تلعب العديد من الطائرات المقاتلة الأمريكية دورًا أساسيًا في الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية الإسرائيلية، ولكن ليس ضمنها طائرة إف-22 رابتور.
موقع الدفاع العربي 10 يوليو 2024: قررت القوات الجوية الأمريكية (USAF) في عام 2024 إرسال مجموعتها القديمة من طائرات إف-22 رابتورز إلى ساحة الخردة، لأن تحديثها مكلف. لكن أحد حلفائها المخلصين يمكن أن يعتبرها صفقة مربحة للحصول على الطائرة المقاتلة الأولى من الجيل الخامس في العالم على الرغم من تكاليف التطوير التي تزيد عن ملياري دولار.
في حين تم بيع طائرة إف-35 “ليتننغ 2” إلى دول أخرى في الناتو، إلا أن طائرة إف-22 يتم تشغيلها فقط من قبل الولايات المتحدة. وفي أواخر عام 2017، قام الكونغرس الأمريكي بتعديل قانون مخصص لوزارة الدفاع لمنع بيع طائرات إف-22 رابتور لأي دولة.
وجاء في القانون: “لا يجوز استخدام أي من الأموال المتاحة في هذا القانون للموافقة أو الترخيص ببيع المقاتلة التكتيكية المتقدمة من طراز إف-22 لأي حكومة أجنبية”.
كان الأساس المنطقي وراء حظر التصدير هو أن بيع طائرة إف-22 يمكن أن يؤدي إلى حدوث تكنولوجيا التخفي المميزة لهذه الطائرة في روسيا أو الصين.
وبحسب ما ورد كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على استعداد لبيع طائرة إف-22 لإسرائيل ويخطط في الحفاظ على تفوقها التكنولوجي بعد أن وعد ببيع طائرة إف-35 للإمارات.
وجاء هذا النظر بعد موافقة إسرائيل المترددة على بيع الولايات المتحدة طائرات إف-35 للإمارات، وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى تآكل الهيمنة العسكرية لتل أبيب. وسلط التقرير الضوء على رغبة إسرائيل في الحصول على طائرة إف-22 للحفاظ على “تفوقها العسكري النوعي”، وهو ما يجب على الولايات المتحدة الالتزام به بموجب القانون.
مجموعة القوات الجوية الأمريكية إحالة المجموعة الأقدم من طائرة إف-22 رابتور إلى التقاعد لتحرير الأموال لإصدارات أحدث وأكثر قدرة على القتال من الطائرات المقاتلة الشبح. حتى الآن، تم إنتاج 195 طائرة رابتور فقط، وتتطلع القوات الجوية إلى إحالة بعضها إلى التقاعد.
وسيتم التخلص التدريجي من طائرة “إف-22 بلوك 20” على إعادة توجيه مليارات الدولارات إلى برامج مثل تطوير صواريخ فرط صوتية وتطوير مقاتلة الهيمنة الجوية من الجيل التالي (NGAD).
وتعتزم القوات الجوية الأمريكية تخزين 32 طائرة من أصل 185 طائرة إف-22، على الرغم من أن عمر هذه الطائرات لم يبلغ 30 عامًا بعد. وتبلغ التكلفة التشغيلية السنوية للطائرة 485 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعني حوالي 15 مليون دولار أمريكي لكل طائرة. ويشعر الخبراء أن التخلص من الطائرات ليس هو الخيار الأكثر فائدة، ويمكن إعطاء هذه الطائرات الحربية القديمة لإسرائيل، التي قد تواجه قوة كبيرة مثل إيران.
“بينما تلاحقنا حرب عالمية ثالثة، ومع ذلك فإن القاعدة العسكرية الشاملة بالكامل، لن تحتاج إلى الولايات المتحدة للوصول إلى كل حليف، بل ستحتاج أيضًا إلى أن يكون هؤلاء الحلفاء مسلحين جيدًا ومستعدين لتعويض النقص الاستراتيجي. إن بيع طائرة إف-22 لإسرائيل سيضمن قدرة الولايات المتحدة على البقاء في معركة أطول ضد المنافسين وهزيمتهم، بحسب ما كتبه محلل الأمن القومي براندون ويشرت في مجلة المصلحة الوطنية.
إن القدرات المتقدمة للطائرة إف-22 تجعلها واحدة من أغلى الطائرات المقاتلة التي تم إنتاجها على الإطلاق. تبلغ تكلفة كل وحدة 150 مليون دولار، دون احتساب تكاليف البحث والتطوير.
ويؤكد الخبير أن الطائرة، وعلى الرغم من أنها لم تكن مصممة للحلفاء، يجب بيعها لإسرائيل وبالتالي تساعد الولايات المتحدة على إعادة فتح خطوط الإنتاج، وخفض تكاليف الطائرات المقاتلة، وإبقاء تكلفتها معقولة بالنسبة لدولة الولايات المتحدة. لقد تم تطبيق هذا المخطط لتحفيظ تكلفة الطائرة إف-35.
وتسعى إسرائيل منذ فترة طويلة لشراء طائرة إف-22. وعلى الرغم من كونه واحدًا من أقرب حلفاء أمريكا، فقد رفضت الولايات المتحدة هذا الطلب، وعلى الرغم من أن القيام بذلك كان من شأنه أن ينقذ خط إنتاج طائرة إف-22 ويضمن استمرار استخدامها لفترة طويلة بعد أن تقرر حاليًا إخراجها من الخدمة.
ولا تزال الطائرة إف-22 لا مثيل لها. وفي كل مناورة خاضعة لها ضد طائرات المقاتلة الأخرى، قلب الإف-22 الموازين لصالح الولايات المتحدة.
كتب بواسطة نور الدين
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوماسي المؤثرات الخاصة، وله اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
