ناسا تكشف عن مشاهد الغاز والغبار بين النجوم على بعد 6500 سنة ضوئية

تتيح وكالة ناسا صورًا متحركة لأعمدة الخلق، وهي مجموعة من الغبار والغاز في سديم يبعد 6500 سنة ضوئية عن الأرض حيث تولد هذه السحب والنجوم. وقد أصبح من الممكن الحصول على هذه الصور من خلال الجمع بين الملاحظات من اثنين من أقوى تلسكوبات ناسا الفضائية، تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) وتلسكوب هابل الفضائي.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإنه باستخدام الطيف تحت الأحمر لتلسكوب جيمس ويب، من الممكن النظر حتى داخل الأعمدة الثلاثة التي يبلغ طولها سنة ضوئية، لرؤية نجوم صغيرة تولد.
يلتقط هذا الفيلم المتحرك الرائد لأول مرة البنية ثلاثية الأبعاد لهذه التكوينات الشاسعة، مما يسمح للمشاهد بالتحليق عبر سنوات ضوئية من الفضاء. ومع ذلك، فهذا ليس مجرد انطباع خيالي من فنان، بل هو عمل بحث علمي.

وباستخدام الملاحظات التي قامت بها آنا ماكلويد، الأستاذة المساعدة في جامعة دورهام، تمكنت ناسا من إعادة بناء ترتيب الأعمدة بدقة، وعند مشاهدتها بتقنية ثلاثية الأبعاد، يمكنك أن ترى بوضوح أن الأعمدة ليست متوازية، بل تمتد في الواقع عبر مساحة كبيرة من الفضاء.

يقول فرانك سامرز، كبير علماء التصور في معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI): “من خلال الطيران عبر الأعمدة وبينها، يمكن للمشاهدين تجربة بنيتها ثلاثية الأبعاد ورؤية كيف تبدو مختلفة في وجهات النظر الضوئية المرئية من هابل مقارنة بتلسكوب ويب”.

تشكل أعمدة الخلق جزءًا من سديم النسر، وهو هيكل يقع على بعد أقل من 7000 سنة ضوئية من الأرض، وتم رصده لأول مرة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي (TESCO) في عام 1985.

ومع ذلك، يجمع هذا الرسوم المتحركة الأخير الصور التي التقطها هابل مع أحدث الملاحظات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
لا يُظهر هذا فقط أعمدة الخلق بأعلى تفاصيل تم التقاطها على الإطلاق، بل إنه يوفر أيضًا منظورًا جديدًا حول تكوين النجوم مثل شمسنا.
يتكون كل من الأعمدة الثلاثة من الهيدروجين الجزيئي البارد وسحب من الغبار بين النجوم.
وبالإضافة إلى ذلك، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لجمع المعلومات في طيف الأشعة تحت الحمراء، نتمكن من النظر داخل سحب الغبار لمراقبة النجوم الصغيرة في مراحل مختلفة من النمو.