7579HJ
مصر

مدير مستشفى كمال عدوان.. قصة طبيب دفن نجله وعاد لخدمة مرضى غزة

القاهرة: «رأي الأمة»

آلة التدمير الإسرائيلية وحصار المستشفى ومن ثم اقتحامه لم تخيفه. فهو لم يقرر، مثل البعض، الخروج من قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، حتى لو استطاع ذلك. بل قرر أن يكمل مهمته التي أقسم عليها بعد تخرجه من كلية الطب، ودفع ثمن ذلك ثمناً باهظاً. وكان الثمن ابنه الذي استشهد. وبصواريخ الاحتلال يستقبل الأب ابنه داخل المستشفى الذي يرأسه، وقد أصبح جسداً هامداً. يؤم الجماعة في صلاة الجنازة والدموع تملأ وجهه. هو الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.


الدكتور حسام أبو صفية يؤم المصلين في صلاة الجنازة على نجله

ويتعرض شمال قطاع غزة منذ أسابيع لحرب إبادة جماعية، تسببت في مقتل المئات، وإصابة الآلاف، وانهيار النظام الصحي، ومنع وصول الغذاء ومياه الشرب إلى الشمال. وحاصر الاحتلال مستشفى كمال عدوان، ومنع وصول الديزل إليه، واستهدفه بشكل مباشر حتى اقتحامه واعتقال عدد من طواقمه. الرعاية الطبية، لكن الدكتور حسام أبو صفية ظل ثابتا على موقفه ولم يغادر المستشفى أو المرضى الذين حضروا مباشرة سواء كانوا جرحى أو جرحى أو مرضى بمختلف الأمراض في قطاع غزة.

وتلقى نبأ استشهاد نجله الذي نقله الفلسطينيون إلى مستشفى كمال عدوان، حيث يرأس والده المستشفى. وتلقى حسام أبو صفية الخبر بالدموع، لكنه حافظ على رباطة جأشه، وقاد المصلين في صلاة الجنازة على نجله في المستشفى، قبل أن ينقلوه إلى مثواه الأخير، ليظل على رأس المستشفى. عمله ورؤوس الجرحى يحاولون تسيير العمل في ذلك المستشفى الذي أصبح الملاذ الأخير لسكان شمال قطاع غزة لمحاولة علاج مصابهم.

تشييع نجل الدكتور حسام أبو صفية في مستشفى كمال عدوان
تشييع نجل الدكتور حسام أبو صفية في مستشفى كمال عدوان

وتواصلنا مع الدكتور حسام أبو صفية الذي أكد أنه لن يترك مكانه في مستشفى كمال عدوان رغم ما تعرض له المستشفى واستمرار استهدافه من قبل الاحتلال ورغم استشهاد نجله إبراهيم.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان في تصريح خاص لـ«اليوم السابع»: «مازلت في مستشفى كمال عدوان لأنه لا يزال يقدم خدماته الصحية وإن كانت في حدها الأدنى، وما زال هناك عدد من المرضى الذين يتلقون الخدمة، وهناك أعداد كبيرة من المصابين يصلون بشكل مستمر إلى الشمال”. قطاع غزة، وخاصة في منطقة بيت لاهيا.

وتابع حسام أبو صفية: “واجبي الإنساني والديني والوطني هو أن تبقوا في مكان يقدم خدمة إنسانية لسكان شمال قطاع غزة”.

نعى عدد من الفلسطينيين نجل مدير مستشفى كمال عدوان، مشيدين بموقف حسام أبو صفية في عدم ترك مكانه وتهجيره بسبب المجازر المروعة التي تشهدها شمال قطاع غزة، موضحين أن الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى من مستشفى كمال عدوان، ظل مرابطاً لأكثر من عام تحت الحصار والجوع والقتل. والمجازر، وبين ألف غارة وغارة، لم يغادر فمه لحظة واحدة، ثم تزلزلت الأرض بأهل الشمال، وحاصر المستشفى 21 يوما ولم يرف له جفن، المرابطون في رئيس عمله ورؤوس مرضاه وجرحاه، وتلك كانت صورته عندما كان آخر من دخل المستشفى، ليفاجئ الدكتور حسام بابنه إبراهيم فلذة كبده. يأتي إلى المستشفى، ليس على قدميه، بل على أكتاف الآخرين، بريئًا. أعدموه ووضعوه في حضن أبيه، ويقولون له: هذا ما حققته يداك بصمودك وصبرك ورباطة جأشك. ذلك الفتى الوسيم الذي رفض والده أن تعيش رغد مقابل الحياة الطيبة والموت، ليحظى بموقفه الثابت بالاحترام”. نفسه الكريمة وشعبه الجريح الدكتور حسام يبكي ويحزن على ابنه وقد استولوا على ثمرة قلبه وهو كما هو لم يخلع معطفه الأبيض ولو للحظة واحدة إذ حملوا إليه ابنه بالكفن الأبيض، وهو الذي وقف في جنازته، وعقله وقلبه وروحه ممدودون أمامه، فقط… لأنه أوفى بقسمه، أوفى بعهده مع الله، وأدى أمانته لغزة الحبيبة وأهلها الفقراء.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى