رصد عسكرى

وسط تصاعد الهجمات، خبراء يدعون إلى إعادة تقييم عمليات مكافحة الإرهاب في جامو

وسط تصاعد الهجمات، خبراء يدعون إلى إعادة تقييم عمليات مكافحة الإرهاب في جامو

كتب: هاني كمال الدين    

مع تصاعد الأنشطة الإرهابية في منطقة جامو التي كانت هادئة في السابق، اقترح خبراء الأمن إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب الحالية التي تستخدمها قوات الأمن. وأكد الفريق المتقاعد دي إس هودا، القائد العام السابق للقيادة الشمالية المتمركزة في أودامبور، على الحاجة الملحة إلى نهج استباقي لمواجهة التكتيكات الإرهابية المتطورة. أعرب نائب رئيس أركان الجيش السابق (للإستراتيجية) الفريق أول بارامجيت سينغ سانغا عن ثقته في أن قوات الأمن ستتعلم من أخطائها الأخيرة وتحسن جهود مكافحة التمرد.

شهدت منطقة جامو سلسلة من الحوادث العنيفة على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وأسفرت كمين وقع مؤخرا عن مقتل تسعة من أفراد الجيش، من بينهم نقيب، في مناطق الغابات النائية في ماتشيدي في كاثوا. ولا يزال الجناة طلقاء.

في التاسع من يونيو/حزيران، قُتل تسعة ركاب، من بينهم سبعة حجاج عائدين من معبد شيف خوري في منطقة رياسي، في هجوم إرهابي. وألقت الشرطة القبض على العديد من المشتبه بهم المرتبطين بالهجوم، إلا أن المهاجمين الرئيسيين ما زالوا مجهولين.

وقال الفريق أول (متقاعد) هودا لوكالة برس تراست الهندية عبر الهاتف: “لقد لاحظنا بمرور الوقت تحولاً في التكتيكات، حيث يتبنى الإرهابيون بشكل متزايد استراتيجيات الكمائن و”إطلاق النار والفرار”، مشدداً على الحاجة إلى إعادة تقييم قوات الأمن لاستراتيجياتها لفهم وتصحيح أوجه القصور المحتملة.

وفي التمييز بين البيئات العملياتية في جامو ووادي كشمير، أشار الفريق أول (المتقاعد) هودا إلى أنه في حين يتم احتواء الإرهابيين في كشمير غالبًا داخل مناطق محلية، فإن الإرهابيين في جامو يتمركزون بشكل استراتيجي في تضاريس صعبة، مما يعقد الاستجابات العسكرية. وأوضح: “في بعض المناطق، قد تضطر القوات إلى السير لمدة تتراوح بين ثماني إلى عشر ساعات للوصول إلى موقع محدد”. وأشار الفريق أول (المتقاعد) هودا إلى أن فترة طويلة من السلام النسبي في منطقة جامو ربما ساهمت في حدوث ثغرات في اليقظة، وحذر من الرضا عن الذات داخل المؤسسة الأمنية.

وفي صدى لمشاعر مماثلة، أعرب نائب رئيس أركان الجيش السابق (للإستراتيجية) الفريق أول (متقاعد) بارامجيت سينغ سانغا عن ثقته في قدرة قوات الأمن على التعلم من النكسات الأخيرة وتحسين جهود مكافحة التمرد.

وقال في تصريح لوكالة برس تراست الهندية عبر الهاتف “نحن بحاجة إلى تعلم دروس صادقة وصحيحة وضمان عدم تكرار الأخطاء”، مؤكدا على أهمية الصبر والالتزام بالتكتيكات العسكرية المجربة. وأضاف “على عكس الحرب التقليدية، لا توجد مواعيد نهائية”.

وأشار إلى أن أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية التقليدية قد تكون أقل فعالية في هذا السياق، مما يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم التكتيكات والإجراءات.

وأكد أن “القيادة الشمالية لا شك أنها تأخذ هذه الحوادث على محمل الجد وتنفذ إجراءات تصحيحية”، معربا عن ثقته في ردهم على التهديد المستمر.

بعد حملة حاسمة ضد الإرهاب في عام 2005، والتي نجحت إلى حد كبير في تطهير جامو من الأنشطة المسلحة، شهدت المنطقة تجددًا للعنف، وخاصة في منطقتي راجوري وبونش الحدوديتين، حيث قُتل أكثر من 70 شخصًا، بما في ذلك 52 من أفراد الأمن، في حوادث متعلقة بالإرهاب منذ عام 2021.

دعا الجنرال المتقاعد هودا إلى إحياء لجان الدفاع عن القرى وتجنيد المزيد من ضباط الشرطة الخاصة من المجتمعات المحلية لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن “السكان المحليين كانوا تقليديا بمثابة عيون وآذان الجيش في هذه المنطقة”، مشددا على دورهم المحوري في جمع المعلومات الاستخباراتية.

ورغم إقراره بأن بعض الأفراد داخل المجتمعات المحلية قد يكون لديهم مشاعر متطرفة، حذر الجنرال (المتقاعد) هودا من أن تعزيز الشكوك تجاه السكان المحليين بالقرب من خط السيطرة قد يكون له نتائج عكسية.

كما سلط الفريق أول (متقاعد) سانغا الضوء على المساهمات التاريخية للمجتمعات المحلية، وخاصة قبائل جوجار وبكاروال، في الحفاظ على السلام في المنطقة، محذرًا من الإجراءات التي قد تؤدي إلى تنفير هذه المجموعات.

ورفض الاقتراحات التي تشير إلى وجود دعم محلي للجماعات الإرهابية، ورجح بدلاً من ذلك أن المهاجمين يعتمدون على شبكات أنشئت مسبقًا بدلاً من المساعدة المحلية العشوائية.

وأوضح أن “هؤلاء الإرهابيين ربما لديهم شبكة دعم مختارة مسبقًا، وليس مجرد مجموعة عشوائية من السكان المحليين”، مشيرًا إلى أن الهجمات كانت متعمدة ونفذها عدد صغير من الأفراد الذين لديهم روابط اتصال قوية مع المشغلين عبر خط السيطرة.

وفي معرض مناقشة الحلول طويلة الأجل، استذكر الجنرال (المتقاعد) هودا المناقشات التي دارت أثناء فترة ولايته حول تنفيذ الأسوار الذكية على طول الحدود. وانتقد نظام الأسوار الحالي، الذي يتدهور خلال موسم الأمطار، مما يعرض الأمن للخطر.

وأضاف “بدلا من انتظار الحل الأمثل، نحتاج إلى إقامة سياج يوفر حماية أفضل من تلك التي لدينا حاليا”.

وأثيرت أيضًا مخاوف بشأن الكشف عن الأنفاق التي يستخدمها الإرهابيون للتسلل إلى الأراضي الهندية، حيث دعا الخبراء إلى إعطاء الأولوية للحلول لهذا التحدي المتزايد.

وبينما تواجه جامو موجة جديدة من العنف، يعتقد الخبراء أن الدعوة إلى إعادة التقييم الاستراتيجي تؤكد على الحاجة الملحة إلى معالجة ديناميكيات الإرهاب المتغيرة في المنطقة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: economictimes

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading