متى بدأت أو ستبدأ الحرب العالمية الثالثة.؟
بقلم: هاني كمال الدين
– في أي لحظة بدون إنذار وبدون مقدمات أقرب مما هو متوقع , تماما كما لو إننا بالفعل علي محطة الحافلات ننتظر الحافلة التالية التي ستصل في أي لحظة.
لا يفصل العالم عن الوصول لحافة الهاوية سوي لحظات قليلة, بالنسبة للتاريخ هي فعلا لحظات.
لكي ندرك بدقة ونحدد الموعد الدقيق , لاندلاع ما يسمي بالحرب العالمية الثالثة , والتي ستكون من أبشع وأفظع الحروب التي مرت علي البشرية, يجب أن نتوقف أمام ثلاث أحداث خطيرة.
الثورة الصناعية مهد الحرب العالمية الأولي
لم يكن اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28 يونيو/حزيران عام 1914 هو السبب الحقيقي وراء اندلاع الحرب العالمية الأولي.
ربما كانت الحادثة هي السبب الذي اعتمدت عليه الأطراف التي فجرت الصراع لتفجير الحرب ولكنه لم يكن أبدا الدافع أو السبب الحقيقي.
لقد كانت الأطماع والطموحات التي خلقتها الثورة الصناعية , السبب الحقيقي وراء سعي الدول الكبرى في هذا التوقيت , إلي فتح أكبر عدد من الأسواق والمنافذ لمنتجاتها , في سبيل إحراز اكبر قدر ممكن من المكاسب والثروة.
وفي ظل الاستعمار , وانفراد القوي الكبرى بتلك الأسواق , التي كانت تسيطر عليها كمستعمرات , كان علي الدول الصاعدة أن تدخل في المنافسة وان تزاحم الدول الاستعمارية , وإذا كانت الأسواق موصدة أو تخضع لسيطرة القوي العظمي . فلا سبيل أخر سوي اقتطاع جزء منها بالقوة, فلجأت دول خاصة مثل ألمانيا إلي التسلح واستخدام القوة العسكرية واجتياح الأراضي , وشرعت دول الثورة الصناعية الي الاقتتال فيما بينها فاندلعت الحرب العالمية الأولي.
الكساد الكبير 1929 (Great Depression) مهد الحرب العالمية الثانية
ويعتبر من أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن الماضي، بدأت الأزمة في 4 سبتمبر 1929 وتفاقمت مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالثلاثاء الأسود.
استمرت الآثار السلبية للكساد العظيم في العديد من البلدان حتى بداية الحرب العالمية الثانية. وقد اعتبره المؤرخون , السبب الأول والرئيسي وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية.
ومع فشل الولايات المتحدة في استعادة الأموال التي أقرضتها للدول الأوربية خلال الحرب العالمية الأولي , وإصرار اليابان علي الاستيلاء علي الموارد والأسواق الاقتصادية وحرمان الولايات المتحدة والدول الأوربية من الأسواق الأسيوية , وخاصة السوق الصينية , واندفاع اليابان نحو انتزاع السيطرة واجتياح الأراضي الروسية , اندلعت الحرب العالمية الثانية.
الأزمة الاقتصادية العالمية 2007-200
الحدث الثالث والحرب العالمية الثالثة تبدأ من هنا. كيف..؟
وقعت الأزمة الاقتصادية العالمية الأكبر منذ الكساد الكبير , في نفس المكان الذي بدأت منه الأزمة السابقة عام 1929 , الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن تلك الأزمة كانت الأشد والأكثر تأثيرا علي العالم الذي أصبح اقتصاده مرتبط بالاقتصاد الأمريكي. فلم يتوقف الانهيار عند حد أو سوق معين, أصبح الانهيار عاصفة مدمرة اجتاحت الأسواق , الغنية والنامية والفقيرة.
أظهرت تلك الأزمة مدي سيطرة الاقتصاد الأمريكي علي الاقتصاد العالمي . الذي انهار بالكامل , وبالطبع ليس علي الولايات المتحدة الأمريكية , اصلاح اقتصاد العالم وتحمل كلفة الخسائر , ليس عليها وليس بمقدورها.
الشيطان يقدم الحل..؟
حرب عالمية مخطط لها وتحت السيطرة الكاملة, هي الحل لإنقاذ العالم وجلب الخلاص والسعادة الأبدية , وإعادة إصلاح الاقتصاد المنهار.
لكي نصل الي حقيقة ما يدور دعونا نعرض الفكرة التالية كما لو إننا نؤرخ لحدث قد وقع بالفعل في الماضي , لنستطيع رسم الملامح الحقيقة والكشف عن الحقائق ومعرفة ما يدو من حولنا.
عندما حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية في 2007-2008 . توصل خبراء الاقتصاد العالمي والمفكرين السياسيين إلي أغبي فكرة علي الإطلاق.
لقد أصبح الانهيار الاقتصادي مشكلة لا يمكن علاجها أبدا , خاصة في ظل تشبع الأسواق والركود العالمي. وبالتالي فان كل محاولات الحل لا تخرج عن كونها مسكنات سيزول مفعولها في النهاية دون أمل للشفاء.
ولكن..؟
ولكن..؟
ربما يكون هناك حل , يبدو أنه الحل المستحيل. ولكنه الحل الوحيد.
لدوران عجلة الاقتصاد وإنهاء حالة الركود وتشبع الأسواق , لابد من إحداث هزة عنيفة للاقتصاد العالمي . كيف..؟
بعد الدراسات والتحليلات وجد خبراء الاقتصاد أن أفضل حالات الاقتصاد العالمي , والأكثر نشاطا , كانت بعد الحرب العالمية الأولي والثانية , حيث تنشط جميع الدول والاقتصاديات لإعادة البناء.
لهذا فقد انتهوا من دراستهم الي حقيقة استحالة إصلاح الاقتصاد وإنهاء الركود . بدون حرب عالمية جديدة أو حث يماثل الحرب العالمية , يترك وراء دمارا هائلا . يستلزم بناءا واسع النطاق يعيد الحياة الي الاقتصاد العالمي…! شكرا لخبراء الاقتصاد.
قدم خبراء الاقتصاد أغبي فكرة يمكن أن يقدمها العلماء علي الإطلاق. ولكن التقط الفكرة منهم الأغبى علي الإطلاق والأكثر انتهازية.
بدأ السياسيين وخبراء الإستراتيجية , في الأمر الذي لا يمكن تخيله اطلاقا . بدأو في دراسة الفكرة …… المستحيل الممكن!
نجح السياسيين وخبراء الاستراتيجيات الأمريكيين والأوربيين في دراسة هذا الحل , ودراسة كيفية تحقيق الهدف بأقل الخسائر بالنسبة لهم , وأكبر قدر ممكن من المكاسب.
وضع الخبراء تصورهم للخطة , وحددوا المسارات التي يجب اتخاذها للوصول إلي الهدف.
ما هو الهدف…؟
إحداث هزة عنيفة للاقتصاد العالمي , من خلال اندلاع حرب عالمية مدمرة , تكون المكاسب بقدر الدمار الذي ينتج عن تلك الحرب. بمعني انه كلما زاد الدمار كلما زادت المكاسب.
حدد الخبراء أن مخازن الأسلحة ممتلئة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية . بالأسلحة والذخائر , التي يتم تكديسها هناك وتكاد تتحول إلي خردة أو يدمرها الصدأ , لم تعد ذات فائدة كبيرة بعد التطورات المتتالية في الأسلحة والذخائر . وأصبحت المليارات من الدولارات , مخزنة في حديد لا طائل من وراء تخزينه.
يحقق بيع تلك الأسلحة مبالغ لا يمكن تخيلها . ستكفي لتنفيذ الخطة والإغداق علي العالم بالمساعدات والإسهامات. فقط نحتاج إلي خلق السوق التي تريد تلك الأسلحة وستبدأ الحصول علي الموارد الأزمة. سنحول الصدأ إلي ثروة.
اشترطت الخطة آن تكون تلك الحرب تحت السيطرة الكاملة وان يكون الدمار بأقصى قدر ممكن وخارج نطاق الدول التي ستقوم بتنفيذ الخطة . حيث ستعمد تلك الدول لإعادة بناء العالم المدمر بمجرد انتهاء تلك الحرب وستقدم قدر كبير من المساعدات والمساهمات خلال إعادة البناء.
كما وضعت الخطة الأفضلية لتلك الدول التي تمتلك الموارد والأموال لتقوم لتكون قادرة علي دفع فواتير إعادة البناء, وبالطبع نستطيع رسم خريطتين للعالم , واحدة لمناطق النزاعات المسلحة الحالية أو التي اندلعت بعد العام 2010. وأخري للدول التي لديها الموارد الكافية لدفع الفواتير مستقبلا. غالبا ما ستنطبق الخريطتين.
لتمويل الخطة وإتاحة الموارد اللازمة لتنفيذها , وتجهيز المساهمات والمساعدات التي يتم تقديمها . لابد من إيجاد موارد ضخمة لتغطية تلك التكاليف. تم تحقيق الهدف وخلقت الأسواق التي تحتاج إلي تلك الخردة التي يتم تكديسها منذ خمسينات القرن الماضي.
ان الأسلحة والذخائر التي اشترتها منطقة الخليج فقط , و الأسلحة والذخائر التي تحصل عليها دولة مثل السعودية في حربها مع اليمن بشكل يكاد يكون يومي . بلغت قيمتها ما تم بيعة من أسلحة علي مستوي العالم في عقدين من الزمن علي الأقل أو ثلاثة.
إن طول المدة الزمنية وحجم الدمار الذي أدت إليه الحروب التي اندلعت في السنوات العشرة الأخيرة, بين دول وتحالفات عالمية , وبعض الميلشيات التي لا يمكن تصور امتلاكها للقوة والموارد لخوض حرب ضد العالم عدة سنوات . أمر لا يمكن استيعابه أو تصديقه.
تنظيم أو ميليشية صغير تظهر في العراق أو سوريا , يستطيع محاربة أقوي دولتين علي وجه الأرض فقط . بل يستطيع محاربة الدولتين وكافة التحالفات التي تنظم اليهما, التي وصلت في دولة مثل العراق إلي 60 دولة تقريبا فيما أطلق عليه التحالف الدولي العراق . ثم التحالف الدولي في اليمن الذي عجز أما مليشيات لا تمتلك الطعام أو نصف الموارد التي تمتلكها دولة واحدة من دول التحالف.
والآن ربما نصل إلي الجزء الأخير أو المرحلة الأخيرة من الخطة , وهي وقوع الحرب المخطط لها .
فهل ستنجح الخطة…؟
دعونا نضيء الجوانب المظلمة من الأنفاق التي لا نستطيع أن نخرج منها.
حدث ويحدث وسيحدث . أشياء يخجل الضمير الحي من التفكير فيها.
كانت تلك الإجابة عن سؤال؟
هل أجب..؟
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.