وزير الكهرباء: توجيهات من الرئيس السيسى بالعمل المشترك لتحقيق الفائدة لدول أفريقيا

محمود عصمت: مصر مهتمة بتشجيع اقتصاد الهيدروجين الأخضر وتبني استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاجه

نحن مستعدون لنقل خبراتنا في مختلف المجالات، وخاصة الهيدروجين الأخضر، إلى إخواننا في أفريقيا.

نحن نعمل على توحيد الجهود لجعل البلدان الأفريقية جزءًا من التحول العالمي لأنظمة الطاقة وتحقيق اقتصاد مستدام.

أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر مستعدة دائمًا للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات وتقديم كافة سبل الدعم في مختلف المجالات ونقل خبراتها في مجال الهيدروجين الأخضر لأشقائنا في أفريقيا، وذلك في إطار التوجيهات الدائمة والمستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتعزيز أواصر الشراكة والتعاون والعمل المشترك بما يعود بالنفع ويحقق النفع لدول القارة. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاح قمة أفريقيا العالمية للهيدروجين المنعقدة بالعاصمة الناميبية ويندهوك خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر الجاري، تحت عنوان “من الطموح إلى العمل نحو ثورة صناعية خضراء”، مضيفًا أن قارتنا الأفريقية من أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية ومصادر الطاقة المتجددة والموارد البشرية.

وأوضح الدكتور محمود عصمت أهمية الهيدروجين الأخضر كجزء أساسي من مستقبل الطاقة منخفضة الكربون، والذي سيساهم في إطلاق أول فرصة صناعية خالية من الكربون في العالم، وأفريقيا هي القارة التي سيتحقق فيها هذا المستقبل، مشيرا إلى أن سوق الهيدروجين يحتاج إلى جهد كبير، والعلاقة بين العرض والطلب لا تزال في مرحلة التطوير، وقد تختلف التوازنات بين الاستخدام المحلي والتصدير وفقا لعدة عوامل، منها السياسات والحوافز الحكومية التي غالبا ما تلعب دورا حاسما في تشكيل الاستخدام المحلي وتصدير الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن أفريقيا سجلت مؤشرات نمو واعدة على مدى العقد الماضي، على الرغم من أن العديد من الدول الأفريقية لا تزال تعاني من نقص في الوصول إلى الطاقة وتواجه العديد من التحديات المتمثلة في نقص البنية التحتية، فضلا عن التكلفة العالية وصعوبة تأمين التمويل اللازم، مما يؤثر سلبا على تنافسية القارة الأفريقية ومشاركتها في الأسواق العالمية، مشيرا إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل أن يكون الأفارقة جزءا من التحول العالمي لأنظمة الطاقة لتحقيق اقتصاد مستدام مع مراعاة الفوائد الاجتماعية والبيئية لجميع الأطراف.

وقال الدكتور محمود عصمت إن هذه القمة المهمة تعد فرصة عظيمة لجميع المشاركين لتبادل الخبرات والمعارف وإطلاق العنان لإمكانات الهيدروجين في أفريقيا، والاستفادة من تأثيره المتوقع في تحقيق انتقال مستدام وعادل للطاقة عالميًا، واتخاذ قرارات داعمة في مسار تنفيذ أجندتنا الكبرى 2063 بعنوان أفريقيا التي نريدها، موضحًا أهمية الاستفادة من المشاركة في هذه القمة الحاسمة لقارتنا الأفريقية، والتي تعقد تحت رعاية وتنظيم حكومة ناميبيا، وبدعم من وزارة التعدين والطاقة، وبحضور ومشاركة المؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة والوزراء وقادة الأعمال ومطوري المشاريع والمستثمرين والفنيين والمستخدمين النهائيين من جميع أنحاء أفريقيا والعالم بهدف تشجيع الشراكات والاستثمارات وتوفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة الخضراء ذات الأهمية الاستراتيجية والوطنية في جميع أنحاء أفريقيا.

وأكد الدكتور عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر شهد تحولاً منذ فترة طويلة، وبدأ القطاع يعتمد على مصادر الكهرباء منخفضة الكربون، واعتمد بشكل أساسي على استغلال مصادر الطاقة المتجددة التي ساهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة الطاقة وتأمين إمدادات الكهرباء وخفض الانبعاثات، مشيراً إلى إقرار “استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035″، والتي حددت حصة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة عند 42% من إجمالي الطاقة المولدة بحلول عام 2035، مضيفاً أن العمل سيستمر على تحديثها حتى عام 2040، في ضوء التطورات العالمية المتعلقة بتكنولوجيات الطاقة المتجددة، وتطوير أنظمة تخزين الطاقة، والتوجه الجديد نحو الهيدروجين الأخضر، وتبني استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر واعد للطاقة في المستقبل القريب.

وأشار الدكتور محمود عصمت إلى اهتمام الحكومة المصرية ورغبتها في تشجيع اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتطوير الهيدروجين في مصر، ففي سبتمبر 2023 صدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بإنشاء المجلس القومي للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، والذي يهدف إلى توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في هذا المجال وضمان تنافسيته على المستوى الدولي والإقليمي، كما أكد موافقة المجلس الأعلى للطاقة في فبراير 2024 على الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون على حلم المواطن المصري بأن “تصبح مصر من الدول الرائدة عالميًا في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون”، موضحًا الخطط الطموحة لقطاع الهيدروجين، والتي تهدف إلى الوصول إلى ما يقرب من 5 إلى 8٪ من السوق العالمية القابلة للتداول بحلول عام 2040، كما تم إصدار قانون بشأن حوافز مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وضوابط منح هذه الحوافز، مما سيساهم بشكل كبير في تشجيع القطاع الخاص على المشاركة الفعالة في مشروعات الهيدروجين الأخضر.

واختتم الدكتور عصمت كلمته خلال قمة الهيدروجين العالمية في أفريقيا بالتأكيد على أن مصر باعتبارها جزء من القارة الأفريقية مستعدة لنقل خبراتها في كافة المجالات وخاصة الهيدروجين الأخضر لأشقائنا في الدول الأفريقية، معرباً عن تطلعه للوصول إلى القرارات الصحيحة التي تدعم تنفيذ أجندتنا الكبرى 2063، أفريقيا التي نريد.