مسألة حياة أو موت.. ماذا يعني غلق الأونروا بالنسبة للفلسطينيين؟
تعد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أكبر منظمة تقدم المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، حيث توفر شبكة أمان حيوية تشمل الغذاء والعلاج والتعليم. لكن هذه الوكالة التي تأسست قبل 75 عاما تواجه تهديدا حقيقيا نتيجة التشريع الإسرائيلي الذي قد يوقف جميع أنشطتها في الضفة الغربية وقطاع غزة نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
ووفقا لتقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن اللحظة التي علم فيها سعيد حشاش، وهو أب لأربعة أطفال، أن إسرائيل أصدرت قوانين قد تؤدي إلى وقف عمليات الأونروا، كانت بمثابة صدمة حقيقية له. وأثناء تلقيه علاج غسيل الكلى، أدرك أن خدمات الأونروا، التي اعتمد عليها بشكل كامل في تقديم العلاج، قد تختفي بعد شهر من الآن.
يقول سعيد حشاش، الذي يعاني من مرض الكلى: “هذه مسألة حياة أو موت”. “نحن نعتمد بشكل كامل على الأونروا.” وهذه ليست حالة فردية، إذ يعتمد العديد من الفلسطينيين في المخيمات على خدمات الأونروا، والتي تشمل المدارس والمراكز الصحية والإغاثة الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل صعدت من انتقاداتها للأونروا بعد الهجمات التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، واتهمت الوكالة بتشغيل موظفين مرتبطين بجماعات مسلحة، وهو ما نفته الأونروا تماما، مشيرة إلى أنها تتعاون مع السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق معلومات عن موظفيها. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أقر البرلمان الإسرائيلي قوانين قد تؤدي إلى منع الأونروا من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعني أن الوكالة ستفقد تصاريح الدخول الإسرائيلية إلى غزة والضفة الغربية.
وتحذر الأونروا من أن تطبيق هذه القوانين قد تكون له عواقب مدمرة، حيث أنها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية، وقد تتسبب في انهيار شبكة المساعدات في غزة، مما يجعل تقديم الإغاثة الإنسانية مستحيلا في ظل الظروف الحالية.
وفي مخيم بلاطة، حيث يعيش سعيد حشاش وعائلته، يواجه السكان العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ويقدر عدد سكان المخيم بحوالي 33 ألف نسمة، وتصل نسبة البطالة بين الشباب إلى أكثر من 60%. وتوفر الأونروا التعليم لآلاف الأطفال في المخيم، كما تقدم الخدمات الصحية لأعداد كبيرة من السكان.
وتعاني السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، من أزمة مالية خانقة، تجعلها غير قادرة على توفير البدائل اللازمة للأونروا. وبدون الدعم المستمر من الأونروا، سيواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وضعا مأساويا، حيث لا يوجد بديل معتمد قادر على تحمل المسؤوليات الكبيرة التي توفرها الوكالة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.