ما حكم البيع الإلكترونى بعد أذان صلاة الجمعة وقبل الوصول للمسجد؟ المفتى يجيب
أكد الدكتور نذير محمد عياد مفتي الجمهورية، أنه لا يجوز لمن يلزمه حضور صلاة الجمعة أن ينشغل بالبيع الإلكتروني من وقت الأذان الثاني لصلاة الجمعة، ويجب عليه أن يشغل وقته بالذكر والدعاء، ثم الاستماع إلى خطبتها، حتى ينال الفضل والأجر الكامل، وهو بريء من ذلك. حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، والضرورة تقدر بقيمتها، فيجوز البيع في تلك الحالة، مع مراعاة حالة الحاجة أو الضرورة.
بيان المقصود بالبيع الإلكتروني
البيع الإلكتروني هو تبادل أموال معلومة بسلع أو منافع معلومة ومشروعة باستخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة. وهي وسيلة بيع وشراء جديدة تسهل معاملات الناس وتوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت.
البيع والشراء يوم الجمعة
وقد أباح الشرع الكريم البيع والشراء في كل وقت، إلا وقت اجتماع المسلمين لصلاة الجمعة، تعظيماً لأهميتها، وحثاً للناس على المبادرة والسعي لتحقيقها. لأنها من الصلوات التي إذا لم يؤديها المسلم في وقتها يفوته الأجر العظيم. قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاجتهدوا في ذكر الله وذروا التجارة” هذا لك.” والأمر واضح لكم، لو كنتم تعلمون. [الجمعة: 9]ولهذا السبب نهى الشرع الكريم عن كل ما من شأنه أن يشغل المكلف به عن طلبه والقيام به، وخص البيع بالتحديد لأنه أكثر ما يشغل الإنسان به، فهو أساس حياته ومعيشته. .
وقد نصت نصوص الفقهاء على أن النهي عن البيع ليس لذاته، بل لشيء خارج عنه، وهو إما غلبة الانشغال به على الصلاة، أو لأنه سبب لترك السعي وراء الصلاة. هو – هي. والسعي في صلاة الجمعة لا يفصل بين الأمر والأمر بها، ولا بين الطلب لها والطلب لها. لأنه لا يتم إلا به، والواجب لا يتحقق إلا به.
حكم البيع الإلكتروني في الطريق إلى الجمعة
وقد اختلف الفقهاء في جواز قيام الإنسان بالبيع والشراء أثناء سعيه لصلاة الجمعة، كالبيع والشراء وهو في طريقه إليها، مما لا يخل بمقصد الطلب الذي يتحقق في وموضوعنا هو البيع الإلكتروني، والذي غالباً ما يتم عن طريق الأجهزة الإلكترونية المحمولة ليتمكن الإنسان من إتمام عملية الشراء أو البيع وهو في طريقه إلى الصلاة.
وذهب جمهور فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن المراد بالنهي عن البيع في وقت الجمعة هو البيع المؤدي إلى ترك متابعته. فإن باع وهو في الطريق يطلبه، بحيث لا يؤثر بيعه وشراؤه على الوصول إليه في وقته، فلا يحرم عليه ذلك.
وذهب المالكية إلى تحريم البيع مطلقا في صلاة الجمعة، سواء أكانت واجبة في صلاة الجمعة أم على من لم تجب عليه، حتى لا يكون عذرا في انشغال من أوجبها. افعل ذلك.
وخلاصة القول أنه رغم ما قاله جمهور الفقهاء عن مشروعية البيع وقت صلاة الجمعة إذا لم ينشغل عن طلبها، كمن باع وهو في طريقه إلى الصلاة، فقد ورد دليل على ذلك. والنصوص والروايات الشرعية التي تقوي القول المالكي في تحريم البيع ولو كان ماشياً إليه. من أجل التأدب بشعيرة الدعوة وتقديس وقت الجمعة والمبادرة إليه؛ وذلك لأن من خرج من بيته بنية الصلاة كان كمن كان في صلاة حتى يصلي ويخرج منها. ومن باب الانضباط عليه أن يلتزم الوقار والطمأنينة في طريقه إليها، ولا يشغله عنها سائر أمور الدنيا، كما شرع الشرع الكريم كل خطوة في الطريق إليها. أجراً عظيماً وفضلاً عظيماً. والأفضل لمن خرج من بيته ليشهد صلاة الجمعة بعد الأذان لها أن ينشغل بالذكر والاستغفار والدعاء حتى ينال القدر الأعظم من فضل ذلك الوقت رغم قصره وطوله. الضيق، بدلاً من الانشغال بالبيع والشراء المتاح له في كل وقت وأيام. وقد تقرر أن ما يثبت أنه يتعلق يجب أن يكون خاصاً. وقد ثبت أن ذلك الوقت مخصص لصلاة الجمعة للمخاطب، فينبغي أن يكون خاصاً بها وبأحكامها، وهذا ما ورد في النصوص.
وعن أبي ثمامة قال: «خرجت وأنا أريد الصلاة وأنا أشبك أصابعي، فقال لي كعب بن عجرة: لا تضم أصابعك فإنها رأس». نهانا الله صلى الله عليه وسلم عن تشبيك أصابعنا في الصلاة، فقلت: لست في صلاة. قال: «ألم تتوضأ، وتخرج تريد الصلاة، فأنت في صلاة». وأخرجه البيهقي في “السنن الكبرى” و”السنن والآثار”.
قال الشافعي بالإسناد المتقدم: «فإنه يحب أن يكون له عز في أركانه، كما أحب له فيها». ذكره البيهقي في «السنن والآثار».
ولا يخفى على أحد أن الانغماس في استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة في البيع والشراء -دون ضرورة ضرورية- مع سهولة العرض والتواصل، مع رواج المنتجات وكثرتها، يسرق وقت الإنسان ويشغله. بالأمور المادية في وقت العبادة، ويؤثر سلباً على ما هو عليه، فينبغي أن يتذكرها بخشوع وانتباه عند الاجتماع لصلاة الجمعة.
والوقت المختار لتحريم البيع والشراء هو ما اتفق عليه جمهور الفقهاء في وقت الأذان الثاني.
خاتمة
وبناء على ذلك وفي السؤال: لا يجوز لمن يجب عليه حضور صلاة الجمعة أن ينشغل بالبيع الإلكتروني من وقت الأذان الثاني لصلاة الجمعة، ويجب عليه أن يشغل وقته بالبيع الإلكتروني. الذكر والدعاء، ثم يستمع إلى خطبتها، حتى ينال الفضل والأجر الكامل، إلا لضرورة أو حاجة. والذي هو أدنى منزلة، وتقدر الضرورة بقيمته، فيجوز البيع في تلك الحالة، مع مراعاة حال الحاجة أو الضرورة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.