7579HJ
أخبار عالمية

واشنطن بوست: إسرائيل تخاطر بردود أفعال أكثر خطورة بهجماتها على لبنان

رأت صحيفة واشنطن بوست، اليوم السبت، أن إسرائيل تخاطر بردود أفعال أكثر خطورة، بما في ذلك اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، بسبب هجماتها العنيفة والدموية التي تشنها مؤخرا في لبنان.

 

وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري لمراسليها أن حزب الله اللبناني أعلن في وقت سابق مقتل أحد قادته البارزين إبراهيم عقيل وآخرين في غارة إسرائيلية توجت أسبوعا داميا من الهجمات في مختلف أنحاء لبنان وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع.

 

وذكرت أن إسرائيل أعلنت أيضا عن اغتيال عقيل في بيان، حيث توج الاغتيال أسبوعا من الهجمات في مختلف أنحاء لبنان استهدفت القدرات العسكرية التقليدية للحزب، فضلا عن معنوياته، وضرب شخصيات قيادية في مناطق مزدحمة من العاصمة، وقتل وتشويه أعضاء من أعلى الرتب من خلال تزويد أجهزة النداء والاتصالات اللاسلكية الخاصة بهم بالمواد المتفجرة.

 

وأضافت أن إسرائيل، التي لا تزال قواتها تعمل في غزة، تعتبر هذه التحركات مقامرة على حبل مشدود: فهم يريدون قص أجنحة حزب الله حتى يتمكن النازحون الإسرائيليون من العودة إلى ديارهم في الشمال، لكنهم يخاطرون أيضًا بعواقب أكثر خطورة، بما في ذلك احتمال نشوب حرب إقليمية. ونقلت الصحيفة عن منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان، جانين هينيس بلاسخارت، قولها يوم الجمعة: “إننا نشهد حلقة خطيرة من العنف ذات عواقب مدمرة”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في إفادة مع الصحفيين في البيت الأبيض: “ما زلنا نعتقد أن هناك وقتًا ومساحة لحل دبلوماسي”. على مدى أشهر، حاول البيت الأبيض التوسط في صفقة بين إسرائيل وحزب الله من شأنها أن تجلب الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث تبادل الجانبان إطلاق النار لمدة 11 شهرًا، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف في كلا البلدين. لكن حزب الله قال إنه يرفض التفاوض طالما استمرت إسرائيل في ضرب غزة، حيث قُتل أكثر من 41 ألف شخص.

 

في لبنان هذا الأسبوع، بدا الأمر وكأنه حرب بالفعل، كما قال السكان، حيث بدأ إراقة الدماء يوم الثلاثاء عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء التي يحملها أعضاء حزب الله في وقت واحد، مما أدى إلى إرسال تدفقات من الجرحى إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد. في اليوم التالي، انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية ومعدات اتصال أخرى تابعة للجماعة، بما في ذلك في جنازة مزدحمة في بيروت للأشخاص الذين قتلوا في اليوم السابق.

 

وفي المجمل، أسفرت الهجمات عن مقتل 37 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 3000 آخرين، بما في ذلك أعضاء حزب الله وغير المقاتلين على حد سواء، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، التي قالت إن العاملين في المجال الطبي والأطفال كانوا من بين الضحايا. وقال الأطباء إن الناس أصيبوا بجروح في أيديهم وأعينهم وبطونهم عندما انفجرت الأجهزة.

 

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين أقروا بأن إسرائيل كانت وراء العملية، لكنهم قالوا إن الإسرائيليين لم يبلغوا الولايات المتحدة بالتفاصيل قبل الهجوم. وبدلاً من ذلك، ووفقاً لمسؤولين أميركيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة موضوع حساس، أبلغت إسرائيل واشنطن بعد ذلك عبر قنوات استخباراتية.

 

وبحسب الصحيفة، لم يتضح بعد كيف شنت إسرائيل الهجمات، حيث اخترقت آلاف أجهزة الاتصالات وفجرتها في وقت واحد، وهي العملية التي وصفها المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بأنها “تطور جديد في الحرب”.

 

وقال فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “أصبحت أجهزة الاتصالات أسلحة تنفجر في وقت واحد في الأسواق، وفي زوايا الشوارع، وفي المنازل مع تطور الحياة اليومية، مما يؤدي إلى انتشار الخوف والذعر والإرهاب بين الناس في لبنان”.

 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الضغوط الإسرائيلية الأخيرة على حزب الله هي محاولة لإجباره على التراجع عن الهجمات المرتبطة بالحرب في غزة، فضلاً عن تفكيك قدراته في حال حدوث المزيد من التصعيد.

 

لكن الخبراء يؤكدون أن احتمالات سوء التقدير واردة دائما، حيث تعهد حزب الله بالرد. ورغم أن الولايات المتحدة تحتفظ بنفوذ كبير على إسرائيل في شكل عمليات نقل أسلحة واسعة النطاق، فإن قبضتها على الأزمة تبدو أضعف من أي وقت مضى، وفقا للصحيفة.

 

وفي جنوب لبنان، نزح نحو 110 آلاف شخص بسبب القتال الذي أسفر عن مقتل 114 مدنيا وغير مقاتل، بحسب إحصاء صحيفة واشنطن بوست، التي اختتمت تقريرها بالإشارة إلى تصريح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة: "المنطقة على شفا الكارثة."

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى