ماذا بقي لحاضر مصر و مستقبلها من ثورة يوليو ؟
ماذا بقي لحاضر مصر و مستقبلها من ثورة يوليو ؟
الاجابة على هذا السؤال تستوجب البحث فى اربعة محاور رئيسية هى : الديمراطية – العدالة الاجتماعية – الاستقلال الوطنى – الوضع الاقليمى ؛ ثورة يوليو حققت قدر من النجاح أو الاخفاق فى تلك المحاور الاربعة بدرجة أو باخرى .
أن قراءة مدلولات هذه المحاور فى سياق حاضرنا و مستقبلنا ؛ يجب أن يكون منهجا للاحتفال بثورة يوليو ؛ التفكير الموضوعى هو الذى يمنع المفكر أن يكون ممثلا للادعاء أو محامىيا للدفاع عن حركات التحرر الوطنى ؛ خراطة التفكير التالية مفيدة للغاية و موضوعية للحكم على الثورة أو اى حركة للتحرر الوطنى .
أولا : قضية الاستقلال الوطنى هى التى جعلت ثورة يوليو تخوض معارك فرضت عليها دون اختيار و دفعتها الى تأييد حركات التحرر العربى و الافريقي ؛ و خوض هذه المعارك كان ممكنا فى ظل النظام الدولى الذى كان قائما على الصراع بين قضبين ؛ كيف سيكون تطبيق المبدأ ( خوض المعارك ) فى ظل عالم آحادى القضب ؟
ثانيا : الديمقراطية ؛ هى نقطة الضعف التى يسهل لخصوم ثورة يوليو توجيه السهام اليها ؛ فالثورة رفعت شعار اقامة حياة ديمقراطية سليمة ؛ و لم تحققه ؛ و قتلت الابداع و التعدادية و امكانية تداول السلطة بالتنظيم السياسى الواحد ؛ لكن من الممكن أن يظهر التنظيم السياسى الواحد كان لذلك بد فى صيغة ( تحالف أو جبهة ) بين الاحزاب المتعددة التى تتفق فى المبادىء ؟
ثالثا : فكرة العدالة الاجتماعية ؛ هل سقطت بسقوط الاشتراكية ؛ و هل من الصالح أن يسير مبدأ الحرية الاقتصادية دون ضوابط ؛ أم يسير ببعض الضوابط لضمان عدم الخلل الجسيم فى توزيع الثروات لصالح الاستقرار السياسيى و التنمية الاقتصادية ؛ أم نطلق مبدأ الحرية الاقتصادية دون أية ضوابط ؛ أم نضع قواعد جديدة لتطبيق العدالة الاجتماعية فى ظل الحرية الفردية و اقتصاد السوق ؟
رابعا : الدور الاقليمى لمصر ؛ الدور الاقليمى تجاوز قدرات الدولة الفعلية فى شباب ثورة يوليو ؛ مسئولية الدولة المصرية فى الدوائر الثلاثة ( العربية – الافريقية – الاسلامية ) وأجبة و مشروعة و التزام تاريخى حتمى ؛ كيف يكون لنا امكانية تحقيق مسئوليتنا فى ظل ظروف عالمية و عربية جديدة ؟
تلك هى الاسئلة التى يجب أن نطرحها و نناقشها و نبحث لها عن اجابات ؛ فلنتجاوز الهراء الذى يعيد و يزيد فى تجميد أو هدم هذه ثورة أو أى حركة للتحرر الوطنى ؛ لابد أن نغادر الماضى ؛ لأن الحاضر يكاد يفلت من ايدينا ؛ و المستقبل يتشكل امام اعيوننا و لابد أن نلحق به ؛ و يجب أن نقفز و لو فى آخر عربة فى القطار الذى يجرى نحو آفاق المستقبل الواسعة ؛ هل نفعل ذلك و نفكر فى الغد أم ندع قطار المستقبل يفوتنا و نعيش على وهم استعادة امجادنا الفرعونية و العربية .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.