مفتى الجمهورية يوضح الأوصاف المطلوب شرعًا توافرها فى المؤذن
هل هناك أوصاف حددها الشرع للمؤذن؟ هناك رجل يصلي الصلوات الخمس في مسجد صغير في إحدى القرى، ويؤذن لوقت كل صلاة، ويسأل عن الصفات التي أوجب الشرع الكريم وجودها في المؤذن ، سؤال أجاب عنه الدكتور نذير محمد عياد مفتي الجمهورية فيما يلي:
الأوصاف التي تشترطها الشريعة الإسلامية في المؤذن للأذان لجماعة من المسلمين في المسجد يجب أن يكون ذكراً، مسلماً، عاقلا، عالماً بأوقات الصلاة من خلال وسائل بيانها، والتي تعتمد على فهم علماء الفلك والمتخصصين. وتطبيقها في ضبط الأوقات وفق العلامات الإسلامية والمعايير الفلكية الدقيقة، كالساعة الزمنية والنتائج الورقية. والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، وأن يكون عادلاً ومعروفاً بين الناس بالتقوى والصدق، ويستحب أن يكون حسن الصوت، وذلك ما لم يكن في المسجد مؤذن بأجر. حاضراً – أو من ينوب عنه في إطار ما تسمح به الأنظمة والقوانين – بعد دخول الوقت. وإذا كان في المسجد مؤذن بأجر فلا ينبغي لأحد أن ينافسه في الأذان، ولا يؤذن إلا بإذنه.
مكانة المؤذن في الإسلام
الأذان للصلاة هو من شعائر الإسلام. وقد حثنا الشرع الكريم على المبادرة بها وبين لنا أجرها وفضلها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، فلا يجدون شيئًا إلا… لو ألقوا عليه سهمًا لأرموا عليه سهمًا». متفق عليه.
وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة». وقد أخرجه الإمام مسلم في «صحيحه».
ونظراً لأهمية الأذان ومكانته عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد عهد المؤذن. ولما يوكله الناس إلى مواقيت صلواتهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الإمام ضامن، والمؤذن ثقة. “اللهم اهد الأئمة، واغفر للمؤذنين”. لقد أدرجها. الإمامان : الترمذي وأبو داود في السنن .
قال الإمام بدر الدين العيني في “شرح سنن الإمام أبي داود” : [قوله: «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» يعني: أمينٌ على صلاتهم وصيامهم؛ لأنهم يعتمدون عليه في دخول الأوقات وخروجها، وأيضًا هو يَطَّلِعُ على حُرَم المسلمين؛ لارتقائه على المواضع المرتفعة] .
الشروط التي يجب أن تتوفر في المؤذن
ونظراً لهذه المكانة الرفيعة للأذان، فقد اشترط الفقهاء في صحة الأذان شروطاً يجب توافرها فيمن يؤدي هذه الشعيرة العظيمة في المسجد، ومنها: أن يكون المؤذن مؤذناً للصلاة. مسلم، فلا يصح الأذان من غير المسلم، وأن يكون عاقلاً، فلا يصح من مجنون، ولا سكران، ولا مغشي عليه. من صبي غير مميز، وهذا متفق عليه مع فقهاء المذاهب الأربعة المتبعين، واتفق جمهور الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة على أن هذه الشروط كانت من شرط الذكورة في المؤذن، فلا يصح للأنثى أن تؤذن في المسجد، بينما المذهب الحنفي جعله وصف كمال للمؤذن وليس شرطا من شروط صحة الأذان. الصلاة.
قال الإمام زين الدين بن نجيم الحنفي في “البحر الرائق” : [العدالة، والذكورة، والطهارة صفات كمال للمؤذن لا شرائط صحة.. وأما العقل فينبغي أن يكون شرط صحة، فلا يصح أذان الصبي الذي لا يَعقِل والمجنون والمعتوه أصلًا.. وأما الإسلام فينبغي أن يكون شرط صحة] .
قال الإمام أبو عبد الله الخرشي المالكي في “شرح مختصر خليل” : [وشرط صحة الأذان أن يكون فاعِلُهُ مسلمًا مستمرًّا عاقلًا ذَكَرًا محقِّقًا بالغًا] .
قال الإمام تقي الدين الحسني الشافعي في “كفاية أهل الخير” : [وشرط الأذان أن يكون المؤذن مسلمًا، عاقلًا، ذَكَرًا] .
قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في “المغني” : [ولا يصح الأذان إلا من مسلم، عاقل، ذَكَر] .
اشترط جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن يكون الأذان للناس في المسجد العام عارفين بأوقات الصلاة – وإن كان هناك خلاف بينهم في هل هذا الشرط شرط للصحة أم لا؟ شرط الكمال -؛ وذلك حتى يتمكن من نطق الأذان في أوله. لأنه لو لم يعلمه لم يأمن الوقوع في الخطأ فيه، وحتى لا يفوّت على الناس فضيلة أول الوقت أو يكون سبباً في فساد عبادتهم من الصيام والصلاة.
قال الإمام علاء الدين الكاساني الحنفي في “بدائع الصنائع” في حديثه عن سنن الأذان وشرح صفات المؤذن: [ومنها: أن يكون عالمًا بأوقات الصلاة] .
قال الإمام شمس الدين الحطاب المالكي في “مواهب الجليل” : [قال ابن عرفة: ويجب كونه.. عالمًا بالوقت إن اقتدي به، ونقله ابن ناجي في “شرح المدونة”، وقال الفَاكِهَانِي في “شرح الرسالة”: وأما صفات الكمال فهي أن يكون.. عارفًا بالأوقات] .
قال الإمام النووي الشافعي في “المجموع” : [(قوله: ينبغي أن يكون عارفًا بالمواقيت) يعني: يشترط أن يكون عارفًا بالمواقيت، هكذا صرح باشتراطه صاحبُ “التتمة” وغيره] .
قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في “المغني” : [ويستحب أن يكون عالِمًا بالأوقات؛ لِيَتَحَرَّاهَا، فيؤذن في أولها، وإذا لم يكن عالِمًا فربما غلط وأخطأ] أوه.
ومعرفة أوقات الصلاة في هذا العصر متاحة من خلال الاعتماد على الوسائل الحديثة لمعرفة دخول الوقت، مثل الساعات الزمنية، والسجلات الورقية، والتطبيقات الإلكترونية التي يمكن من خلالها معرفة أوقات الصلاة. ولما كانت هذه المصادر تعتمد على الفهم الدقيق والتطبيق من علماء الفلك والمتخصصين في تحديد أوقات العلامات والمقاييس الشرعية والفلكية الدالة على بداية وقت الصلاة، فيجوز للمؤذن اعتمادها. لأن «المؤذن إما أن يعرف الأوقات، أو لديه من يخبره بها»، كما في «عمدة القاري» للإمام بدر الدين العيني.
ومن الأمور التي يستحب أن يتصف بها المؤذن أيضًا: أن يكون ذو صوت جيد، حتى يكون ألطف على المستمعين، فيكون أكثر ميلًا لإجابة دعوته. عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه رضي الله عنه، أنه قال في حديث تشريع الأذان: فلما أصبحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالرؤيا، فقال: هذه رؤيا. ألا قم مع بلال، فإنه أضعف منك صوتا وأشد صوتا، فاقرأ عليه ما قيل لك، ولينادي بذلك». وقد أخرجه الإمام الترمذي في سننه.
ولكي نكون منصفين أيضاً؛ لأن العدل ضمان التقوى، وهو مطلوب على المؤذن. ولما رواه الإمام الترمذي وأبو داود في “سننهما” من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “المؤذن مؤتمن”، ومعلوم أن “الأمانة لا تتم إلا على المتقين”، كما قال الإمام علاء الدين الكاساني في “تجارات البدائع”، ولذلك لا خلاف بين “الفقهاء في اختيار القضاء للأذان، كما في “المحلى بالأثر” للإمام ابن حزم”.
حكم أذان المرأة لنفسها في بيتها أو لجماعة من النساء
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأمور التي نص عليها الفقهاء أو نصوا على استحبابها، لا يشترط فيها إلا الأذان لأهل المسجد. أما في غير المسجد فلا تشترط هذه الأمور. وأذان المرأة لنفسها في بيتها أو لجماعة من النساء جائز على قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.
ويعرض غير المرخص الراتب على المرخص له
وإذا كان في المسجد مؤذن مأجور موجود بعد دخول الوقت، فلا يجوز لأحد أن ينافسه في الأذان، أو أن يتقدم للأذان بدون إذن. ومن باب الحرص على وحدة المسلمين، وتنسيق العمل داخل بيوت الله عز وجل، قال الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). [الأنفال: 46].
الأوصاف التي تشترطها الشريعة الإسلامية على المؤذن أن يؤذن لجماعة من المسلمين في المسجد هي أن يكون ذكراً، مسلماً، عاقلاً، عالماً بأوقات الصلاة من خلال وسائل بيانها التي تعتمد على فهمه. علماء الفلك والمتخصصون وتطبيقهم في تحديد الأوقات وفق العلامات الإسلامية والمعايير الفلكية الدقيقة، كالساعة الزمنية، والنتيجة. الورقية والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، وأن يكون عادلاً ومعروفاً بين الناس بالتقوى والصدق، كما يستحب له أن يكون حسن الصوت، وهذا ما لم يكن في المسجد حضور المؤذن المأجور – أو من ينوب عنه في حدود ما تسمح به الأنظمة والقوانين – بعد دخول الوقت. وإذا كان للمسجد مؤذن بأجر، فلا ينافسه أحد في الأذان، ولا يؤذن إلا بإذنه.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.