مرصد الأزهر يحلل إحصائيات جرائم التنظيمات الإرهابية غرب إفريقيا ديسمبر 2024

ويواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته الدقيقة لجرائم التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، خاصة في منطقة غرب أفريقيا والساحل، التي تعتبر من أخطر بؤر الأزمات في العالم. ونفذت تنظيمات وميليشيات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش نحو 20 عملية إرهابية خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، أسفرت عن مقتل 184 شخصاً، وإصابة 137، واختطاف 50 آخرين.

زيادة كبيرة في ديسمبر 2024

ومقارنة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، شهد شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي ارتفاعا ملحوظا في عدد العمليات الإرهابية، حيث ارتفع معدل هذه العمليات بنسبة 75%. ونتيجة لذلك ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن هذه العمليات بنسبة 85.6%. وبلغ عدد العمليات الإرهابية خلال نوفمبر 3، أسفرت عن مقتل 26 شخصا، وإصابة 15 آخرين، بالإضافة إلى اختطاف سبعة أشخاص.

وتحتل دولة مالي صدارة المشهد في غرب القارة
وتصدرت دولة مالي مشهد العمليات، حيث تعرضت لعشر عمليات إرهابية، تشكل 50% من إجمالي العمليات الإرهابية المسجلة في المنطقة خلال الشهر الجاري. كما احتلت المرتبة الثالثة من حيث عدد الضحايا حيث وصلت نسبة الضحايا إلى 19% من الإجمالي. وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 35 شخصا وإصابة 5 آخرين.

النيجر لديها أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن الإرهاب
واحتلت النيجر المركز الثاني من حيث عدد الهجمات الإرهابية، بينما تصدرت القائمة من حيث عدد الضحايا. وتعرضت البلاد لست عمليات إرهابية تمثل 30% من إجمالي الهجمات المبلغ عنها، وأسفرت عن مقتل 95 شخصاً، أي ما يعادل 51.6% من إجمالي عدد الضحايا، بالإضافة إلى إصابة سبعة أفراد آخرين.

وتحتل نيجيريا المركز الثالث من حيث عدد العمليات الإرهابية
بينما احتلت نيجيريا المركز الثالث من حيث عدد العمليات الإرهابية، مسجلة ثلاث حوادث تمثل 15% من إجمالي العمليات الإرهابية. كما جاءت في المركز الثاني من حيث عدد الضحايا بواقع 51 ضحية أي ما يعادل 27.7% من إجمالي عدد الضحايا. بالإضافة إلى إصابة 120 شخصاً، واختطاف 50 آخرين.

الإرهاب يهدد بنين من جديد
أما دولة بنين التي تعرضت مجددا لتهديدات إرهابية، وأثارت الرعب في نفوس سكانها، فقد شهدت هجوما مسلحا خلف ثلاثة ضحايا وخمسة جرحى.

يبدو أن التوترات المستمرة في منطقة الساحل، خاصة في شمالها، تعتبر العقبة الأساسية التي تسعى التنظيمات الإرهابية إلى تجاوزها، بهدف الوصول إلى الدول الإفريقية الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي وتعزيز وجودها هناك تدريجيا. وقد يؤدي هذا إلى خلق بؤر جديدة للتشدد، بما في ذلك دول بنين وتوغو.

وتواصل بوركينا فاسو والسنغال جهودهما لمكافحة الإرهاب
وشهدت بوركينا فاسو خلال الشهر الجاري جهودا مكثفة لمكافحة الإرهاب، حيث لم تسجل البلاد أي هجمات إرهابية. ومن ناحية أخرى، واصلت السنغال الحفاظ على سجلها الخالي من الأعمال الإرهابية خلال الفترة نفسها.

جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
وسجل شهر ديسمبر مقتل 419 عنصرا إرهابيا، إضافة إلى القبض على 21 آخرين. ونفذ الجيش النيجيري عمليات أسفرت عن القضاء على 242 إرهابيا، فيما تمكن الجيش في بوركينا فاسو من القضاء على 102 عنصر إرهابي.

كما واصل الجيش المالي تنفيذ عملياته العسكرية حيث تمكن من تحييد 40 عنصرا واعتقال إرهابي. وفي السياق نفسه، قتل الجيش النيجري 35 إرهابيا واعتقل 20 آخرين.

ووفقا لبيانات مرصد الأزهر، فإن عدد القتلى في صفوف العناصر الإرهابية ارتفع بنسبة 87.6% خلال شهر ديسمبر الماضي مقارنة بالشهر السابق.

أسباب زيادة عدد العمليات الإرهابية رغم الجهود القتالية
إن الارتفاع في عدد العمليات الإرهابية وما نتج عنه من زيادة في الضحايا المدنيين، على الرغم من الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، يرجع إلى تفاعلات معقدة متعددة العوامل. وأبرز هذه العوامل أن تزايد وتيرة العمليات الإرهابية يزيد من احتمال سقوط ضحايا من المدنيين، خاصة إذا كانت هذه العمليات تستهدف مناطق ذات كثافة سكانية عالية. وتعتبر التنظيمات الإرهابية ذلك دليلا على نجاح عملياتها.

كما يؤدي تصاعد أعداد العمليات والإصابات إلى تكثيف الإجراءات الأمنية من قبل الجهات المعنية، ما يؤدي إلى ارتفاع أعداد قتلى العناصر الإرهابية نتيجة الاشتباكات أو العمليات المضادة. ولذلك فإن العلاقة بين هذه العوامل تتسم بالتبادلية وتتأثر بالسياقات السياسية والاجتماعية والأمنية في المنطقة.

ولذلك يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الحل يكمن في الالتزام بالتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الساحل والقارة الأفريقية بشكل عام. وينبغي أن تتضمن هذه الجهود نهجا جذريا يهدف إلى الحد من العوامل الدافعة للإرهاب، فضلا عن تحقيق الاستقرار الأمني ​​الشامل الذي يسهم في الحد من التهديد المتزايد للتنظيمات الإرهابية.