معلومات لا تعرفها عن التشريد القسرى وتوصيات منظمة الصحة العالمية للقضاء عليه
يشكل النزوح القسري يعد النزوح القسري من أبرز التحديات الإنسانية المعاصرة، إذ يضطر ملايين البشر إلى ترك منازلهم وأحبائهم وحياتهم الطبيعية، بحثاً عن الأمان والحماية. وتتجاوز آثار هذا النزوح الجوانب المادية والمعيشية لتصل إلى صميم النفس البشرية، حيث يتعرض النازحون قسراً لمجموعة واسعة من المشاكل النفسية التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم ونوعية حياتهم.
تأثير النزوح القسري على الصحة النفسية:
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض النازحون قسرا لمجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر سلبا على صحتهم العقلية.والتي تشمل:-
الخوف والقلق: ويعيش النازحون قسراً في خوف دائم على حياتهم وأمنهم، فضلاً عن القلق بشأن مستقبلهم غير المؤكد.
اكتئاب: يعد الاكتئاب أحد الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا بين النازحين قسراً، نتيجة فقدان ممتلكاتهم وأحبائهم، وتدمير حياتهم الطبيعية.
اضطراب ما بعد الصدمة: ويعاني العديد من النازحين قسراً من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للعنف والاضطهاد الذي تعرضوا له، كما يحدث الآن مع سكان قطاع غزة.
الشعور بالوحدة والعزلة: يعاني النازحون قسراً من الشعور بالوحدة والعزلة، مما يؤثر سلباً على صحتهم العقلية ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
صعوبات التكيف: ويواجه النازحون قسراً صعوبات كبيرة في التكيف مع ظروفهم المعيشية الجديدة، وهو ما يزيد من الضغوط النفسية عليهم.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن هذه المشكلة منتشرة بشكل خاص بين الأطفال، ولا يمكن حلها بسهولة، بل تتطلب العديد من برامج الدعم النفسي، وقد تشمل حتى العلاج من المخدرات.
العوامل المؤثرة في العلاقة بين النزوح القسري والصحة النفسية:
مدة النزوح: كلما طالت مدة النزوح، كلما كانت المشاكل النفسية التي يعاني منها الشخص أكثر خطورة.
شدة التجربة: تصبح المشاكل النفسية أكثر حدة كلما كانت تجربة النزوح أكثر عنفاً ودموية.
الدعم الاجتماعي: يعد الدعم الاجتماعي عاملًا وقائيًا يساعد على التخفيف من المشاكل النفسية.
الخدمات الصحية: توفر خدمات الصحة النفسية الدعم للنازحين قسراً للتغلب على مشاكلهم النفسية.
تداعيات المشاكل النفسية على حياة النازحين قسراً:
صعوبات في العلاقات الاجتماعية: يؤثر ضعف الصحة العقلية على قدرة النازحين قسراً على بناء علاقات اجتماعية صحية.
صعوبات في العمل والدراسة: يؤثر الاكتئاب والقلق على قدرة النازحين قسراً على التركيز والتعلم.
زيادة خطر الإدمان: يلجأ بعض النازحين قسراً إلى الإدمان على المخدرات والكحول للتعامل مع آلامهم النفسية.
زيادة خطر الانتحار: ويعتبر من أبرز المخاطر التي تهدد حياة النازحين قسراً.
التدخلات اللازمة للحد من الآثار السلبية للنزوح القسري:
• تقديم الرعاية النفسية.
• تقديم الدعم الاجتماعي.
• توفير فرص العمل والتدريب.
• حماية حقوق النازحين قسراً.
• الوعي المجتمعي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور خالد سعيد المستشار الإقليمي للأمراض النفسية بمنظمة الصحة العالمية، إن واحداً من كل ثمانية أشخاص يعاني من اضطراب نفسي، وترتفع معدلات انتشار الاضطرابات النفسية بين الأشخاص في مناطق النزاع، ويتعرض معظم هؤلاء الأشخاص للنزوح القسري ومغادرة منازلهم.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 22.1% (واحد من كل خمسة) من الأفراد المتأثرين بالشدائد في الأشهر الاثني عشر الماضية يعانون من اضطراب عقلي، و13% يعانون من أشكال خفيفة من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، و4% يعانون من أشكال معتدلة، و5.1% يعانون من اضطرابات شديدة مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد والقلق الشديد واضطراب ما بعد الصدمة الشديد. وبالتالي، يعاني 9.1% (حوالي 1 من كل 10) من اضطراب عقلي خطير للغاية يمكن أن يضعف قدرتهم على العمل والبقاء في حالات الطوارئ.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من السياسات الدولية لحماية النازحين قسراً، ومنها:
توفير الحماية: حماية النازحين قسراً من التهديدات التي تهدد حياتهم، مثل العنف والاضطهاد والتعذيب.
تلبية الاحتياجات الأساسية: توفير المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليم للنازحين قسراً.
تعزيز الحلول الدائمة: السعي إلى إيجاد حلول دائمة للنزوح، مثل العودة الطوعية، أو إعادة التوطين، أو الاندماج في المجتمع المضيف.
كما أن هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى توفير حياة كريمة لهم، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يشكل الأساس لكافة حقوق الإنسان، بما في ذلك حق اللجوء والحق في الحماية من الاضطهاد، واتفاقية جنيف لعام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي تحدد اللاجئ وحقوقه وواجباته، وتلزم الدول الأطراف بتوفير الحماية والمساعدة للاجئين.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7