7579HJ
منوعات

من هنا مرت العائلة المقدسة …..

يعتبر مجيء العائلة المقدسة إلى مصر من أهم الأحداث التي جرت على أرض مصر في تاريخها الطويل.” فبروح النبوة نظر هوشع النبي السيد المسيح منطلقاً من بيت لحم ، حيث لم يكن له أين يسند رأسه في كل من أورشليم ، ليلتجئ إلى أرض مصر ، ويجد له موضعاً في قلوب الأميين ولهذا قيلت النبوة – من مصر دعوت ابني”.

 

وكان دخول السيد المسيح أرض مصر مباركة كبيرة لأرضها وشعبها ، فبسببها قال الرب “مبارك شعبي مصر” ( أش 19 : 25 ) ، وبسببها تمت نبوءة أشعياء القائلة : ” .. يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر ، حيث مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة ، وسطح المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل .

 

ويقع دير المحرق في منتصف أرض مصر تماماً من جميع الاتجاهات ، كما كثرت في أرض مصر على امتدادها الكنائس , خصوصاً في “.الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة وباركتها.

 

العائلة المقدسة تنطلق الي مصر

 

العائلة المقدسة تدخل مصر

خرج يوسف البار من أرض فلسطين كما أمره  الملاك ، وخرجت معه السيدة العذراء القديسة مريم راكبة على حماراً وتحمل على ذراعيها الرب يسوع وقد أجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية على أن مريم العذراء ركبت حماراً ، وسار يوسف جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع عادة في المشرق .

 

لم تكن رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر بالأمر الهين ، بل جاءت رحلة شاقة مليئة بالآلام والأتعاب , سارت خلالها السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار ، عبر برية قاسية عابرة الصحاري والهضاب والوديان متنقلة من مكان إلى مكان ، وكانت هناك مخاطر كثيرة تجابهها , فهناك الوحوش الضارية التي كانت تهدد حياتهم في البراري وخلال المسير في الصحراء ، حيث كانت عادة المسافرين أن يسافروا جماعات لأنه بدون توفير حماية لقافلة منظمة يكون أمل النجاة ضعيفاً .

 

 أما العمود الذي عند تخمها فهو كرسي مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية ، فهو العمود الذي يوقف صامداً في الإسكندرية على تخم مصر الشمالي وأساس كنيستها الرسولية ، وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هي التمهيد الحقيقي لمجيء مار مرقس الرسول إلى مصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية ، وسرى التدين إلى كل الناس فأصبح شعب مصر متديناً روحانياً يعرف الله حق المعرفة ويعبده حق العبادة حتى كملت النبوة . “فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب ….

 

وحسب المصادر التاريخية القبطية وأهمها البابا ثيئوفيلس (23) من باباوات الإسكندرية (384 – 412 م) ، كانت هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان ، ولكن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى مصر لم تسلك أي من الطرق الثلاثة المعروفة ، لكنها سلكت طريقاً آخر خاصاً بها . وهذا بديهي لأنها هاربة من شر الملك هيرودس فلجأت إلى طريق غير الطرق المعروفة ، قادها الرب وملاكه فيه وهذا الطريق هو الذي ذكره السنكسار القبطي أخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفليس التي سجلها في ميمره المعروف .

 

العائلة المقدسة بمنطقة الزرانيق والفرما 

 

سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ 37 كم ، ودخلت مصر عن طريق الناحية الشمالية من جهة الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدنيتي العريش و بورسعيد .

 

دخول العائلة المقدسة مدينة بسطا – محافظة الشرقية

 

دخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا (بسطة) بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ، وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 100 كم من الشمال الشرقي . وفيها أنبع السيد المسيح عين ماء ، وكانت مدينة مليئة بالأوثان ، وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض ، فأساء أهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت المدينة وتوجهت العائلة المقدسة نحو الجنوب .

 

العائلة المقدسة فى بلدة مسطرد

 

غادرت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا (بسطة) متجهة نحو الجنوب حتى وصلت بلدة مسطرد (المحمة) ، وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم تقريباً وكلمة المحمة معناها مكان الاستحمام وسميت كذلك لأن العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسه ، وفي عودة العائلة المقدسة مرت أيضاً على مسطرد ، وأنبع السيد المسيح نبع ماء لا يزال موجوداً إلى اليوم .  

 

العائلة المقدسة في مدينة بلبيس

 

ومن مسطرد انتقلت العائلة المقدسة شمالاً نحو الشرق إلى مدينة بلبيس التابع لمحافظة الشرقية ، وتبعد عن مدينة القاهرة حوالي 55 كم تقريباً واستظلت العائلة المقدسة عند شجرة ، عرفت باسم “شجرة العذراء مريم” ومرت العائلة المقدسة على بلبيس أيضاً في  رجوعها .

 

العائلة المقدسة في مدينة سمنود

 

ومن بلبيس رحلت العائلة المقدسة شمالاً إلى بلدة منية سمن ود – منية جناح من منية سمنود عبرت العائلة المقدسة نهر النيل إلى مدينة سمنود (جمنوتي – ذبة نشر) داخل الدلتا ، واستقبلهم شعبها استقبالاً حسناً فباركهم السيد المسيح له المجد ويوجد بها ماجور كبير من حجر الجرانيت ، يقال أن السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها ، ويوجد أيضاً بئر ماء باركه المسيح بنفسه .

 

العائلة المقدسة في مدينة سخا

 

وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ، ومنه أخذت المدينة اسمها بالقبطية ، وقد أخفى هذا الحجر زمناً طويلاً خوفاً من سرقته في بعض العصور – واكتشف هذا الحجر ثانية من حوالي 13 عاماً فقط .

 

وإذا كانت العائلة المقدسة قد سلكت الطريق الطبيعي أثناء سيرها من ناحية سمنود إلى مدينة سخا ، فلابد أنها تكون قد مرت على كثير من البلاد التابعة لمحافظة الغربية وكفر الشيخ ، ويقول البعض أنها عبرت في طريقها في براري بلقاس .

 

العائلة المقدسة في وادي النطرون

 

ومن مدينة سخا عبرت العائلة المقدسة نهر النيل (فرع رشيد) إلى غرب الدلتا ، وتحركت جنوباً إلى وادي النطرون (الاسقيط) ، وقد بارك السيد المسيح وأمه العذراء هذا المكان .  

 

العائلة المقدسة قي منطقة المطرية و عين شمس والزيتون

 

ومن وادي النطرون ارتحلت العائلة المقدسة جنوباً ناحية مدينة القاهرة ، وعبرت نهر النيل إلى الناحبة الشرقية متجهة ناحية المطرية وعين شمس ومنطقة المطرية وهي بالقرب من عين شمس (هليوبوليس – أون ) وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم .

وفي هذا الزمان كانت عين شمس يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى معبد أونياس وفي المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلى اليوم – بشجرة مريم وأنبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه .

 

ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس الطفل وصبت الماء على الأرض فنبت قي تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات البلسم أة البلسان يضيفونه إلى أنواع العطور والأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس .

 

ومن منطقة المطرية وعين شمس سارت العائلة المقدسة متجهة ناحية مصر القديمة وارتاحت العائلة المقدسة لفترة بالزيتون وهي في طريقها لمصر القديمة .

 

العائلة المقدسة بمنطقة وسط القاهرة و مصر القديمة

أما عن منطقة وسط القاهرة فتوجد بها :

كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة

كنيسة الشهيد ما جرجس

كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين

دير السيدة العذراء للراهبات

دير مار جرجس للراهبات

ومنطقة كلوت بك بها:

– الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية بكلوت بك

– مقرات لأديرة الرهبان وبها كنائس متعددة

 

ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة ، وتعتبر منطقة مصر القديمة من أهم المناطق والمحطات التي حلت بها العائلة المقدسة في رحلتها إلى أرض مصر ، ويوجد بها العديد من الكنائس والأديرة وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة ، ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أياماً قلائل ، نظراً لتحطم الأوثان فأثار ذلك والي الفسطاط فأراد قتل الصبي يسوع ، وكنيسة القديس سرجيوس (أبو سرجة) بها الكهف (المغارة) التي لجأت إليها العائلة المقدسة وتعتبر من أهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة .

 كنائس منطقة حصن بابليون – مصر القديمة:

كنيسة القديس سرجيوس (أبو سرجة)

كنيسة العذراء الشهيرة المعلقة

كنيسة القديسة بربارا

كنيسة مار جرجس (بقصر الشمع)

كنيسة العذراء الشهيرة باسم قصرية الريحان

دير مار جرجس للراهبات

حصن بابليون والمتحف القبطي

وكنيسة مار جرجس للروم

المعبد اليهودي بن عزرا

أما الكنائس الموجودة بالفسطاط – مصر القديمة:

كنيسة القديس مرقوريوس المعروف بأبي سيفين

كنيسة الأنبا شنودة

كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالدمشيرية

دير أبي سيفين للراهبات

كنيسة السيدة العذراء – بابليون الدرج

كنيسة الأمير تادرس المشرقي

كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل التي تعرف بدير الملاك القبلي

كنيسة مارمينا بزهراء مصر القديمة

كنيسة أباكير ويوحنا

 

العائلة المقدسة فى منطقة المعادي

 

ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهة ناحية الجنوب ، حيث وصلت إلى منطقة المعادي – أحد ضواحي منف – عاصمة مصر القديمة .

 

وقد أقلعت العائلة المقدسة في مركب شراعي بالنيل متجهة نحو الجنوب (بلاد الصعيد) ، من البقعة المقام عليها الآن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالعدوية ، لآن منها عبرت (عدت) العائلة المقدسة إلى النيل في رحلتها إلى الصعيد ومنها جاء اسم المعادي  . وما زال السلم الحجري الذي نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجوداً وله مزار يفتح من فناء الكنيسة .

 

ومن الأحداث العجيبة التي حدثت عند هذه الكنيسة ، أنه في يوم الجمعة 3 برمهات الموافق 12 مارس 1976 ، وجد الكتاب المقدس مفتوحاً على سفر أشعياء النبي الإصحاح 19 : 25 – : “مبارك شعبي مصر” . طافياً على سطح الماء في المنطقة المواجهة للكنيسة من مياه النيل

 

العائلة المقدسة في قرية دير الجرنوس ـ مغاغة

 

وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس ( دير الجرنوس ) علي مسافة 10 كم غرب اشنين النصاري ـ مركز مغاغة وبجوار الحائط الغربي لكنيسة السيدة العذراء يوجد بئر عميق ، يقول التقليد أن العائلة المقدسة شربت منه .

 

العائلة المقدسة في البهنسا

 

مرت العائلة المقدسة علي بقعة تسمي اباي ايسوس ( بيت يسوع ) شرقي البهسنا ومكانه الأن قرية صندفا – بني مزار ، وقرية البهنسا الحالية تقع علي مسافة 17 كم غرب بني مزار .

 

العائلة المقدسة بجبل الطير ـ شرق سمالوط

 

ارتحلت العائلة المقدسة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتي بلدة سمالوط ، ومنها عبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن ديرالسيدة العذراء بجبل الطير ( اكورس ) شرق سمالوط ، ويقع هذا الدير جنوب معدية بني خالد بحوالي 2كم . حيث استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية

 

ويعرف بجبل الطير لأن ألوفاُ من طير البوقيرس تجتمع فيه ويسمي أيضا بجبل الكف حيث يذكر التقيد القبطي أن العائلة المقدسة وهي بجوار الجبل ـ كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ، فمد الرب يسوع يده ، ومنع الصخرة من السقوط فامتنعت ، وانطبعت كفه علي الصخر .

 

شجرة العابد بجبل الطير

وفي الطريق مرت العائلة المقدسة علي شجرة لبخ عالية ( شجرة غار ) ، علي مسافة 2كم جنوب جبل الطير ، بجوار الطريق المجاور للنيل ، والجبل الواصل من جبل الطير إلي نزلة عبيد إلي كوبري المنيا الجديد . ويقال أن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح ، وتجد أن جميع فروعها نازلة علي الأرض ثم صاعدة ثانية بالأوراق الخضراء ويطلق عليها شجرة العابد .

 

العائلة المقدسة تواصل رحلتها جنوبا

 

غادرت العائلة المقدسة منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلي الناحية الغربية ، واتجهت نحو الاشمونين الثانية وحدثت في هذه البلدة كثير من العجائب ، وسقطت أوثانها ، وباركت العائلة المقدسة الاشمونين .

 

العائلة المقدسة ببلدة ديروط الشريف ـ اسيوط

 

ارتحلت العائلة المقدسة من الاشمونين واتجهت جنوبا حوالي 20كم ناحية ديروط الشريف – ونزلت العائلة المقدسة ببلدة قسقام

 

ارتحلت العائلة المقدسة من ديروط الشريف إلي قسقام ( قوست ـ قوصيا ) حيث سقط الصنم معبودهم وتحطم ، فطردهم أهلها خارج المدينة وأصبحت هذه المدينة خراباُ .

 

العائلة المقدسة ببلدة مير

 

هربت العائلة المقدسة من قرية قسقام واتجهت نحو بلدة مير ( ميره ) ـ تقع علي بعد 7 كم غرب القوصية ، وقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة أثناء وجودها بالبلدة ، وباركهم السيد المسيح والسيدة العذراء .

 

وبها يقع هذا الدير في سفح الجبل الغربي المعروف بجبل قسقام . نسبة إلي المدينة التي خربت ، ويبعد نحو 12 كم غرب بلدة القوصية التابعة لمحافظة أسيوط ، علي بعد 327 كم جنوبي القاهرة .

 

مكثت العائلة المقدسة حوالي ستة أشهر وعشرة أيام ، في المغارة التي أصبحت فيما بعد هيكلا لكنيسة السيدة العذراء الأثرية في الجهة الغربية من الدير . ومذبح هذه الكنيسة حجر كبير كان يجلس علية السيد المسيح .

 

وفي هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف الشيخ في حلم قائلا :” قم وخذ الصبي وأمة واذهب إلي أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي ”  .

 

العائلة المقدسة ورؤيا الخروج

 

الـعــودة

 

وفي طريق العودة سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلي الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط ( المعروف بجبل درنكة) وباركته العائلة المقدسة ، حيث بني دير باسم السيدة العذراء يقع علي مسافة 8كم جنوب غرب أسيوط .

 

ثم وصلوا إلي مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلي سيناء ففلسطين حيث يسكن القديس يوسف والعائلة المقدسة في قرية الناصرة بالجليل .

 

العائلة المقدسة تغادر مصر

 

وهكذا انتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفي كيلو متر ، ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة السفن أحيانا في النيل ، وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا علي الأقدام محتملين تعب المشي ، وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان ، فكانت رحلة شاقة بكل معني الكلمة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى