مجلس الأمن يحذر من العواقب الإنسانية الوخيمة لمحاولة تفكيك "الأونروا"
وحذر مجلس الأمن بشدة من أية محاولات لتفكيك أو تقليص عمليات وولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشددا على أن أي انقطاع أو تعليق لعملها سيكون له عواقب إنسانية وخيمة على ملايين الفلسطينيين. اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة، فضلا عن العواقب المترتبة على المنطقة.
وبحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، شدد مجلس الأمن، الخميس، على أن الأونروا تظل العمود الفقري لجميع الاستجابات الإنسانية في غزة، وأنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل أو تحل محل قدرة الأونروا وتفويضها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الحياة. – إنقاذ المساعدات الإنسانية. مشيراً إلى أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للاجئين الفلسطينيين من خلال التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية الأساسية وبرامج المساعدات الطارئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الحكومة الإسرائيلية إلى الامتثال لالتزاماتها الدولية، واحترام امتيازات وحصانات الأونروا، والوفاء بمسؤولياتها في السماح وتسهيل الوصول الكامل والسريع والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية بجميع أشكالها. إلى قطاع غزة وفي جميع أنحاءه، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان المدنيون بشدة.
كما دعا مجلس الأمن جميع الأطراف إلى تمكين الأونروا من تنفيذ ولايتها، على النحو الذي اعتمدته الجمعية العامة، في جميع مناطق العمليات، مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال، واحترام المبادئ الإنسانية الدولية. القانون، بما في ذلك حماية مرافق الأمم المتحدة والمرافق الإنسانية.
وسلط أعضاء مجلس الأمن الضوء على النتائج التي توصلت إليها مجموعة المراجعة المستقلة – برئاسة كاثرين كولونا – حول آليات وإجراءات ضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني. ورحبوا بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة والوكالة بالتنفيذ الكامل لتوصياتها ودعوا إلى تنفيذها بشكل عاجل، بما يتماشى مع التزام الأونروا بمبدأ الحياد.
ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة وتسهيلها، وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وأعربوا عن تقديرهم للعمل الذي يقوم به موظفو الوكالة، بما في ذلك في ظل ظروف صعبة للغاية، في تنفيذ ولاية الوكالة، وشددوا على أهمية ضمان استمرارية الخدمات الحيوية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين، واعترفوا بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء من أجل تعزيز دعمهم للأونروا.
بدوره، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فليمون يونغ عن قلقه العميق إزاء إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانونين من شأنهما، في حال تنفيذهما، أن يمنعا الأونروا من القيام بعملها الأساسي في غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأكد أن الأونروا، التي أنشئت بموجب تفويض مباشر من الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 302 – الصادر خلال الدورة الرابعة في 18 ديسمبر 1949 – تلعب دورا حاسما في توفير الحماية والمأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية. لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.
وحذر من أن انهيار عمليات الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة هذين القانونين من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا، مضيفا أن هذا أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن الأمين العام قد لفت انتباه الجمعية العامة إلى هذا الأمر. الأمر الذي يؤكد خطورة الوضع.
ودعا يانغ حكومة إسرائيل بشكل عاجل إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والسماح للأونروا بمواصلة عملها الأساسي.
من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في كلمته أمام الاجتماع رفيع المستوى لـ”التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين” في الرياض، إن “تصويت الكنيست ضد الأونروا هذا الأسبوع أمر شائن”. ويشكل سابقة خطيرة. إنه يمثل الحلقة الأخيرة في حملة مستمرة لتشويه سمعة الأونروا. ونزع الشرعية عن دورها في توفير التنمية البشرية والمساعدة للاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذه القوانين لا تستهدف الأونروا فحسب، بل هي أيضا ضد الفلسطينيين وتطلعاتهم، مضيفا أن “تداعياتها على الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين هائلة”.
وقال إنه خلال العام الماضي، اكتسبت الجهود المبذولة لإنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية زخما هائلا. وهكذا تراجعت احتمالات تنفيذ حل الدولتين تدريجياً. وقال المسؤول الأممي إن قطاع غزة دمر بالكامل، وفي الوقت نفسه فإن الصراع المتصاعد يسيطر على الضفة الغربية المحتلة.
وشدد المفوض العام للأونروا على أن الوكالة ظلت “منارة الأمل للاجئي فلسطين” طوال 75 عاما. وقال لازاريني: “في انتظار حل سياسي عادل ودائم، عملت الأونروا لعقود من الزمن على منح لاجئي فلسطين حياة كريمة على أساس حصولهم على الحقوق الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية. لقد قمنا بتعليم أجيال من الطلاب، وقد حقق العديد منهم نجاحًا ملحوظًا في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. “.
وحذر المفوض العام للأونروا من أن الهجمات على الوكالة هي هجمات على النظام الأوسع القائم على القواعد الموروث من الحرب العالمية الثانية، و”ستعمل على إضعاف نظامنا العالمي المتعدد الأطراف”. وقال: إن “الهجمات على الأونروا لها دوافع سياسية بهدف إلغاء وضع اللاجئين الفلسطينيين”.
وشدد على أن مستقبل لاجئي فلسطين لا يمكن تقريره خارج الإطار السياسي، متسائلا: “إذا كان من الممكن أن تنهار وكالة تابعة للأمم المتحدة بتفويض من الجمعية العامة لأن إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تتحدى النظام الدولي القائم على القواعد، فما الذي سيبقى قائما؟ ؟” “.
وأكد لازاريني مجددا على أن حل الدولتين هو الإطار المتفق عليه دوليا، وأن الأونروا جزء لا يتجزأ من عملية انتقالية ناجحة وعادلة. ودعا المجتمعين إلى استخدام كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية والقانونية المتاحة لرفض محاولات إسرائيل تفكيك الأونروا، وتهميش الأمم المتحدة، وتقويض التعددية، وهذا يعني ضرورة إلغاء مشاريع القوانين هذه، أو تعليق تنفيذها.
وحث على تحديد مسار سياسي قابل للتطبيق نحو حل الدولتين، والذي من شأنه أن يحل في نهاية المطاف محنة لاجئي فلسطين، ويضمن استمرار الأونروا في الوفاء بالدور الذي لا غنى عنه للاجئي فلسطين.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.