مصر

"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. موضوع خطبة الجمعة اليوم

"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. موضوع خطبة الجمعة اليوم
القاهرة: «رأي الأمة»

يؤدي أئمة المساجد خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف في وقت سابق، مشددين على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع صلاة الجمعة. الخطبة نصاً أو مضموناً على أقل تقدير، وأن لا تزيد مدة الخطبة عن 15 دقيقة، بحيث تتراوح ما بين عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معاً كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة هي الاختصار. وأن ينهي الخطيب خطبته والناس في خير من أن يطولها ويمل، ويتسع المجال في الدروس والندوات والمنتديات الفكرية.

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024م بعنوان: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”. وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية تبني كافة قضايا القوة الإنسانية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية. في مواجهة التحديات.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

“وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”

والحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد كما تقول، ولك الحمد أفضل مما نقول. سبحانك لا نحصي حمدك . أنت كما أثنيت على نفسك . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً صمداً. وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله. أرسله الله تعالى رحمة للعالمين. وختامًا إلى الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

الحضارة بناء متكامل أساسه القوة البشرية والاقتصادية والعلمية والمعنوية، وتأمل قول الحق سبحانه: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } فيدرك أن سر العمومية ومن كلمة (القوة) في هذا الخطاب القرآني المنير بيان اتساعها وكثرتها. أسباب القوة التي أمرنا الله تعالى بالاستعداد لها ورصدها لمواجهة التحديات، وأن أساس هذه القوة هو البناء الحقيقي. لمن يقدم للدنيا الحياة والأمن والعلم والفكر والنور والبصيرة، وكأس حكمة يحملها، ومصباح نور وبصيرة. يجاهد به، وينتشر به روح الإلهام والنور والعلم في الناس.

أيها الناس، {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، واعلموا أن كلمة القوة تقتضي تعبئة العزيمة وإشراك العقول. واستخلاص المواهب، والقفز إلى مستوى عالٍ من الإبداع في معالجة الأزمات، فتأمن المجتمعات، وتتقدم المؤسسات، وتحميها. أوطان، بها يمتد العمر، وتشرف بها البشرية.

{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، واعلموا أن القرآن الكريم قد أثبت مسألة قوة العلم، وقوة المعرفة، وقوة العقول. الإبداع هو الأساس الذي ينتج عنه تفعيل الحماس واستثمار الطاقات. قال الله تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة}، ولم يكتف بالبيان القرآني الحكيم لقوة الأمر والوجوب في قوله سبحانه: {خذوا} وإنما قصد فقط. لإثارة القلق في قلوب العباد، فقال الله تعالى: {خُذُوا الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} بنشاط، وحرص، وشوق، واهتمام، والله قادر أن يقول:

تعلموا العلم واقرأوا الكتاب فخر النبوة. *فقال الله ليحيى خذ الكتاب بقوة.

أيها الناس! فلنحوّل قوله تعالى: “خذوا الكتاب بقوة” إلى شعار تنير به أمة، يجري في أطرافها العلم كما يجري الماء في الوردة، أمة قدمت للعالم اختراعات واكتشافات الطبية والهندسية والكيميائية والفيزيائية وغيرها، وأقامت حضارة جلبت السعادة. هنيئاً للإنسانية جمعاء، واسأل العالم عن جابر بن حيان وابن الهيثم والخوارزمي، لتعلم معنى قول الله تعالى: {يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يتم تصنيف المعرفة المعطاة بالدرجات.

أما القوة الاقتصادية فلا حرج فيها، فكم أنعم الله على تلك الأمة من الموارد والمنح والخيرات والخبرات التي تحتاج إليها. والحفاظ عليها، والاستثمار فيها، واستغلال الكفاءات في إدارتها، للخروج من حالة الفيضانات إلى حالة العمل والإنتاج. والاستثمار في كل مورد في هذا الوطن ولو كان ضئيلا. يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد “إذا كان لأحدكم غرسة فليغرسها”.

***
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

إن إحدى أعظم أشكال القوة التي أُمرنا أن نعدها هي القوة الأخلاقية. كم فتحت أخلاق التجار المسلمين قلوب الناس وعقولهم. فدخلت شعوب الأرض في دين الله أفواجا، وكيف جسدت قوة الأخلاق المحمدية الشريفة التعايش والتكامل بين الحضارات. وتحقيقاً لهذا المبدأ القرآني: {وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله كان عليما خبيرا}.

إن قوة الجيوش الوطنية النظامية التي تحمي الأرض وشرفها – وفي قلبها جيشنا المصري الأبي، خير أجناد الأرض – تظل قوية. وهي أعظم أشكال القوة، إذ تحتوي على جميع أسباب القوة الإنسانية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية، وتصبح الدرع. والسيف الذي يحقق للناس الاستقرار والأمن والأمان.

أيها الناس، {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، واعلموا أن القوة بناء شامخ، أساسه العقول المبدعة والعلوم الجارية. مواهب لامعة، وقراءة واسعة، وكتب متداولة، وفكر مستنير، وانطلاقة في الإبداع والمعرفة، يلجأ إليها الناس… أزمات مجتمعهم، فيبتكرون حلولاً لتلك الأزمات التي تستنزف الطاقات، وتستخرج الثروات، إحياء أولئك الذين ماتوا.
اللهم زدنا قوة على قوة، وبصيرة على بصيرة، ونجاحاً على نجاح، وبسط في بلادنا بساط القوة والأمن والرخاء.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading