وفاة وزير التعليم السوداني خلال وجوده بالقاهرة
توفي وزير التربية والتعليم السوداني محمود سر الختم الحاوري، مساء الجمعة، في العاصمة المصرية القاهرة، بعد تعرضه لـ”أزمة صحية”. واستكملت السفارة السودانية في مصر، مع السلطات المصرية، السبت، إجراءات نقل جثمانه إلى بورتسودان، لدفنه هناك.
وكان وزير التربية والتعليم السوداني قد زار القاهرة برفقة زوجته في رحلة علاجية، حيث يعاني من مرض «السكري»، وأثناء تواجده في أحد الفنادق بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة دخل في غيبوبة، واتصلت زوجته بإدارة الفندق، التي استدعت الطبيب لتأكيد وفاته نتيجة غيبوبة سكر. وأخطرت السلطات الأمنية المصرية السفارة السودانية بالقاهرة بأسباب الوفاة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكلف مجلس السيادة السوداني الحاوري بحقيبة وزارة التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية في يناير 2022. وأدار الفقيد العملية التعليمية في فترة صعبة مرت بها السودان، خاصة بعد اندلاع الحرب الداخلية في منتصف أبريل 2023، حيث واجه العديد من الأزمات، منها صعوبة انتظام الدراسة وعقد امتحانات الشهادة السودانية (المرحلة الثانوية) حتى الآن.
ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان وأعضاء المجلس، الحوري. وقال في بيان اليوم السبت: “ينعى مجلس السيادة للشعب السوداني رجلاً وطنياً غيوراً وهب حياته لخدمة التعليم وجهوده المخلصة”. وأضاف أن “الفقيد نموذج يحتذى به في المهنية والتفاني في خدمة التعليم امتد لأكثر من أربعين عاماً”.
كما نعى السفير السوداني بالقاهرة الفريق ركن عماد الدين مصطفى عدوي، الحوري، وقال في تصريح للسفارة إن “البعثة تستذكر الأدوار الوطنية للفقيد وجهوده المخلصة في الدفاع عن قضايا وطنه، فهو نموذج يحتذى به في التفاني والتواضع وإنكار الذات والدفاع عن مصالح السودان طوال فترة خدمته في قطاع التعليم”. وأعلنت السفارة السودانية بالقاهرة أن التعازي ستُقبل في “بيت السودان” (مقر مخصص للجالية السودانية في مصر) مساء السبت، فيما خيم الحزن على الجالية السودانية بالقاهرة.
وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فروا من الحرب الأهلية بين الجيش و”قوات الدعم السريع” التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، بالإضافة إلى آلاف السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.
وكان الهوري قد قام قبل أيام بزيارة رسمية إلى القاهرة برفقة وزير التعليم العالي السوداني محمد حسن دهب، لبحث المشاكل التي تواجه التعليم السوداني في مصر، ومن بينها إغلاق عدد من المدارس السودانية لحين تسوية أوضاعها. وفي يونيو/حزيران الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في مصر لحين استيفاء الشروط القانونية لممارسة النشاط التعليمي، وشملت إجراءات الإغلاق مدرسة “الصداقة” التابعة للسفارة السودانية بالقاهرة، والمدارس الخاصة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعت السفارة السودانية في القاهرة، مديري المدارس السودانية في مصر إلى “الالتزام بتنفيذ قرار السلطات المصرية بإغلاق المدارس بشكل كامل، وعدم ممارسة أي نشاط سواء بالإعلان عن التسجيل أو استلام المصروفات من الطلاب وأسرهم للعام الدراسي الجديد”.
وأشار وزير التربية والتعليم الراحل، في مؤتمر لتقييم التعليم السوداني في مصر، الشهر الجاري، بحضور السفير السوداني بالقاهرة ومديري المدارس السودانية العاملة في مصر، إلى “التنسيق المستمر مع السلطات المصرية لإزالة معوقات دراسة الطلاب السودانيين في مصر، بما في ذلك إعادة فتح المدارس المغلقة، وفق إجراءات وضوابط متفق عليها بين الجهات التعليمية المختصة في البلدين”.
وطمأن الحاوري الجالية السودانية حينها “بأن امتحانات الشهادة الثانوية ستُعقد هذا العام، من خلال إنشاء عدد من مراكز الامتحانات في مصر والسودان”. وتواجه وزارة التربية والتعليم السودانية صعوبات في إجراء امتحانات الشهادة السودانية، بسبب الحرب الداخلية الدائرة في عدد من الولايات والمناطق داخل السودان، ما يعيق تنظيم عملية الامتحانات.
وقال نائب رئيس الجالية السودانية في القاهرة أحمد عوض إن «وزير التربية والتعليم الراحل كان يحظى بالاحترام والتقدير من مختلف الفئات السودانية»، وعزا ذلك إلى «مسيرته الطويلة في العمل التربوي بالسودان». وأوضح عوض لـ«الشرق الأوسط» أن «الجالية السودانية تستقبل التعازي في (البيت السوداني) بالقاهرة، تقديراً لمسيرة الحاوري»، مشيداً بجهوده في إزالة مشكلات آلاف الأسر السودانية التي فرت من الحرب الداخلية في السودان إلى مصر ودول الجوار.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.