مرصد الأزهر يهيب بالآباء متابعة أبنائهم بعد استغاثة شباب أسبان لمحاولة تجنيدهم

وفي تقرير له، دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الآباء والمربين إلى مراقبة أبنائهم ورعايتهم عن كثب، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل وما يحمله هذا التطور من فرص وتحديات لتحقيق حياة أفضل والاستفادة من الموارد المتاحة بما يخدم الإنسانية ويحقق تنمية المجتمع، ويدرأ مخاطر استغلال التكنولوجيا لخدمة أغراض شخصية وتحقيق مصالح خاصة تهدف إلى تحقيق منفعة لفئة معينة، ولو على حساب أمن الجميع وسلامة أفرادها. جاء ذلك بعد أن طلبت مجموعة من الشباب الإسبان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا، التابعين لجمعية مكافحة التطرف والضحايا غير المباشرين (أكريافي)، النجدة بعد أن حاولت تنظيمات إرهابية تجنيدهم في منازلهم.

وعزا المرصد الارتفاع الكبير في معدلات التجنيد للتنظيمات المتطرفة إلى عدة عوامل، أهمها تزايد الخطاب المتطرف على شبكة الإنترنت، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال الأخرى أرضاً خصبة لنشر خطاب الكراهية والدعاية المتطرفة، مستهدفة الشباب الذين يعانون من مشاعر العزلة والتهميش وتذبذب الهوية على وجه الخصوص. كما خلقت الصراعات تدفقاً هائلاً للاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، وبعضهم عرضة لتبني الأفكار المتطرفة أو التأثر بالصراعات المسلحة، بالإضافة إلى تنامي مشاعر الكراهية ضد الإسلام والتمييز، مما يساهم في شعور بعض الشباب بالتهميش والغضب، مما يجعلهم أكثر عرضة للتطرف.

وأكد المرصد أيضاً أن التنظيمات المتطرفة تبذل كل جهدها لتحقيق التوسع الذي يضمن لها فرصة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وهو ما لن يتحقق إلا بامتلاك المقومات البشرية والمادية اللازمة لتنفيذ مخططات تلك التنظيمات.

وأخيراً دعا المرصد إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية والتثقيف وتحصين الشباب والمراهقين من الفكر المتطرف والآراء المنحرفة والسلوكيات المنحرفة التي بدأت تنتشر في المجتمعات كالنار في الهشيم، وبدأت تنتقل من مجتمع إلى آخر كالفيروسات القاتلة والأمراض الفتاكة التي لا تجلب إلا الخراب والدمار للبلاد والعباد.