مآسي الحرب.. ارتفاع الأسعار يخمد فرحة عيد الأضحى في اليمن
يعتبر عيد الأضحى مناسبة سعيدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، لكن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها اليمن بعد أكثر من تسع سنوات من الحرب الأهلية، أضعفت فرحة العيد لدى المواطنين اليمنيين.
ومع دخول موسم العطلات، ألقت أسعار الماشية الباهظة بظلالها على الاحتفالات، مما جعل العديد من اليمنيين غير قادرين على المشاركة في الطقوس التقليدية وشراء الأضاحي.
وفي أطراف مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد، لاحظ تجار الماشية تراجعا كبيرا في إقبال السكان على شراء الأضاحي هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وفي حديثها للوكالة، أعربت فاطمة محمد، وهي أم لخمسة أطفال، عن يأسها أثناء مرورها في سوق الماشية.
وقالت: “أتطلع كل عام إلى العيد باعتباره وقت الفرح والتجمع العائلي. لكن الأسعار هذا العام بعيدة المنال بكل بساطة. كيف يمكننا أن نحتفل ونحن بالكاد نستطيع توفير الطعام على المائدة؟”
في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، تتردد قصص مماثلة في الشوارع، حيث أكد عبد العليم جلال، تاجر الماشية في عدن، أن الأسعار مرتفعة بالفعل، مشيرًا إلى تضاؤل الطلب على الأضاحي.
وقال في حديثه للوكالة: “الأسر التي كانت تنتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر، تبتعد الآن، ووجوهها محفورة بخيبة الأمل”، مضيفا: “إن تكلفة استيراد الماشية من البلدان المجاورة، إلى جانب انخفاض قيمة عملتنا، قد ارتفعت”. جعلت هذه التقاليد رفاهية لا يستطيع تحملها سوى القليل. “
وفي السياق نفسه، قال وليد علي، وهو تاجر مواشي آخر في عدن، للوكالة إن ارتفاع الأسعار أثر حتى على شراء الماشية من مصادر محلية من المحافظات الأخرى المجاورة بسبب ارتفاع تكاليف النقل وزيادة تكاليف الوقود.
وفي السوق المحلية يصل سعر الماشية الواحدة إلى 180 دولاراً أمريكياً، وهي تكلفة لا تزال بعيدة عن متناول الكثير من الأسر التي تعاني من تداعيات النزاع الذي طال أمده في البلاد.
وفي حديثه للوكالة، روى صلاح محمود، وهو موظف مقيم في عدن، سعيه غير المثمر لشراء الماشية، قائلاً: “ذهبت إلى أسواق الماشية بالمال الذي استطعت توفيره، ولكن في النهاية عدت إلى المنزل خالي الوفاض، غير قادر على ذلك”. لتحمل الأسعار الباهظة”.
وسيضطر محمود، ومعه آلاف اليمنيين، إلى شراء الدواجن صباح العيد، في لفتة رمزية للحفاظ على تقليد الأضحية.
لقد أصبحت تكاليف التضحيات الباهظة تحدياً سنوياً لليمن، الدولة التي مزقتها ويلات الحرب والتدهور الاقتصادي. وتفاقمت محنة البلاد بسبب الحرب الأهلية التي زادت من حدة المصاعب التي يعاني منها مواطنو البلاد.
وبدأ انزلاق اليمن إلى الاضطرابات أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، ما أدى إلى تشكيل تحالف عسكري بقيادة السعودية بعد أشهر، من أجل مواجهة تهديدات جماعة الحوثي.
وتسببت جماعة الحوثي في اندلاع حرب أهلية تصاعدت منذ ذلك الحين إلى أزمة إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
وقد نزح الملايين، ويواجهون شبح المجاعة، وتفشي الأمراض، والنقص الحاد في الخدمات الأساسية بعد سنوات من الحرب الأهلية المستمرة والانهيار الاقتصادي.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: خليجيون
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.