7579HJ
تقارير

نيويورك تايمز: الإحباط والخوف يدفع سكان غزة لتجاهل أوامر جيش الإحتلال بالإخلاء

نيويورك تايمز: الإحباط والخوف يدفع سكان غزة لتجاهل أوامر جيش الإحتلال بالإخلاء
القاهرة: «رأي الأمة»

رصدت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم الجمعة، مشاعر الإحباط والخوف واليأس التي باتت تسيطر على كثير من سكان قطاع غزة الذي يعاني من العدوان الإسرائيلي المستمر بعد نحو 9 أشهر من الحرب، ما دفعهم إلى تجاهل أوامر الجيش الإسرائيلي الأخيرة بالإخلاء والفرار.

وذكرت الصحيفة في سياق مقال تحليلي أن بعض المدنيين في غزة يشعرون بالإرهاق نتيجة نزوحهم المتكرر، فيما يقول آخرون إنه لا جدوى من الذهاب إلى مناطق أخرى قد تكون بنفس الخطورة.

وأجرى مراسلو الصحيفة في القطاع المنكوب مقابلة مع عائلة أماني زينين، التي تنتقل عائلتها من مكان إلى آخر هرباً من القصف الإسرائيلي الذي دمر العديد من الأحياء في شمال غزة. ولكن هذا الأسبوع، عندما أصدر الجيش الإسرائيلي دعوات متكررة للفلسطينيين لمغادرة مدينة غزة، قررت عائلة زينين وكثيرون آخرون عدم المغادرة.

ونقلت الصحيفة عن زينين الذي تعيش عائلته الآن في مبنى مدرسي قوله إن “الطريق غير آمن”.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن العائلات في شمال غزة، التي استجابت للتحذيرات السابقة بالفرار، تخاطر الآن بالبقاء في مكانها، منهكة من التهديد المستمر بالقصف ومحاطة بالموت والدمار. وأشارت إلى أن المنشورات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على أجزاء من مدينة غزة وتم توزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي أعلنت عن أربعة “ممرات آمنة” يمكن للفلسطينيين استخدامها للوصول إلى وسط غزة “بسرعة ودون تفتيش”. وحذرت المنشورات من أن “مدينة غزة ستظل منطقة قتال خطيرة”.

وأفاد السكان أيضاً أنهم تلقوا مكالمات عديدة على هواتفهم المحمولة من الجيش الإسرائيلي تحمل رسالة مسجلة تحذرهم من الفرار جنوباً. لكن يبدو أن قِلة منهم يستمعون إلى هذه التحذيرات!

وفي مقابلات مع الصحيفة، قال سكان مدينة غزة، التي كانت قبل الحرب المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في القطاع، إنهم قرروا البقاء في منازلهم أو في الأماكن التي لجأوا إليها، مثل منازل الأقارب والمستشفيات والمدارس. وأعربوا عن مخاوفهم من المخاطر المحتملة التي قد تشكلها القوات الإسرائيلية على طرق الإخلاء، وأنهم يدركون أنه لا يوجد أمان حقيقي في الجنوب.

وقال أحمد سيدو، أحد سكان مدينة غزة: “الحقيقة أن الناس يُقتلون أينما كنا، سواء في الشمال أو الجنوب، واتفقنا في عائلتي على عدم تهجير أحد”.

وقالت السيدة زانين إن الرحلة إلى الجنوب كان لابد أن تتم سيرًا على الأقدام لأن الجيش الإسرائيلي لا يسمح للمركبات بالسير على أجزاء من الطريق. وأضافت أن المشي لساعات في حرارة الصيف أمر خطير للغاية، وخاصة بالنسبة لبعض أقاربها الأكبر سنًا. وقالت: “لم نر أحدًا يغادر”.

ولكن صحيفة نيويورك تايمز أكدت في مقالها أن سكان غزة لم يعد أمامهم خيار سوى الرحيل في بعض أجزاء الشمال. وقالت إن القوات الإسرائيلية شنت منذ الشهر الماضي هجمات على عدة أجزاء من الشمال، مدعية أنها عائدة لمحاربة مقاتلين أعادوا تنظيم صفوفهم من حماس وغيرها من التحالفات الفلسطينية المسلحة. وقد أدت عودة الإسرائيليين إلى نزوح جديد للمدنيين.

وفي هذا السياق، قالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): “الناس يفرون في كل مكان”. وأشارت إلى أن نحو 1.9 مليون شخص -أي نحو 90% من السكان- نزحوا في أنحاء غزة بسبب الحرب، وقد يصل عددهم إلى 10 أضعاف ذلك، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وفي الشمال، ومع استئناف القتال، أصبحت الخدمات الطبية شبه معدومة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود أمس إنها أغلقت مؤقتاً آخر مركز صحي لها هناك بعد تعرض المنطقة لإطلاق نار كثيف. وأضافت أن أوامر الإخلاء وتدمير المرافق الصحية لم تترك للمرضى والجرحى في شمال غزة سوى خيارات محدودة.

وتأتي هذه الأوضاع اليائسة في شمال غزة في ظل حملة دولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وذكرت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل تعرضت لضغوط متزايدة يوم الخميس لكبح جماح توسع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة والحد من عنف المستوطنين هناك. وأعلنت الولايات المتحدة عن فرض المزيد من العقوبات على جماعات المستوطنين المتطرفين، في حين أدانت مجموعة الدول السبع تحركات الحكومة الإسرائيلية لتوسيع البؤر الاستيطانية اليهودية.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: “إن الولايات المتحدة تظل قلقة للغاية إزاء العنف المتطرف وعدم الاستقرار في الضفة الغربية، مما يقوض أمن إسرائيل”. وشجع ميلر إسرائيل على “اتخاذ خطوات فورية” لمحاسبة الأفراد والكيانات. وأضاف: “في غياب مثل هذه الخطوات، سنواصل فرض تدابير المساءلة الخاصة بنا”.

ولكن صحيفة نيويورك تايمز تابعت قائلة إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة من غير المرجح أن تتأثر بهذه الانتقادات. فتوسيع سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية هو هدف العديد من الوزراء في ائتلافه، بما في ذلك بتسلئيل سموتريتش، وهو ناشط استيطاني حصل مؤخراً على موافقة على إضفاء الشرعية على خمس بؤر استيطانية يهودية، وهي الخطوة التي أدانتها مجموعة الدول السبع.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى