هيئة الرقابة الصحية: القيادة المصرية وضعت الجودة مسار إجباري للإصلاح الصحى

أكد الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، على أهمية معايير الجودة في تغطية التأمين الصحي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، موضحاً: ما تشير إليه الدراسات هو أن الأحداث الخطيرة ومعدلات الوفيات الناتجة عن ضعف الخدمات الصحية تفوق في العدد والشدة عدم تقديم الخدمة في المقام الأول، وهو ما أكدت عليه القيادة السياسية في مصر بإلزام كافة المنشآت الصحية بغض النظر عن أنواعها بتطبيق معايير الجودة والحصول على الاعتماد من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية كشرط أساسي لتقديم خدماتها في منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع «الجودة» كمسار إلزامي لمشروع التأمين الصحي الشامل، وهو المشروع القومي الذي يشرف عليه سيادته لإصلاح المنظومة الصحية في الجمهورية الجديدة، وأن «العدالة» أحد الأبعاد الأساسية للجودة في معايير «الهيئة»، والتي تضمن تقديم الخدمات الصحية دون أي تمييز على أساس الجنس أو اللون أو المستوى الاجتماعي، وهو ما ينعكس في «شمولية» منظومة التأمين الصحي الجديدة، حيث تتضمن تقديم كافة الخدمات الصحية لكافة فئات المرضى في كافة المحافظات بنفس مستوى الجودة، مؤكداً على دور المبادرات الرئاسية مثل حملة 100 مليون صحة التي أطلقتها وزارة الصحة المصرية في رسم خريطة صحية واضحة ومتكاملة للمجتمع، بالإضافة إلى مد الخدمات الطبية للمناطق النائية للمساهمة في رفع الوعي الصحي والحد من انتشار الأمراض، وهو ما لاقى إشادة واسعة من الهيئات والمؤسسات الدولية.

جاء ذلك خلال كلمته في المنتدى السنوي السابع للمنتدى الأفريقي للبحث العلمي والتعليم الصحي (أفري هيلث)، الذي شاركت فيه الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية خلال الفترة من 6 إلى 8 أغسطس الجاري في العاصمة الكينية نيروبي، كإحدى ثمار التعاون الأفريقي بعد منتدى أفريقيا للصحة، الذي ناقش هذا العام “التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا: الاحتفال بالخطوات المؤثرة ومناقشة التحديات”، بحضور 350 ممثلاً عن الجهات الصحية من داخل وخارج أفريقيا ونخبة من خبراء الرعاية الصحية والبحث العلمي على المستويين الإقليمي والدولي.

وخلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان: “جهود سد الفجوات: تحقيق التغطية الصحية الشاملة”، استعرض الدكتور أحمد طه تجربة الهيئة العامة للاعتماد والجودة في تحويل تقديم خدمات الرعاية الصحية إلى خدمة آمنة وعالية الجودة ودورها في نشر ثقافة جودة الصحة، مؤكداً استعداد كافة فرق العمل بالهيئة لنقل التجربة المصرية في إصدار وتطبيق المعايير للدول الشقيقة.

وفي رده على سؤال حول تقييمه لجهود التعاون بين قطاعات الرعاية الصحية في القارة الأفريقية، أشار طه إلى أن أهم الدروس المستفادة من أزمة كوفيد-19 والتأثيرات الصحية الناجمة عن التغيرات الصحية هي أن قوة المنظومة الصحية في أي بلد لا تعني أنها في مأمن من الأوبئة التي لا تعترف بالحدود السياسية، وهو ما يعزز قيمة التعاون المشترك والمستمر لمكافحة الأوبئة والاستعداد لها، وهي الفلسفة الأساسية لتطبيق “معايير الجودة” التي تضمن وجود منظومة من الخطوات الاستباقية لمكافحة العدوى والتعامل مع الأزمات.

وشارك في حلقة النقاش بينسون دروتي، ممثل منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، الذي تحدث عن النظم الصحية للتغطية الصحية الشاملة؛ والأستاذة موسيبيل موسيبيل، من جامعة بوتسوانا، التي ناقشت تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على التغطية الصحية الشاملة والتغييرات في المناهج الدراسية؛ والدكتورة إليزابيث وانجيا، نائبة مدير الخدمات الطبية بوزارة الصحة الكينية، التي سلطت الضوء على تجربة كينيا في الاستراتيجيات الرامية إلى تأمين الموارد المالية للتغطية الصحية الشاملة؛ والدكتورة أماني بشير، نائبة مدير معهد شرق أفريقيا لأمراض الكلى، التي استعرضت تجربة معهد شرق أفريقيا لأمراض الكلى في إنشاء هياكل للعلاج والبحث في الأمراض غير المعدية.

ويهدف المنتدى السنوي إلى تبادل الأفكار المبتكرة بشكل بناء وبناء شراكات دائمة لتحسين التواصل بين البلدان الأفريقية. وفي عام 2024، سيتناول استخدام التكنولوجيا الرقمية والابتكار في تعليم المهنيين الصحيين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور البحث العلمي في نفس السياق، فضلاً عن الجهود المبذولة لسد الفجوات في طريقة تنفيذ التغطية التأمينية الشاملة عبر البلدان الأفريقية، ودور القيادة على مستوى النظم والمؤسسات الصحية في الحفاظ على استدامة التنمية الأفريقية في المجال الصحي.

وعلى هامش المنتدى ناقش الدكتور أحمد طه عقد عدد من الفعاليات المشتركة وبرامج التدريب لتطبيق معايير الجودة التي أصدرتها الهيئة وحصلت على الاعتماد الدولي من الإسكوا، وشكر القائمين على تنظيم المنتدى والدعوة الكريمة من رئيسة المنتدى البروفيسور إلسي كيجولي مالواد وجورجينا يوبا المديرة التنفيذية للمنتدى الأفريقي للبحث العلمي.