مساجد مصر تتحدث عن المواطنة وتنظيم الأسرة فى خطبة الجمعة اليوم
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان: “لكن يرضون عنك الوجه الحسن والأخلاق الحميدة”. وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية التعايش السلمي باعتباره من أهم أسباب استقرار المجتمع.
وقالت وزارة الأوقاف، إن موضوع الخطبة الأولى موحد على مستوى الجمهورية، وأن موضوع خطبة الجمعة الثانية يهدف إلى معالجة مشكلة تنظيم الأسرة، وذلك في محافظات: (قنا، أسيوط، سوهاج، المنيا، والأقصر).
(النموذج الأول) لموضوع خطبة الجمعة بعنوان:
«ولكن ليرضوا بحسن وجهك وحسن خلقك».
الحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض. وأنشأ الكون بعظمة ظهوره، وأنزل الهدى. على أنبيائه ورسله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، وأطهر خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
هذه كلمات مضيئة خرجت من لسان العلي صلوات ربي وسلامه لتعبر عن دعوته الشريفة للتدليل على أسمى آيات الإحسان والبشارة والصلاح والإكرام في التعامل خلق الله عز وجل: «إنكم لا تطلبون الناس بأموالكم ولكن ليطلبوا منكم السعة. «الوجه وحسن الخلق»، وها هو أحسن خلقًا وحبيب الحق. عليه صلاة ربي وسلامه. واتسعت ابتسامته الصادقة وأخلاقه الحميدة. سمو العالم أجمع، في خليط محمدي عجيب، يجعل القلوب تشتاق لحضوره، وتفرح بدعوته.
أيها المحمديون، إن هذا السر النبوي الكريم هو الذي جذب القلوب والأرواح والعقول، لترسيخ فلسفة الحب بين البشر كافة. فاعلموا أيها الناس أنكم لن تصلوا إلى القلوب بأموالكم ولا آثار دنياكم، بل ستطلبون قلوب الناس بأخلاق… أكمل الجناب الأنوار بنائه، و ورفع من قيمتها عندما قال عن نفسه الكريمة: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
فقف أيها العقل عند نهايتك، فترى أخلاق محمد ترتفع فوق السماء في الصلاح والبشارة والوفاء واللطف، إذ تظهر عيناه الكريمتان كأن النور يخرج من داخله، حتى ابتسامته النقية وكلماته الرقيقة فتحت قلوب الناس بالتبجيل والاحترام. وتحقيقاً لهذا الدين القويم ولهذا النبي المختار الأمين الذي أكرمه ربه بهذا الوصف المقدس {وإنك لعلى خلق عظيم}.
يا محمد، ألم يخبرك التاريخ عن الرسالات النبوية وخطب الأمراء والقياصرة والأمراء، مجمعة بلغة؟ لغة واحدة، وهي لغة الاحترام والفخر والبهاء والسلام؟! ألم تكتب صفحات عن سير تعامل النبي مع وفد نجران الذين أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلوا في مسجده؟ الشرفاء في مشهد يبهر العالم ويأسر القلوب؟!
واعلم أيها الكريم أن هذه الحالة الكريمة هي باب هداية الخلق، ومفتاح الوصول إلى الحق. إن حبيبكم صلى الله عليه وسلم هو الذي أبهر العالم بأصول التعامل مع الناس رغم اختلاف عقائدهم، وهذا كان تلميذه الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. فذكر محاسن الإسلام وعزته وفضائله للنجاشي في مشهد عجيب وحوار مهيب. وقد درس جعفر أدواته وعرف كيف يتناول الأدب النبوي. ووسع قلوب الملوك بكريم الوجه والأخلاق الحميدة، إذ قال للنجاشي: “أيها الملك، كنا قومًا في الجاهلية، نعبد الأصنام. نأكل الميتة، ونرتكب الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ إلى جيراننا، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا كذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه، صدقه وصدقه وعفته، فدعانا إلى الله لتوحيده وعبادته، وترك ما كنا نعبده. كان آباؤنا من دونه من الحجارة والأصنام، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، واجتناب الزنا والدم، ونهانا عن الفواحش. وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا. فلم يفعل فيه شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام». وما النجاشي إلا من انفتح قلبه، واشرق وجهه وضميره. وبكى بهذا الدين العظيم عندما تذكر أخلاق عيسى عليه السلام الذي جعله الله تعالى بوابة للبر والوفاء والحنان والرحمة والعلم. والله تعالى علامة العطاء والتسامح والسلام. فلينطق لسانه قائلاً: «إن هذا والذي جاء به عيسى خرج من مشكاة واحدة».
أيها السادة، لقد استقبل الشعب المصري هذه الأضواء المحمدية وهذه العظمة المصطفوية، وكان اللحمة الوطنية حاضرة. وفي كل المناطق المحروسة، وكان احترام شركاء الوطن نهجا راسخا، فأصبح الشعب المصري نسيجا خاصا به بكل طوائفه. التعايش والتكامل، مليئ بالطمأنينة والطمأنينة، مجبور، مستتر، منتصر.
*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فما أجمله أيها الكرام عندما نتصفح كتاب الله عز وجل، ونرفع أكف الدعاء إلى المعطي سبحانه بهذا الدعاء. الرقراق {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}، ويتبادر إلى ذهني هنا سؤال: ما هي النسل الذي سيكون؟ سبب للسعادة والسرور وراحة العيون؟! وهو ذرية قوية، سليمة العقل والبدن، مستقيمة الخلق، ناضجة الفكر، بصيرة في أمر الدين والدنيا. وذلك بمنحهم حقوقهم وتلبية احتياجاتهم.
أيها الآباء: أدركوا المعنى الحقيقي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود فإنهم أهل وادٍ ودودون). لأني أكثرك في الأمم». واعلموا أن التفاخر لا ينبغي أن يكون من جمهور ضعيف مرهق، فهذا جمهور سلبي يضر ولا ينفع. فالفخر والفخر إنما يكون في النسل القوي الأمين الصالح النافع العامل المنتج وإلا فالجمهور الضعيف المنهك. وقد وصفه الجناب العظيم صلى الله عليه وسلم بقوله: “بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل”.
واعلموا أيها الناس أن زيادة السكان تجعل الأسرة ضعيفة وضعيفة، وتلتهم مقدرات البلاد. نحن في حاجة ماسة إلى منظمة. ويحفظ لبلادنا قوة وقدرة وطاقة.
اللهم أنشر السلام والطمأنينة في ربوع مصرنا الحبيبة.
وهب لنا يا رب من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.