مفتى الجمهورية: التربية الإيجابية وتأسيس الأسرة أمر ضرورى للحفاظ على المجتمع
إن بناء الإنسان لا يأتي من القمة، بل من الأساس، وهو “التربية الإيجابية” للأطفال
– التواصل بين الوالدين والأبناء يتطلب دمج نتائج الأبحاث العلمية والنصوص القانونية في هذا السياق
– التعاون مع المؤسسات الدينية والعلمية يساهم في الارتقاء بمنسوبيها
– هناك تداخل بين العلوم التطبيقية والتجريبية والعلوم الدينية، مما يدحض أكذوبة التناقض بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية.
شهد الدكتور نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم الأحد، افتتاح البرنامج التدريبي لأعضاء لجنة الإفتاء بدار الإفتاء المصرية، تحت عنوان: “التواصل بين أولياء الأمور من أجل التنشئة الإيجابية لأبنائهم ودعمهم المعنوي” والذي ينظمه المركز الدولي. الدراسات الإسلامية وبحوث السكان بجامعة الأزهر.
وفي بداية اللقاء، شكر المفتي أسرة المركز الإسلامي العالمي للدراسات والبحوث السكانية ومديره الدكتور جمال أبو السرور، مؤكدا أن هذا اللقاء يعد من اللقاءات المهمة التي بدأها المركز منذ فترة طويلة. منذ زمن، وهي حلقة في سلسلة التعاون مع المؤسسات الدينية والعلمية للمشاركة في النهوض بالعاملين في هذا المجال. المؤسسات الدينية وتزويدها بالعلوم والمعلومات اللازمة.
وأضاف المفتي أن أهمية هذا اللقاء تزداد مع ما يعرف عن هذا المركز بتاريخه العريق، حيث أن المركز تابع للأزهر الشريف، وهو أمر في غاية الأهمية، فالتاريخ يشهد أن هذا المركز معقل. من الدين.
كما أوضح المفتي أهمية حركة التقارب بين العلوم الشرعية والتجريبية. لأن البعض ينظر إلى العلم على أنه يعمل في جزر معزولة، لكن الواقع أن محاولة إيجاد قطيعة بين هذه العلوم هو أمر لا يؤيده دليل، والمراقب في تاريخ الحضارة الإسلامية يجد أن هناك تداخلا بين هذه العلوم. العلوم الشرعية والتجريبية واللغوية وغيرها، وهناك علماء عرفوا بالعالم. الأصولية الكيميائية، والتي تكشف أن الاختلاط بين العلوم ضروري لمن يقوم بعملية الفتوى حتى يكون مطلعا على جميع جوانب المسألة وأركانها، حتى يصدر حكما يتوافق مع الواقع ولا يتعارض مع الأصول. من الدين.
فيما أشار إلى أنه من خلال المناقشات والمداخلات العلمية نجد تداخلا بين العلم والدين، وهو ما يدحض كذبة الصراع بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية، وأن العلم الحقيقي لا يمكن أن يتعارض مع العلم الديني الحقيقي، وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن التواصل بين الوالدين والأبناء، يجب العمل على تضمين نتائج الأبحاث العلمية وكذلك النصوص القانونية المتعلقة بهذا الموضوع.
وفي السياق ذاته، أكد المفتي أن هذا اللقاء يحث على نوع من التقارب بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العلمية، وهو ما يؤكد حاجة علماء الدين إلى علماء متخصصين في مختلف العلوم، وكذلك حاجة العلماء إلى علماء دين والعكس صحيح. مشيراً إلى أن التعاون والتكامل بين المؤسسات الشرعية والعلمية أمر في غاية الأهمية لأن كلاً منهما قد يجد حلاً لمشكلته مع الآخر.
كما لفت إلى أن بناء الإنسان أمر مهم، وأن البناء لا يأتي من الأعلى بل من الأساس. إنها التربية الإيجابية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال ضم أركان هذه التربية والبناء الإنساني، وهي بمثابة عقد قانوني ونفسي وعقلي وسلوكي ولبنات البناء الأولى في قضية التربية الإيجابية للأطفال والدعم المعنوي. بالنسبة لهم.
وقال المفتي: نحن أمام أحد المواضيع المهمة، والذي يؤكد أن التربية الإيجابية وتأسيس أسرة مسلمة أمر ضروري للحفاظ على المجتمع، يحتضن فيه التواصل الإيجابي بين الزوج والزوجة، مما ينعكس إيجابا على تربية الأبناء وتربيتهم معا، ولذلك يجب علينا الاستماع إلى آراء العلماء والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، حتى نتمكن معًا من تحقيق التربية الإيجابية للأجيال القادمة وتعزيز دور المؤسسات الدينية والعلمية في المجتمع.
من جانبه رحب الدكتور جمال أبو السرور مدير المركز الإسلامي العالمي بالمفتي، مؤكدا أهمية هذا البرنامج التدريبي الجديد لأئمة الفتوى، مشيرا إلى أن التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة ضروري لتمكين الأئمة. لتقديم إجابات مرضية للقضايا المعاصرة. لأنهم مسؤولون عن إصدار الفتاوى للناس حسب المعلومات الصحيحة.
وأضاف أن التربية الإيجابية لها فروع مختلفة، منها نوعية السكان وتوزيعهم، والصحة العامة، والصحة الإنجابية، ومن المهم أن يكون المفتي على دراية بالمعلومات اللازمة لفهم هذه الأمور من أجل بناء الإنسان المصري وتمكينه. موضحة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الألف يوم الأولى هي الأهم في حياة الطفل، وأن رعاية الطفل وتوضيح موقف الشريعة الإسلامية منه منذ الحمل وحتى الولادة وما بعدها يؤثر على صحة الطفل وأدائه في المستقبل. .
كما أكد أن هذه الجلسة تناقش هذه الأمور المتعلقة بالطفل في مراحله المختلفة، والحوار حول الأمور الشرعية المتعلقة به، مشيرًا إلى الدور المحوري للأزهر الشريف في هذا المجال، وتاريخه الطويل في الجمع بين العلوم الشرعية والعلمية، مثمنا التعاون بين المركز الإسلامي العالمي ودار الإفتاء المصرية في ذلك من أجل فهم كل ما يتعلق بالقضايا المعاصرة.
ومن جانبه، وجه الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشكر لفضيلة المفتي على إتاحة هذه الفرصة لأمناء الفتوى. كما رحب بالمتدربين، متمنياً لهم التوفيق.
كما شكر المركز الإسلامي العالمي على جهوده في تنظيم هذا البرنامج القيم، متمنيا للمتدربين كل التوفيق، مؤكدا على أهمية الشراكة والانسجام في الحياة الزوجية، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يوصي بالمودة والرحمة بين الزوجين.
وشدد على أهمية دور العلم والمعرفة في مجال الفتوى، وحث المتدربين على الاستفادة القصوى من هذا البرنامج لتزويد أنفسهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.