كيف تتحول صناعة الغزل والنسيج من ملوث لصديق للبيئة من خلال إعادة التدوير؟

تعتبر صناعة النسيج من الصناعات التي تلوث البيئة، خاصة في مرحلة الصباغة، على عكس النفايات الأخرى الناتجة عن المواد الخام والنفايات الناتجة عن المنتجات النهائية بعد استخدامها، الأمر الذي دفع العالم إلى اتخاذ إجراءات فعالة؛ لتوسيع ملف إعادة تدوير الملابس والمخلفات البلاستيكية في نفس الوقت.

توسعت العديد من دول العالم في إعادة التدوير، أو ما يعرف بالبوليستر القابل لإعادة التدوير، واستخدام البلاستيك في صناعة خيوط البوليستر، وبالتالي تخليص البيئة منه وإضافة قيمة مضافة لصناعة الملابس. كل 5 زجاجات مياه بلاستيكية يمكنها صناعة قميص أو تيشيرت، خاصة أن صناعة النسيج لا تعتمد فقط على ألياف القطن. ولكن أيضاً على ألياف البوليستر المعاد تدويرها، ويتم إنتاج ألياف البوليستر المعاد تدويرها من مخلفات زجاجات المياه البلاستيكية، والتي تعتبر مصدراً للتلوث البيئي من البحار والأنهار. ونتيجة لذلك، اتجه العالم كله إلى إعادة تدوير مخلفات الزجاجات البلاستيكية والاستفادة منها في خلق صناعات مهمة ومتقدمة. مثل إنتاج ألياف البوليستر المعاد تدويرها.. وليس هذا فحسب، بل شجعت الأمم المتحدة هذه الصناعة على الاستمرار في خلق اقتصاد أخضر.
وتعمل مصر على تطوير صناعة النسيج بتكاليف تتجاوز 50 مليار جنيه لإعادة هذه الصناعة إلى قوتها من جديد، وإنقاذ الشركات من الخسائر المتراكمة. ولذلك تلتزم المصانع الجديدة بأعلى معايير الجودة وحماية البيئة والوقاية من الملوثات في جميع مراحل الصناعة.

وقامت العديد من الشركات العالمية بالتوسع في جمع النفايات وإعادة تدويرها لتكون إضافة قوية للصناعة وتساهم في حماية البيئة. إضافة إلى ذلك فإن ألياف البوليستر مهمة لأن هناك العديد من الصناعات المتميزة التي تعتمد عليها… مثل صناعة الأقمشة غير المنسوجة وما يسمى بالنسيج غير المنسوج… والتي تستخدم أنواعها في العوازل. الطرق والمصارف والأنهار والعوازل الخرسانية.

كما يتم استخدامه في إنتاج حفاضات الأطفال، والمعدات الرياضية، وأدوات النظافة، والملابس الطبية، والسجاد، والموكيت. كما تستخدم زجاجات المياه البلاستيكية المكسورة في إنتاج الخرز.. الحبيبات التي يتم تصديرها إلى الخارج، خاصة إلى ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، لاستخدامها في صناعة زجاجات الشرب وغيرها.
يعتبر البوليستر المعاد تدويره أحد منتجات النفايات الصناعية. كما يعتبر مفيداً جداً لحماية البيئة وسط الجهود الرامية إلى التوسع في صناعة البوليستر القابل لإعادة التدوير بدلاً من البوليستر البكر المصنع من المشتقات البترولية. وتحرص الأمم المتحدة على سرعة زيادة إنتاجه، وكلفت دور الأزياء العالمية بتصنيع الملابس منه، نظراً لتأثيره. وله القدرة على تقليل التلوث والانبعاثات الحرارية، ويبدأ تصنيعه بالعبوة البلاستيكية أو PET، وذلك عبر عدة مراحل.

وفي الوقت نفسه، تسابق دول العالم الزمن للتحول بشكل كبير نحو الاقتصاد الأخضر في كافة المجالات، خاصة تلك التي تلوث البيئة، والتي تساهم في ارتفاع معدلات الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، حيث يمكن تصنيع 5 زجاجات بلاستيكية تيشيرت، وبدأت بعض الشركات العالمية بالتصنيع في هذا المجال. .