معاقبة مدير مدرسة تستر على تحرش عامل بتلميذة في القاهرة
وقّعت النيابة الإدارية عقوبة إدارية على مدير مدرسة ابتدائية بمحافظة القاهرة، بخصم أجر شهرين من راتبه، لقيامه بالتستر على واقعة تحرش بطالبة بالصف الخامس من قبل عاملة بالمدرسة.
لقد جاء. وجاء هذا القرار بعد تحقيقات موسعة أجرتها النيابة الإدارية للتعليم بالقاهرة، بعد تلقي بلاغ من إدارة النزهة التعليمية.
وكشفت التحقيقات تفاصيل صادمة؛ وشهدت والدة الطالبة أن ابنتها تعرضت للتحرش مرتين، إلا أن مدير المدرسة لم يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، بل ساعد العاملة المتهمة على الهرب، واحتفظ بأوراق التحقيق في مكتبه، مدعيا كذبا أن الأهل وافقوا على التستر- أعلى.
< /p>
بدأت الواقعة عندما تلقت النيابة الإدارية للتعليم بالقاهرة بلاغًا من إدارة النزهة التعليمية بشأن شكوى مقدم من ولي أمر إحدى الطالبات بالمرحلة الابتدائية – الصف الخامس الابتدائي – مفادها تعرض ابنتها للتحرش الجنسي. التحرش على يد أحد العاملين بالمدرسة ومديرة المدرسة تتستر على الأمر.
وخلال التحقيقات التي أجرتها نورهان نادر وكيل النيابة، وإشراف المستشار حسن هاشم، استمعت فيها إلى شهادة ولي أمر الطالبة، والذي قرر أنها عندما تعود ابنتها من اليوم الدراسي ستتفاجأ. وكانت في حالة انهيار وأبلغتها أن عاملة المدرسة تحرشت بها جنسياً.
وتوجهت على الفور في صباح اليوم التالي لإبلاغ مدير المدرسة بالحادثة، إلا أنها فوجئت باحتجاز الأخير لها في مكتبه لمنعها من الذهاب إلى المدير. وأبلغت الإدارة التعليمية بالحادثة، وساعدت العاملة على الهروب من المدرسة، وتفاجأت بأن نفس العاملة سبق لها أن تحرشت بابنتها قبل نحو ثلاثة أشهر.
وتابعت، أبلغت ابنتها أحد المعلمين. أبلغت اللغة العربية المسؤول الأمني الذي قام بدوره بإبلاغ مدير المدرسة، وطلب منه الأخير استجواب العامل، وهو ما فعله المسؤول الأمني بالفعل وسلم أوراق محضر الاستجواب لمدير المدرسة، إلا أن الأخير احتفظ وذلك في مكتبه وأوضح للمسؤول الأمني أن ذلك جاء بناء على رغبة أسرة الطالب في مخالفة الحقيقة، وحيث أنه لم يتم إخطار أسرة الطالب بالحادثة أصلا.
كما استمعت النيابة إلى أقوال الطالبة المجني عليها، والتي تبين أنها تعرضت للتحرش الجنسي مرتين من قبل عامل المدرسة، ففي المرة الأولى قام بسحبها بالقوة إلى الغرفة المخصصة له بالمدرسة وتحرش بها جنسياً، وأبلغت ماذا حدث لمعلمة اللغة العربية في ذلك الوقت وخافت أن تبلغ والدتها خوفا من العقاب. ثم ارتكبت العاملة المذكورة نفس الجريمة مرة أخرى بعد حوالي ثلاثة أشهر من الواقعة الأولى بقولها إنه استدرجها إلى غرفته وخدعها لتطلب من والدتها التحدث معها عبر هاتفه المحمول. وتحرش بها جنسيا ولم يتركها حتى صرخت بأعلى صوتها خوفا من انكشاف أمره.
كما استمعت النيابة لشهادة عدد من المختصين بالإدارة.
وكشفت التحقيقات عدم قيام المتهم – مدير المدرسة – باتخاذ الإجراءات المقررة قانوناً في حق العاملة المذكورة، فور علمها بحادثة التحرش الأولى. ورغم اعتراف العامل بارتكاب الواقعة أثناء التحقيق الذي أجراه معه مسؤول أمن المدرسة، إلا أن مدير المدرسة بادر إلى إخفاء أوراق التحقيق، وادعى أن أسرة الطالب أرادت ذلك خوفا من إحداث أي لبس – الأمر الذي تم رفضه من قبل ولي أمر الطالب – مما زرع الطمأنينة في قلب العامل وعزز موقفه. وشعر أنه في مأمن من العقاب والمحاسبة، فكرر نفس الجريمة مرة أخرى.
وتسلمت النيابة، خلال التحقيقات، شهادة وفاة العامل المذكور؛ وعليه أمرت النيابة بسقوط الدعوى التأديبية قبل وفاته.
انطلاقا من رسالة النيابة الإدارية وحرصها على توفير بيئة تعليمية آمنة خالية من المخاطر أمرت النيابة الإدارية – بمناسبة ما تم التوصل إليه
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .