هل يعود الماموث الصوفي للحياة فى 2028؟ علماء ينجحون في إحياء الأنواع المنقرضة
لقد دفعنا التقدم في العلوم الوراثية في السنوات الأخيرة إلى الاقتراب بشكل مذهل من إمكانية إحياء الأنواع المنقرضة مثل الماموث الصوفي، وفي حين أن هذه الفكرة تثير الخيال، فإنها تثير أيضا مخاوف أخلاقية وبيئية وتكنولوجية كبيرة.
في عام 2003، حقق العلماء نجاحاً قصير الأمد في “إعادة الأنواع المنقرضة” من خلال استنساخ الوعل البيريني، وهو نوع منقرض. ورغم أن الاستنساخ لم يبق على قيد الحياة إلا لفترة وجيزة بسبب عيب في الرئة، فإن هذا الحدث كان بمثابة بداية اهتمام علمي جاد بإعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة. واليوم، تقدمت التكنولوجيا إلى الحد الذي أصبح معه إحياء الأنواع المنقرضة منذ زمن بعيد احتمالاً واقعياً.
إحياء الأنواع المنقرضة
كانت شركة كولوسال بيوساينسز من بين اللاعبين الرائدين في هذا المسعى العلمي، حيث نجحت في إحياء العديد من الأنواع الشهيرة، بما في ذلك الماموث الصوفي، والدودو، والنمر التسماني. وتتضمن استراتيجية الشركة دمج المادة الوراثية لهذه الأنواع المنقرضة في جينومات أقرب أقاربها الأحياء، بهدف إعادة خلق الحيوانات التي يمكن أن تلعب أدوارًا مهمة في أنظمتها البيئية.
وقال بن لام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كولوسال بيوساينسز، إن الشركة قد تنتج عجلاً يشبه الماموث بحلول عام 2028. وتتضمن العملية إدخال الجينات المرتبطة بالسمات المميزة للماموث الصوفي، مثل فرائه الكثيف وأنيابه الكبيرة، في جينوم قريب من الفيل الآسيوي. ثم يتم زرع الأجنة الناتجة في فيل بديل، أو ربما رحم اصطناعي، لنمو المخلوق الهجين.
الاعتبارات البيئية: استعادة أم مخاطرة؟
إن الفكرة وراء الجهود المبذولة لإحياء الأنواع المنقرضة لا تتلخص في إحياء الأنواع القديمة من أجل ذاتها فحسب، بل وأيضاً في استعادة الوظائف البيئية المفقودة. على سبيل المثال، لعبت حيوانات الماموث الصوفية ذات يوم دوراً حاسماً في الحفاظ على المراعي في القطب الشمالي، والتي فقدت الآن بسبب الأراضي القاحلة والغابات. ومن خلال إعادة إدخال حيوانات الماموث، يأمل العلماء في إعادة إنشاء هذه النظم البيئية، التي قد تساعد في تخزين الكربون ومكافحة تغير المناخ.
ويزعم المنتقدون أن الأنظمة البيئية تكيفت مع غياب هذه الأنواع، وأن إعادة إدخالها قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة وربما كارثية. وهناك أيضًا مخاوف بشأن العواقب الأخلاقية المترتبة على استخدام الأنواع المهددة بالانقراض مثل الفيل الآسيوي كبدائل، وهو ما قد يهدد أعدادها بشكل أكبر.
التداعيات الأوسع والمناقشات الأخلاقية
ويحذر بعض الخبراء من الغطرسة المتمثلة في افتراض أن البشر قادرون على التحكم في مثل هذه التقنيات القوية، وأن احتمال حدوث عواقب غير متوقعة حقيقي، وأن خلق الحيوانات المنقرضة قد يؤدي إلى تأثيرات لا يمكننا التنبؤ بها أو إدارتها بالكامل.
وعلاوة على ذلك، فإن التركيز على إعادة الأنواع المنقرضة أثار انتقادات من جانب خبراء الحفاظ على البيئة، الذين يزعمون أن الموارد سيكون من الأفضل إنفاقها على حماية الأنواع المهددة بالانقراض حاليا، وأن الموارد المالية والعلمية المخصصة لإعادة الأنواع المنقرضة يمكن أن تنقذ مئات الأنواع التي هي على وشك الانقراض اليوم.
المستقبل غير المؤكد لإعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة
ورغم أن فكرة رؤية الماموث الصوفي يسير على الأرض مرة أخرى فكرة رائعة بلا شك، فإنها تأتي مع مجموعة من التحديات الأخلاقية والبيئية والتكنولوجية التي يتعين على المجتمع أن يدرسها بعناية. ولا يزال مستقبل إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة غير مؤكد، ولا تزال الفوائد المحتملة لهذه التطورات العلمية غير مؤكدة مقارنة بالمخاطر المحتملة.
ربما تكون شركة كولوسال بيوساينسز وشركات مماثلة على وشك تحقيق إنجاز رائد، ولكن العواقب الكاملة المترتبة على إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة لم تُفهَم بعد. والسؤال الذي لا يستطيع الإجابة عليه إلا الزمن هو ما إذا كان هذا المسعى العلمي سيساهم بشكل إيجابي في تعزيز التنوع البيولوجي ومرونة النظم الإيكولوجية أم أنه سيخلق مشاكل جديدة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.