ولد الهدى فالكائنات ضياء.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية
ويلقي أئمة المساجد اليوم خطبة الجمعة بعنوان “ولد الهدى فكل الكائنات نور” وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف سابقاً، مؤكدة للأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصاً أو مضموناً على أقل تقدير، وألا تزيد مدة الخطبة على 15 دقيقة، على أن تكون الخطبتان الأولى والثانية من عشر إلى خمس عشرة دقيقة على الأكثر، مع التأكيد على أن البلاغة اختصار، وأن الأفضل للخطيب أن ينهي خطبته والناس متلهفة للمزيد من الإطالة فيملون، وهناك مجال واسع في الدروس والندوات واللقاءات الفكرية.
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م، بعنوان: وُلِد الهدى، فكل الكائنات نور.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة يهدف إلى توجيه وعي جمهور المسجد إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي العظيم لا يتحقق إلا بتبني أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم النبيلة في كل مناحي الحياة وخاصة مع الأهل والجيران وكل السلوكيات الإنسانية، وذلك من خلال التأكيد على أن من أعظم الأهداف وأشرف المطالب في شهر ربيع الأنوار هو خلق الألفة في النفوس والعقول بأخلاقه الجميلة وصفاته النبيلة صلى الله عليه وسلم، وأن يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو زينة الزمان وفخر الزمان، وكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم مولد شجرة الكمالات المحمدية، وأن الاحتفال الحقيقي بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بتبني سنته. أخلاقه صلى الله عليه وسلم، والتحلي بصفاته، مع ذكر بعض صفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
وُلِد الهداية، فكل الكائنات نور.
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً يليق بنعمته ويكافئ فضله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن سيدنا وقرّة قلوبنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا محمداً عبده ورسوله وصفوه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين، فشرح صدره ورفع منزلته وأكرمنا به وجعلنا أمته. اللهم صل عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
إن الأزمنة لا تشرف ولا ترقى إلا بقدر ما جعل الله تعالى فيها من مظاهر الفضل والكرم والتجلي على عباده، فكان زينة الزمان وفخر الموسم ذلك اليوم الذي أشرق فيه الله تعالى شمس الهدى المحمدي، وأشرقت فيه أنوار الهدى المحمدي الكريم، إنه يوم مولد الجنب النبوي والجمال المختار، ذلك اليوم البهيج الذي ولد فيه النور، وأشرقت فيه شمس النبوة والهداية، فملأت الوجود نقاءً وطهارة، وغطت الأرض بهاءً وإشراقاً.
وُلِد الهدى، فكل الكائنات نور، وفم الزمان ابتسامة وحمد.
إن يوم المولد الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم هو يوم ميلاد شجرة الكمالات المحمدية، فلولا يوم المولد الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم البعثة، ولا ليلة الإسراء والمعراج، ولا يوم الهجرة، ولا يوم الفرقان، إنه يوم الأيام، وحدث الأحداث، يوم غايته وهدفه خلق الإنسان وبنائه وإحياءه.
وفي يوم بعثة أحمد نظر الله إلى الخلق فغيّر حالهم.
بل كرّم الله الإنسان حين اختار من خير الخليقة نجمه وهلاله.
أيها الناس! إن من أعظم الغايات وأشرف المطالب في شهر ربيع الأنوار أن تتعرف النفوس والعقول على أخلاقه الجميلة وأخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام، فإذا تعلقت النفوس بالأخلاق الكريمة تعلقت به وسعدت، وجاهدت فيه وجاهدت فيه، وتبنت أخلاقه وحققتها، فقد جمع الله تعالى بحور الهداية والأنوار لتتمازج في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم: “كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأوسعهم عقلاً، وأصدقهم حديثاً، وأوفى الناس عهداً، وألطفهم خلقاً، وأكرمهم عشيرة، من رآه أول مرة هابه، ومن عرفه أحبه، وكان مدحه يقول: ما رأيت مثله”. ليس قبله ولا بعده مثله.
وكما جاءت أوصاف نبينا صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة، يقول سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (والله إنه موصوف في التوراة ببعض أوصافه في القرآن، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ونجاة للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل غير الفظ ولا الفظ)، ولا يُضَجُّ في الأسواق، ولا يَرْجِعُ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
أيها الأحبة! إن احتفالنا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يترجم إلى واقع عملي، حتى نقتدي بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، ونتجمل بصفاته. يا من تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كن كريماً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كريماً. كن رحماء كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً. كن صادقاً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقاً. كن وفياً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفياً. كن محمدياً في خلقه وأحمدياً في أخلاقه!
*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. والآن:
أيها الناس إذا أردتم الاحتفال الحقيقي والاحتفال الحقيقي بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعاهدوا أن تتحلوا بأخلاقه وتتزينوا بأخلاقه صلوات ربي وسلامه عليه، وكونوا صورة ملهمة للإسلام ونبي الإسلام للعالم!
فهو الذي أحاط العالمين بالعلم والحكمة، وهو بحر لا ينضب من الأثقال.
المعجز في القول والفعل، الكريم في الخلق والخلق، العادل الكريم.
كل الرحمة والحزم والعزيمة والوقار والعفة والحياء.
أيها السادة! اجعلوا ذكرى مولد النبي ولادة جديدة لصفاته وأخلاقه ورحمته في حياتكم، انشروا في أرجاء العالم معاني الفرح والسعادة والتبجيل والإيمان والحب لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من أعظم أيام الدنيا وأعظمها بركة في الوجود، نريد للزمان والمكان أن يمتلئ باسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أكرموا الفقراء، واقضوا عن الغارمين، وأدخلوا السرور على أبنائكم وأهلكم وأقاربكم وجيرانكم، فهذه أيام الفرح بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
اللهم صل وسلم وبارك على رحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على
مجمع كمالات المرسلين، وأعطنا يا ربنا محبته واتباعه ورؤيته، واجعلنا معه في أعلى السموات.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.