نجوم أضاءت سماء «باريس»
أسدل الستار على دورة الألعاب الأولمبية الـ33 “باريس 2024″، وحصدت مصر ثلاث ميداليات خلال البطولة، حيث حصد أحمد الجندي الميدالية الذهبية في مسابقة الخماسي الحديث، وحصلت سارة سمير على الميدالية الفضية في رفع الأثقال، ومحمد السيد على الميدالية البرونزية في مسابقة المبارزة “روز اليوسف”، واجتمع الأبطال وذويهم للاحتفال بالإنجاز.
البداية كانت مع الفتى الذهبي البطل أحمد الجندي صاحب الـ24 عاماً، صاحب «ذهبية باريس وفضية طوكيو وذهبيتي أولمبياد الشباب في الفردي والزوجي»، وعبر عن فخره بتحقيق الذهب الأولمبي، مؤكداً أنه لا يستطيع وصف مشاعره، قائلاً: «حققت حلمي برفع علم بلدي وسماع النشيد الوطني بعد الفوز بالميدالية الذهبية، وبذلت جهداً كبيراً مع فريق العمل من أجل الوصول إلى هذه اللحظة».
وتابع الجندي: “خططنا جيدًا لتحطيم الرقم الأولمبي والعالمي، وكنت أركض من أجله بالطبع، ولكن بعد الرماية المتوسطة شككت في تحطيم هذا الرقم، ولكن بعد أن أنهيت السباق اكتشفت أنني حطمته”، وتابع: “أهدي هذه الميدالية للشعب المصري، والدي ووالدتي، وشقيقي الأصغر محمد الجندي، وأخواتي، وخطيبتي، وكل أسرتي التي ساندتنى قبل الأولمبياد، بالإضافة إلى أسرة الخماسي الحديث بالكامل والمدربين الذين دربوني وكل الشعب المصري، كما أتوجه بالشكر للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس ياسر إدريس، والاتحاد المصري للخماسي الحديث برئاسة المهندس شريف العريان، والدولة المصرية بشكل عام على الدعم الكبير”.
وأشار “البطل المصري” إلى أنه يخطط لمواصلة اللعب حتى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، والتي قد تكون محاولته الأخيرة، قائلا: “أعاني من إصابة في الكتف بعد طوكيو، ولكن سأحاول وأتطلع إلى لوس أنجلوس 2028”.
ووجه الجندي رسالة للمصريين، قائلًا: «انتشرت خلال الساعات الماضية صورة لي وأنا طفل مع كل الميداليات التي حصلت عليها، هذه الصورة ملهمة، لأنني شخصيًا فكرت في اعتزال الرياضة، لكن الإصرار على الاستمرار في النجاح كان دافعًا لي». وتابع: «أنصح الشباب بحب ما يفعلونه، وأن يكون لديهم هدف يسعون إليه، والهدف الكبير يجب أن يأتي بعد أهداف صغيرة تعطيك الدافع لتحقيق الحلم الأكبر». وأضاف «البطل الأوليمبي»: «الفوز بالميدالية الذهبية كان دافعًا بالتأكيد، لكن أتمنى أن نرى هذا الدافع لدى المدربين واللاعبين». ولابد أن أشكر كل العاملين الذين عملوا معي، وأذكرهم بالاسم لأن هذا حقهم: عبد الرحمن عيسى المدير الفني ومخطط الأحمال، إبراهيم صقر المدير الفني للرماية، هشام سليمان المدير الفني للجري، علي الوكيل المدير الفني للسباحة، أحمد الصغير المدير الفني للأسلحة، ياسر عصر المدير الفني للفروسية، مصطفى صدقي أخصائي العلاج الطبيعي، محمد أبو العلا طبيب العظام، مي هداية أخصائية التغذية، فريدة أمين مدربة نفسية، نرمين حسن مدربة اليوجا، ووالدتي الدكتورة منى شفيق الإدارية. واختتم الجندي تصريحاته قائلاً: “لدينا قاعدة كبيرة من اللاعبين في الخماسي الحديث، لم تكن اللعبة لها قاعدة جماهيرية كبيرة وانتشرت في الماضي، لكن في السنوات الأخيرة تغيرت الأمور وزادت اللعبة بشكل كبير”. “أعد الشعب المصري بالميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلوس، ومن الغد سأبدأ الاستعدادات، لا وقت للراحة، المسؤولية كبيرة ويجب أن أكون على قدر هذه المسؤولية”.
أما والدة البطل الدكتورة منى شفيق فقالت: كنت أقول لأحمد دائمًا أنه قادر على الفوز بميدالية، ومن أول يوم بدأ فيه السباحة كنت أعلم أنه سيكون بطلًا عالميًا، وكان المدير الفني أسامة عبد الفتاح يخبرني دائمًا أنه سيصبح بطلًا يومًا ما. وتابعت شفيق: كانت المكالمة من السيدة انتصار السيسي زوجة رئيس الجمهورية مفاجأة بالنسبة لي، هنأتني على إنجاز أحمد، وهذا شرف كبير لنا مع اهتمام رئاسة الجمهورية بتحقيق ابني للميدالية الذهبية. وأضافت: شعرت خلال المكالمة أن زوجة الرئيس كأختي تحدثت معي بلطف ودعت لأحمد بشكل جميل، وهنأتني على تربيته، وهذا شيء عظيم جدًا، وقالت لي إنه على المستوى الشخصي في المنزل كلنا فخورون به، وشعرت بالسعادة والفخر من حديثها معي.
أما البطلة سارة سمير ابنة الإسماعيلية (26 عاماً)، صاحبة «الميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو، والميدالية الفضية في باريس»، فقالت: «أنا حزينة لأنني لم أفز بالميدالية الذهبية، وأعد الشعب المصري بالميدالية الذهبية في لوس أنجلوس 2028، بكيت بسبب رغبتي في تحقيق الميدالية الذهبية، كنت أحلم بالذهب، ولم أكن راضية عن الفضية في البداية، لكنني أدركت أن ما تحقق كان مرضياً».
وأضافت البطلة: “الحمد لله قبل اللعب لا أهتم بمنصات التواصل الاجتماعي، وأبتعد تمامًا عن أي ضغوط خارجية، ولم أركز على الانتقادات الموجهة للمهمة، كان أمامي هدف، ولم أر أمامي سوى البار والحديد وأحلامي، وأنا سعيدة بدعاء الشعب المصري ودعمه لي، وأكثر من يدعمني هي والدتي، فدعاءها يرافقني دائمًا في مسيرتي”.
وأكدت “سمير” أنها واجهت صعوبات كبيرة في مسيرتها، وكان أصعب موقف هو إيقاف رفع الأثقال في أولمبياد طوكيو، الأمر الذي أثر سلباً على حالتها النفسية، وتسبب في اعتزالها اللعبة لمدة عامين، وبدعم من أسرتها وشقيقها محمد عادت لممارسة اللعبة وتوجت باللقب.
واختتمت سارة تصريحاتها: “تعرضت لظروف أخرى، منها إصابتي في غضروف الظهر أثناء الاستعداد للأولمبياد، خلال بطولة تأهيلية في السعودية، ورغم نصيحة العديد من الأصدقاء المقربين لي بالتوقف عن اللعب، إلا أنني أصررت على مواصلة المشوار وفزت بـ3 ميداليات ذهبية وميدالية فضية أولمبية”.
أما الدكتور محمد سمير شقيق البطلة سارة سمير عضو مجلس اتحاد رفع الأثقال فقال: «سارة حافظت على مستواها، بل وحققت حلمها وحلم الشعب بالفوز بميدالية لمصر، رغم الظروف الصعبة والتحديات التي واجهتها». وأشار إلى أن أولمبياد «طوكيو» كانت حلماً بالنسبة لـ«سارة»، لكن غياب مصر عن تلك الأولمبياد جعلها تتدرب أكثر فأكثر، مؤكداً أن سارة لعبت وهي تعاني من انزلاق غضروفي.
وطالب «سمير» رجال الأعمال برعاية شقيقته وزملائها الأولمبيين، لرفع علم مصر عالياً في كل الألعاب، موضحاً: «نحتاج إلى توجيه الإنفاق في المكان الصحيح، حتى يصل الدعم لأصحابه، خاصة أن الدعم عندما يصل للاعب يكون زهيداً، ولم تأخذ «سارة» سوى مصروف جيب 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى مكافآت البطولة». أما البطل محمد السيد، الحاصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس في المبارزة، فأكد أن الإعداد الجيد قبل أولمبياد باريس كان أهم أسباب الفوز بالميدالية، قائلاً: «انضممت إلى المعسكر المغلق لمنتخب مصر في إيطاليا لمدة شهر للحصول على جرعة كبيرة من التركيز، ولم أدخر جهداً خلال المعسكر، وخضت فترات تدريبية مختلفة يومياً للوصول إلى مستوى بدني وفني مرتفع، وحرصت على الاستماع لتعليمات الجهاز الفني، وشعرت بثقة كبيرة في أن الله يساند خطواتي لتحقيق حلم طفولتي بالفوز بميدالية أولمبية».
من جانبه، كشف الأستاذ سامي مدرب منتخبنا الوطني للمبارزة ووالد البطل محمد السيد، عن اللحظات الصعبة التي مرت بها البعثة المصرية في أولمبياد باريس، خلال مواجهة نجله للمتنافس المجري، قائلاً: «كان قلبي يخفق بشدة وأنا أراه يكافح لانتزاع النقطة الأخيرة للفوز بالميدالية البرونزية». وتابع والد البطل المصري: «نجحنا في كتابة تاريخ جديد لمصر في رياضة المبارزة، ومحمد يعمل منذ سنوات طويلة للوصول إلى هذا المركز، خاصة في السنوات الأربع الماضية، وأظهر موهبته الكبيرة في الأحداث الرياضية الكبرى وفاز بالعديد من البطولات القارية والدولية». وأوضح: «محمد عمل بجد لتحقيق هذا الإنجاز الفريد، كنا على يقين من قدرته على الوصول للمربع الذهبي وتقديم أداء مبهر خلال الأولمبياد، خاصة بعد تألقه في دورة الألعاب الأولمبية السابقة في طوكيو».
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.