7579HJ
تقارير

مصنع الأطراف الصناعية فى الإمارات.. طاقة القدر لضحايا الحرب فى غزة

مصنع الأطراف الصناعية فى الإمارات.. طاقة القدر لضحايا الحرب فى غزة
القاهرة: «رأي الأمة»

– أكثر من 1700 عملية حتى نهاية أبريل.. وتم الانتهاء من الإجراء في أسبوعين بدلا من شهر

سجلت الأسابيع الماضية ارتفاعا في أعداد الأشخاص الذين فقدوا أحد أطرافهم جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد أن وصل عددهم إلى عدة آلاف في يناير الماضي. وأكثر من 1000 منهم من الأطفال، لكنهم تمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية بفضل مصنع الأطراف الصناعية في الإمارات.

بفضل التقدم في تصميم وإنتاج الأطراف الصناعية على نطاق واسع خلال السنوات القليلة الماضية، هناك أمل جديد لكل من يفقد أحد أطرافه، ويمكن لهذه الأطراف أن تستعيد بعض الاستقلالية وبعض الحياة الطبيعية لمن يستخدمها.

وهذا الأمل هو عنوان نشاط مصنع الأطراف الصناعية في مؤسسة زايد العليا، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي يستخدم أحدث التقنيات، بما في ذلك التصميم بمساعدة الكمبيوتر، والروبوتات الصناعية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتقنيات الصلبة والمرنة المتقدمة. مواد مثل ألياف الكربون، لتصميم وإنتاج أطراف صناعية تغير حياة الكثيرين وتمكنهم. لاستعادة السيطرة على شؤونهم وتعزيز استقلالهم والاعتماد على أنفسهم من جديد.

يذهب النبات إلى المصابين
ومن أهم مميزات هذا المصنع أنه يذهب إلى المصابين بدلاً من أن يضطروا للذهاب إليه، بحسب زايد سالم الكثيري، رئيس وحدة التأهيل المهني في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم؛ الذي يقع فيه مصنع الأطراف.

وأكد الكثيري أن فريق مصنع الأطراف الصناعية التابع للمؤسسة يتوجه يومياً إلى مدينة الإمارات للخدمات الإنسانية، حيث يتواجد بها العديد من الجرحى القادمين من قطاع غزة، بالإضافة إلى مرضى السرطان الذين تستضيفهم المدينة ومرافقوهم، بعد وصول 17 طائرة إغاثية. التي نقلت المصابين والمرضى إلى أبوظبي عبر مصر، بعد خروجهم من قطاع غزة.

1704 عملية جراحية
وحتى 30 أبريل الماضي، نجح كوادر مدينة الإمارات الإنسانية من مختلف التخصصات والخبرات الطبية في إجراء 1704 عمليات جراحية لمختلف الحالات. والعديد منهم في حالة حرجة، ويجتمع فريق متخصص من مصنع الأطراف الاصطناعية يومياً مع عدد من مبتوري الأطراف من غزة، لدراسة احتياجات كل منهم.

المرضى من جميع الأعمار
أصغر حالة تم تركيب طرف صناعي لها هي طفل اسمه راكان يبلغ من العمر سنة واحدة. يلعب مع كل عضو في فريق مدينة الإمارات الإنسانية بفرحة طفولية عفوية. وهو لا يدرك أن الأطباء في غزة اضطروا إلى بتر ساقه لمنع انتشار العدوى إلى بقية جسده. الحنان.
بدأت مهمة فريق مصنع الأطراف مع راكان، حيث أجروا فحوصات على ما تبقى من الطرف المبتور، وضحكوا عليه في مهده، مقبلين كفيه التي لم تتوقف عن ملامسة وجوههم أثناء الفحص. ثم ينتقلون إلى مالكك.

مالك، شاب في المرحلة الإعدادية، بترت ذراعه بالكامل، لكنه لا يستطيع تقبل الأمر بسهولة. يتراجع بعيدا. كلامه قصير، وتقبله لحالته أبطأ من غيره، خاصة أن طرفه الصناعي يحتاج إلى تقويم للتحكم به في المرحلة الأولى.

واطلع الفريق على التقرير الطبي التفصيلي الذي أعده طاقم مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي حول حاجته إلى مزيد من الاستعداد المعنوي للتعامل مع وضعه الجديد والتغلب على التحدي الذي حل به والتعود عليه.

كما جاءت ليان وشهد ولمى من غزة على متن طائرة إماراتية نقلت جرحى ومرضى من قطاع غزة، وجميعهم يعانون من بتر جزئي أو طرفي أو كلي في إحدى الساقين أو كلتيهما.

الطفلة شهد تدعو فريق المصنع الذي يزورها للاطمئنان على مدى تكيفها مع الطرف الصناعي. أما لمى، فهي تريد التأكد من أنها ستتمكن في المستقبل من ارتداء حذائها بشكل طبيعي مثل غيرها من الفتيات، في حين تأمل ليان، التي عانت من بتر ساقيها فوق الركبة، أن تتمكن من المشي باستخدام الأقدام الاصطناعية.

أكبر من تمكن فريق مصنع الأطراف الصناعية في مؤسسة زايد العليا من مساعدتهم هو رجل مسن في الستينيات من عمره، وبعضهم يعاني من أمراض مثل السرطان.
وقد أنجز الفريق حتى الآن تقييمات شاملة وعمليات متكاملة لتركيب الأطراف الصناعية، كما صمم كراسي متحركة متطورة تناسب احتياجات كل حالة سواء على مستوى الأطراف السفلية أو العلوية أو على مستوى الحبل الشوكي والظهر.

ويعود فريق العمل يوميا بعد أخذ كافة البيانات المطلوبة إلى المصنع بمؤسسة زايد العليا للبدء بعملية تصنيع الأطراف الصناعية لكل حالة حسب احتياجاتها.

التكنولوجيا المتقدمة
ويعمل فريق المصنع على تصميم الطرف الصناعي باستخدام ثلاثة برامج متقدمة تحقق أعلى مستويات الدقة. ويتم بعد ذلك إرسال البيانات إلى محطة الإنتاج، حيث تقوم ذراع آلية صناعية عملاقة بنحت قالب الطرف الصناعي في غرفة معزولة حرارياً حيث يستطيع المتخصصون مراقبة العملية من الخارج من خلال النوافذ الزجاجية الضيقة. .

وأكد زايد الكثيري أن هناك أولوية لضيوف الدولة من الجرحى والمرضى الفلسطينيين القادمين من غزة، مشددا على أن تقديم العلاج لهم هو بنفس مستوى الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين، لافتا إلى أن سرعة إنجاز العلاج لهم هي بنفس مستوى الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين. تمت مضاعفة الطرف الاصطناعي وتوليده خلال أسبوعين فقط بدلاً من شهر، وذلك باستخدام التصميم الهندسي بمساعدة الكمبيوتر. وتطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأوضح الكثيري أن التقييم الطبي الشامل الذي أجراه فريق مدينة الإمارات الإنسانية يسهل عمل مصنع الأطراف الصناعية، حيث يقدم الدعم الكامل لهم. من العلاج الطبيعي والمهني قبل وأثناء وبعد تركيب الطرف الصناعي.

دقة تصل إلى 2 ملم
وقال دانييل مارتن، المتخصص في الأطراف الصناعية وتقويم العظام، إن عملية نحت قالب الطرف الصناعي يمكن أن تتم بواسطة الروبوت بدقة تصل إلى 2 ملم.

وأوضح أن هناك أنواعا مختلفة من الأطراف تستخدم مواد متطورة تتميز بالمتانة وخفيفة الوزن. منها السيليكون وألياف الكربون والبوليمرات المختلفة التي تعطي مرونة لبعض أجزاء الطرف، بالإضافة إلى مكونات إسفنجية تعطي راحة وسهولة أكبر عند ارتداء الطرف.

وأكد مارتن أن المصنع يقوم بتصميم قالب خاص لكل طرف يتم تصنيعه ليناسب احتياجات كل حالة، لافتا إلى أن الأطراف المصنعة للأطفال تكون أكثر مرونة وجاهزة للتمديد والتوسع نظرا لنموها السريع.

وأشار مارتن إلى أن 98% من أجزاء الأطراف الصناعية المستخدمة يمكن تصنيعها داخل دولة الإمارات، مما يقلل الوقت والجهد ويوفرها لمستخدميه في أسرع وقت ممكن.

الطباعة ثلاثية الأبعاد
وهناك حالات أخرى تتطلب استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد الموجودة في مصنع الأطراف الصناعية في مؤسسة زايد العليا في أبوظبي، لطباعة أجزاء من الطرف الصناعي والجبائر المتقدمة، بحسب عمر محمد الحوسني مدرب التأهيل المهني في المؤسسة. والذي يشرف على فريق متكامل من أصحاب الهمم الذين يعملون على طباعة أجزاء الأطراف الصناعية والجبائر الصناعية باستخدام تقنيات الطباعة المتقدمة.
وأضاف الحوسني أن أصحاب الهمم الإماراتيين، ومن بينهم سلطان وراشد ونورا، يساهمون في مختلف عمليات تصنيع الأطراف الصناعية للأطفال والجرحى القادمين من قطاع غزة، ويشاركون في إدخال البهجة على نفوسهم وتمكينهم من استعادة بعض ما لديهم. الحياة الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل أن يفقدوا أطرافهم.

وأوضح آلية تفعيل نظام الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام التحفيز الكهربائي لبيانات الشكل الهندسي للطرف الصناعي المطلوب تشكيله وبنائه نقطة نقطة من مسحوق البوليميد، مما يسمح بتكوين منتجات دقيقة للغاية خلال ساعات قليلة و ومن ثم تبريدها بشكل طبيعي أو عاجل حسب حاجة كل قطعة وحجمها.

وقال زايد الكثيري إن المصنع في مؤسسة زايد العليا يتيح الفرصة لأصحاب الهمم لتوظيف قدراتهم الخاصة في مثل هذه الأنشطة الإنسانية من خلال تدريبهم من خلال “برنامج التأهيل المهني” الذي يكسبهم المهارات المهمة لهم من التدخل المبكر حتى سن 15 عامًا في المدارس المخصصة لأصحاب الهمم، أو الانضمام إلى أحد البرامج. المؤهل العلمي المخصص للشباب من أصحاب الهمم لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، ويمكن من خلاله المساهمة في الأنشطة المجتمعية والإنسانية التي تخلق تأثيراً إيجابياً ومستداماً في حياة الآخرين.

أصحاب الهمم مشاركين نشطين
وأكد الكثيري أن مصنع الأطراف الصناعية يتيح الفرصة لأصحاب الهمم للمشاركة في جهود توفير هذه الأطراف الضرورية للجرحى والمصابين القادمين من غزة إلى مدينة الإمارات الإنسانية لتسهيل حياتهم واستعادة الأمل بمستقبل أفضل.

وقال محمد شمو، رئيس قسم الأجهزة الطبية المستدامة لأصحاب الهمم، إن المبادرة الإماراتية تمكن مستخدمي الأطراف الصناعية من الاعتماد بشكل أكبر على أنفسهم وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية في أنشطتهم اليومية، مشيراً إلى أنها تعمل على تقديم النصائح والإرشادات حول أحدث التقنيات التي يمكن استخدامها في الأطراف الصناعية مما يحقق نتائج أفضل، مؤكداً أن إنتاج معظم الأجزاء المطلوبة للأطراف الصناعية داخل الدولة يساهم في تسريع وقت حصول المستفيدين على الأطراف ويقلل أعباء الشحن والتخزين ويوفر المزيد من الشكر إلى الإنتاج.

وأشار شامو إلى أن مستوى النشاط والروح المعنوية العالية في مدينة الإمارات الإنسانية ملهم، لافتاً إلى العزيمة والإرادة والعزيمة العالية التي يتمتع بها معظم من تم تزويدهم بالأطراف الصناعية، ما يساعدهم على سرعة التكيف معها مع الدعم المستمر. من الفريق الطبي والمعالجين الفيزيائيين والمهنيين.

الترفيه والمسرح بعد العلاج
وأوضح زايد الكثيري أن العلاج له مكمل. وبالإضافة إلى البروتوكول الطبي والفني والتأهيلي الشامل، هناك مكان للترفيه في الحياة اليومية لضيوف مدينة الإمارات الإنسانية، الذين يتم تزويدهم بأطراف صناعية، في برامج تعزز استعادة الثقة بالنفس والأمل لديهم من أجل مستقبل أفضل، بما في ذلك الأنشطة الاجتماعية والزيارات الميدانية. في جميع أنحاء البلاد، ومجموعة من الأعمال المسرحية الهادفة، ويوم رياضي خاص، وهي أنشطة تعزز التكيف والتكيف والاندماج لهذه المجموعة، وتقديم الدعم من خلال أنشطة جماعية تعزز روابط أفرادها كأسرة واحدة وواحدة المجتمع، وفي الوقت نفسه يعزز الدعم المباشر الذي يقدمه مرافقي الجرحى والمرضى الذين تستضيفهم المدينة الإنسانية من غزة.

e9c218b3-8d99-4000-b119-778074ecaa46

f8fb005d-0cf8-44f0-a0aa-4692b6575a5e

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى