مقررة أممية تكشف حجم معاناة ذوي الإعاقة فى غزة بسبب استمرار عدوان الاحتلال
كشفت الخبيرة الأممية الدكتورة هبة هجرس، مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عن أسلوب استهداف الاحتلال للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة، داعية إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي المحتلة وقطاع غزة الآن وليس غداً بعد تحويل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جحيم.
وفي تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، قالت هبة هجرس، إن العمليات العسكرية الوحشية في قطاع غزة تجاوزت 300 يوم يومياً، ولا يخفى على أي مراقب الآثار الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية وتصعيدها في الأراضي الفلسطينية المحتلة على حياة كافة الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة بأكمله، وتحويل حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وأضافت: “إن الذين لم يفقدوا حياتهم بسبب القصف المستمر يجدون صعوبة في تلبية طلبات الإخلاء بسبب غياب آليات الإنذار والإخلاء التي تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم وسط الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية المدنية وما نتج عنه من ركام. وفي النهاية قد يجدون أنفسهم وعائلاتهم ضحايا للقصف أيضاً”.
وأوضحت أن هناك عائلة هاشم غزال، جميع أفرادها من ذوي الإعاقة السمعية، وهذه العائلة نموذج جيد لما يمكن أن تعيشه عائلة من ذوي الإعاقة في ظل العمليات العسكرية المتوالية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن هاشم، وهو الأب الروحي للصم في قطاع غزة، عاش مع 5 من أبنائه وأخته، جميعهم من ذوي الإعاقة السمعية، إلى جانب زوجته غير المعاقة، في منزله شرق غزة، وذاقوا أهوال العمليات العسكرية التي كلفتهم التهجير القسري خمس مرات.
وتساءلت: “كيف يسمعون أصوات القصف؟ كيف يتحركون للحصول على المساعدة؟ أين يستطيع هاشم أن يتلقى العلاج وهو الذي أجرى عملية قسطرة في القلب قبل العدوان بفترة وجيزة؟ وفي النهاية أدى قصف إسرائيلي لمنزلهم إلى مقتل هاشم وعائلته بأكملها”.
وأشارت إلى أنه على الرغم من فقدان عدد كبير من أرواح هذه الفئة، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة بأكمله فقدوا فرصة الحصول على الخدمات الصحية والتأهيلية في مخيمات اللاجئين المكتظة بسبب تدمير المستشفيات وانقطاع الخدمات الأساسية والقيود المفروضة أو عدم القدرة على الحصول على المساعدات الإنسانية، داعية إلى ضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والعاجلة إلى سكان قطاع غزة دون قيود أو شروط، بما في ذلك تلك المساعدات التي تعمل على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، من إمدادات غذائية ومياه شرب نظيفة وأدوية وأجهزة تعويضية وأدوات مساعدة.
وعبرت هبة هجرس عن تقديرها الكبير للجهود الإغاثية التي بذلت وتبذل من قبل الجهات والهيئات المعنية منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم، موضحة أنها تأمل أن تتبع الجهات الإغاثية في قطاع غزة آليات أكثر حساسية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، فهم الأكثر تضرراً مما يحدث والأكثر عرضة لفقدان الأرواح وتدهور الصحة وصعوبة الحياة اليومية، إضافة إلى أن معدلات الأشخاص ذوي الإعاقة في تزايد مستمر في هذا المجال بسبب طول أمد العمليات العسكرية وغياب آليات الإغاثة المناسبة وغياب نظام الخدمات الصحية المناسب وطبيعة الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الجميع، مما تسبب في إصابة العديد منهم بإعاقات مختلفة.
وأشارت إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم من يدفعون الثمن الأكبر للحرب، وأن استمرار العمليات العسكرية بما تحمله من تداعيات بالغة الخطورة والكارثية على الأشخاص ذوي الإعاقة هو استمرار لانتهاك مضاعف لحقوق الإنسان لأنهم مدنيون ولأنهم أشخاص ذوو إعاقة، وذلك وفقاً لكافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 11، وقرار مجلس الأمن رقم 2475 بشأن سبل حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة.
ودعت هبة هجرس إلى ضرورة الالتزام بمجموعتي التدابير المؤقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بوقف العمليات العسكرية في رفح، وضمان حماية وسلامة جميع المدنيين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين تعسفياً، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، دون أي شروط.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.