مصر

وزير الأوقاف: السوشيال ميديا ميدان للخطر فيه تيارات تجند أبناءنا في سبيل الإرهاب

وزير الأوقاف: السوشيال ميديا ميدان للخطر فيه تيارات تجند أبناءنا في سبيل الإرهاب
القاهرة: «رأي الأمة»

وألقى الدكتور أسامة الأزهري كلمة وزير الأوقاف كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والذي يقام في مكة المكرمة خلال الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر 1446هـ، بعنوان: (دور وزارتي الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الوسطية).

وأدار الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف وفي بداية كلمته وجه الشكر والامتنان لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة على دعوته، موضحاً أنه جاء من مصر أرض مصر وشعبها الكريم وقيادتها الحكيمة وأزهرها الشريف، حاملاً خالص التحية والتقدير للمملكة العربية السعودية ملكاً وولي عهده وحكومتها وشعبها، ولجميع أصحاب المعالي الحاضرين، ولكل أوطانهم العزيزة والغالية في قلوبنا..

وأكد وزير الأوقاف أهمية موضوع المؤتمر “دور وزارتي الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الوسطية”، وأن جدول أعمال المؤتمر وموضوعاته شامل وشامل، يخاطب هموم المسلمين ويناقش قضاياهم. وعلى رأس الأبحاث التي يقدمها المؤتمر قضية مواجهة التطرف والتشدد، وقضية تحصين المنابر التي تحشد كل قدراتنا وطاقاتنا ووزاراتنا ومؤسساتنا ودولنا، حتى نجتمع جميعاً لمواجهة كل أشكال العنف والتكفير والتطرف والتشدد والتعصب، ونطفئ معاً نيران العنف والإرهاب، ونكون في عصرنا أمناء على ديننا وأوطاننا، ونقتدي بسيدنا عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) حين خاض المواجهة العلمية الجريئة الشجاعة التي فكك فيها فكر التطرف والتكفير في عصره، لتكون منارة لكل الحضور الكرام، ولكل صاحب منبر وقلم أمين على الدين والوطن، لخوض معركة مواجهة التطرف بكل جرأة وشجاعة، لحماية ديننا وبلادنا وبلادنا من كل سوء..

وأضاف وزير الأوقاف أن المؤتمر اختار عنواناً آخر من عناوينه الرئيسية وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التي ندعو إليها نحن المسلمين في كل أنحاء العالم، مؤكداً أن القرآن الكريم جاء محملاً بمستويات متعددة من التوجيه، وأن وزير الأوقاف في كتابه: “مقدمة في أصول التفسير” الذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية، أن القرآن الكريم جاء محملاً بتوجيهات عامة تخاطب كل إنسان على وجه الأرض كما أنه يحتوي على توجيهات خاصة تخاطب بالتشريع والتوجيه والعبادة من يؤمن به..

وأوضح أن التوجيه القرآني الخاص يتمثل في كل آية تبدأ بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا)، وقد أحصاها الإمام الفخر الرازي رحمه الله فوجدها ثمان وثمانين آية، ثم التوجيه العام يتمثل في كل آية تبدأ بقوله تعالى: (يا أيها الإنسان)، أو بقوله تعالى: (يا أيها الناس)، أو بقوله تعالى: (يا بني آدم)، فإذا جمعناها خرجنا بعهود ومبادئ سامية تحرص عليها الشريعة الطاهرة، لتكون مبادئ توحد البشرية على الخير والحق والهداية؛ وتكون مفتاحاً للهداية إلى الله تعالى..

وأكد وزير الأوقاف أن من أهم الأهداف المشتركة للمؤتمر والتي نعمل عليها ونروج لها ونسعى لإيصالها للناس كافة والتي تأتي على قائمة أعمال المؤتمر، قضية الوطن والانتماء الوطني والوطنية والمواطنة، وهذه القضية قضية مهمة جداً في ظل الحقبة والعقود الماضية التي نشطت فيها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تقديم خطاب يقلل من أهمية الوطن ويقلل من أهميته، يقول البعض أن الوطن حفنة تراب، ويقول البعض أن الوطن مجرد حدود صنعها الاستعمار، يريد مهاجمة أحوال أوطاننا ودولنا القائمة، ويقول البعض أن الوطن هو النقيض لفكرة الأمة فيرفضونها، وهكذا، وهو ما قام وزير الأوقاف بإحصائه ومتابعته ومواجهته وتفكيكه من منظومة الأفكار الخاطئة. وأضاف أن أمر الوطن أمر عظيم، والشريعة الحقة جاءت لتعليم الناس تعظيم أمر الوطن، وفي تاريخ أئمتنا وعلمائنا ما يؤكد ذلك، فقد ألف الجاحظ كتاباً في حب الوطن، وألف صالح بن جعفر بن عبد الوهاب كتاباً في الشوق إلى الأوطان، ووجدنا أن الإمام الحافظ أبو سعد بن السمعاني ألف كتاباً في الميل إلى الأوطان، ووجدنا أن أبا حاتم سهل بن محمد السجستاني ألف كتاباً وكثيراً غيره من المعاصرين..

وأشار وزير الأوقاف إلى أن من أعظم ما نتفق عليه في هذا المؤتمر هو دعوة آفاق العالم وفي كل شعوبنا ودولنا وأوطاننا إلى تعظيم قيمة الوطن وتعزيز انتماء الإنسان لوطنه وإرساء قيمة المواطنة العادلة التي تحمي كل أبناء الوطن..

كما جاء هذا المؤتمر ليناقش دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي ودور الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن قضية الأوقاف في تاريخ المسلمين كانت بدعة قامت على أسسها العملية التعليمية والصحية، وعلى أكتاف الأوقاف انطلقت أعمال غاية في العجب تبرز جانباً من الحضارة العريقة في تاريخ المسلمين، فكم من مدرسة أو مستشفى أو عمل علمي أو تقوى أو عمل خير قامت على أكتاف الأوقاف؟ وكانت المدرسة المستنصرية من أكبر مدارس العلم في تاريخ المسلمين، وأوقفت عليها أوقاف ضخمة، حتى قال الحافظ الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام (وكذلك فليكن التقوى بالعلم وإلا فلا)، وعلى أسلوبها نسجت جامعات كبرى..

وأضاف وزير الأوقاف أن مسجد محمد بك أبي الذهب في أرضنا القاهرة، المواجه للجامع الأزهر، به أوقاف كثيرة للإنفاق على العلم وإيواء الغرباء حتى فاض الخير، وكان من بنود الوقف شراء المحاصيل ونثرها فوق مئذنة المسجد لإطعام طيور السماء التي تمر به، ومن فضل الله عز وجل أن طرح المؤتمر موضوع الوقف وبحث كيفية استثماره وتوسيع دوائر الاستفادة منه..

وأكد وزير الأوقاف أن المؤتمر عقد لمناقشة قضية وسائل الاتصال الحديثة في عالم التواصل الاجتماعي وفي عالم الذكاء الاصطناعي، فالعالم من حولنا يعج بسيل هادر من الأفكار والتوجهات حتى تحول عالم التواصل الاجتماعي إلى ميدان خطر حقيقي فيه توجهات تختطف عقول أبنائنا لتجنيدهم لصالح الإرهاب، فكان لا بد من وجود رقيب على المسلمين في هذا العالم وفي هذا الفراغ نقدم من خلاله مقاصد الشريعة الإسلامية ومعاني الرشاد..

وأكد وزير الأوقاف أن قضية القدس وفلسطين كانت وستبقى القضية الأولى في ضمير كل مسلم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل الفرج لإخواننا وأهلنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، وأن يرفع الله تعالى عنهم كل ظلم وقهر، ونطمح ونسأل الله تعالى أن يهيئ اليوم الذي يتقرر فيه حق إخواننا في فلسطين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية..

ووجه رسالة في ختام كلمته قال فيها: “من أرض الله الآمنة، من مكة، تصدر أصواتنا جميعاً، متمسكين بحبل الله، متحدين متحدين. كلمتنا واحدة في تقديم الهداية والنصيحة والعلم والأخلاق والرحمة، وتقديم مقاصد الشريعة لكل بلداننا وأوطاننا وشعوبنا بما يوحد القلوب ويحقن الدماء ويطفئ نيران العنف ويساعدنا على مواجهة تحديات العصر، وحمل إرث النبوة، ثم تقديم الإسلام للعالمين، دين الحق والهدى والخير والعلم واحترام الكون وتكريم الإنسانية وحفظ الأوطان وزيادة الحضارة وزيادة الإيمان. أسأل الله العلي القدير أن يكتب للمؤتمر كمال التوفيق والهداية، وأن يكتب لبلادنا كمال الحفظ والأمن والرعاية”..

واختتم وزير الأوقاف كلمته قائلاً إننا كمصريين نفخر بالأخوة الكبيرة والكاملة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، داعياً لكل الخير والأمن لمصر والمملكة وبلادنا كلها، ومدعواً لكل النجاح للمؤتمر.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading