلى عالم اليوم، لكي ترتوي العقول العطشى والقلوب الجافة.
وأنا أغوص في نسج سيرة البطريرك الياس الحويك الذي نسج خريطة لبنان الكبير وساهم في توسيع جغرافية الوطن الصغير لتشمل كل البلدان التي انتشر فيها الموارنة، بما فيها مصر، أردت أن أنشر الفائدة لأهل عصرنا، فيتعلم شباب كنيستنا وعالمنا عن بطل قديس من أبطالنا القديسين، ويتعلمون من سيرته قيمة الطموح، ويأخذون من سيرته معنى المثابرة، ويستمد الرجال منه الرجولة، والشيوخ قيمة النضوج، والشيوخ يرتاحون في سيرته، ويتدربون على الاستعداد للرحلة الأخيرة.
إن سيرة البطريرك العظيم التي كتبتها بحب له ولمشرقنا ستكون إلهاماً لرجال الدين ودعوة للمثابرة في الصلاة والمعرفة والعمل، لأن هذه القيم هي التي جعلت المرحوم الحويك يسير بخطوات ثابتة على درب القداسة. نعم أردت أن تكون سيرة البطريرك الحويك منارة للمصريين واللبنانيين وكل أبناء شرقنا ودعوة للأخذ من أوعية المواقف الكنسية والوطنية.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: خليجيون
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.