مشتاقين يابلاد الذهب.. قطارات "مخصوص النوبة" تجمع شمل 40 قرية نوبية بأسوان
لن تكتمل فرحة النوبة بالعيد إلا بعودة أبناء النوبة المقيمين في محافظتي القاهرة والإسكندرية ومدن القناة، لقضاء عيد الأضحى وسط عائلاتهم في قرى ومناطق النوبة في أسوان، ومركز نصر النوبة، في عادة سنوية يحرص عليها الجميع في مختلف المناسبات والأعياد، والتي تمثل العودة إلى الجذور والحنين إلى الماضي.
وفي تاريخ متجدد، يحرص أهالي نحو 40 قرية نوبية من الفدجة والكنوز، الذين يقطنون القاهرة والإسكندرية ومدينتي القناة “الإسماعيلية والسويس”، على قضاء عيد الأضحى المبارك بين الأهل والأصدقاء في محافظة أسوان، في رحلة. قطارات “النوبة الخاصة” تخصصها هيئة السكك الحديدية النوبية الشهيرة لأهالي النوبة، والتي تنطلق من محطتي قطار القاهرة والإسكندرية، تلبية لرغباتهم. وفي المقابل، يجتمع النوبيون من كل قرية لاستقبال القطارات الواصلة إلى محطتي كلابشة وكوم أمبو بأسوان، بالأغاني، حاملين الدفوف النوبية الشهيرة بعد رحلة طويلة وانتظار طويل.
ويقول الشيخ وحيد يونس، المؤرخ النوبي الشهير بأسوان، إن فرحة النوبة لن تكتمل في العيد إلا بعودة أهل النوبة المقيمين في القاهرة والمحافظات في عادة متعارف عليها سنويا خلال الأعياد، عندما يخرج الناس ورؤساء البلديات. ويستقبل الشيوخ العائدين فور وصولهم إلى محطة قطار كلابشة وكوم أمبو شمال أسوان، وسط حالة من الترحيب والفرح والسعادة والأغاني والأناشيد النوبية. كما يتم توزيع الحلويات والآيس كريم على النوبيين الوافدين، فيما يضع البعض لافتات ترحيب لاستقبال الوافدين في محطات وصول السكة الحديد. p>
ووصف الشيخ وحيد، أن موعد قدوم أهالي النوبة هو عيد لكل النوبة وقراها، معتبرا أن أهالي النوبة في أسوان يشتاقون ويحنون كل عام لاستقبال أسرهم.
وعلق عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين بأسوان السابق وأحد قيادات النوبة، قائلا إن الأهل والأصدقاء القادمين من القاهرة والإسكندرية ومدن القناة يرفعون دائما شعار “اشتقنا لكم يا جماعة يا جماعة”. لأرض الذهب.” خلال رحلتهم السنوية إلى أسوان وقرى مركز النصر النوبي، حيث يحرص الجميع على قضاء عيد الأضحى وسط أصلهم والعودة إلى جذورهم النوبية، وهي العادة التي لم تتوقف منذ انتقالهم للعيش فيها القاهرة والشمال بعد تهجير النوبة وبناء السد العالي.
وتابع: “الأسر والأسر النوبية في أسوان ونصر النوبة دائما تنتظر هذه الأيام بفارغ الصبر، وهي أيام خير وبركة تتجسد فيها معاني صلة القرابة وروابط الدم، ولم الشمل بين أهل النوبة”. لدرجة أن العديد من الأسر النوبية تسعى إلى تجهيز الموائد النوبية الشهيرة لاستقبال عائلاتهم، بالإضافة إلى تحديد موعد حفلات الزفاف والاحتفالات خلال أيام عيد الأضحى، مستفيدة من تواجد العائلات القادمة من القاهرة و الشمال.
وأضاف أن النوبيين في أسوان يحرصون أيضًا على الالتقاء والتجمع مع أقاربهم الوافدين داخل الجمعيات والنزل النوبي، للاحتفال بقدومهم، وذلك لتجديد الحنين إلى الأصل والماضي، في ظل أن القاسم المشترك هو ما يوحدهم هو اللغة والعادات، كما يتنافس الجميع على إقامة طاولات طعام مشتركة. في لقطة فريدة تجسد معاني الحب والود والتراث الحضاري الذي يحافظ عليه شعب النوبة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.