مخرج فيلم رفعت عيني للسما: بطلات الفيلم ملهمات وروحهن منطلقة

فاز الفيلم الوثائقي المصري “رفعت عيني إلى السماء” بجائزة العين الذهبية في مهرجان كان السينمائي، مما يمثل نجاحا كبيرا للسينما المصرية. كشف المخرج أيمن الأمير، خلال ندوة “اليوم السابع”، عن كواليس تصوير فيلمه “رفعت عيني إلى السماء” الذي عُرض خلال أسبوع النقاد في المهرجان. وكان المهرجان السينمائي حاليا في دورته السابعة والسبعين.

وأوضح الأمير أن “الموضوع بدأ عام 2017، خاصة أن المخرجة ندى رياض شريكتي في إخراج العمل، كانت تعمل أكثر في صعيد مصر، مع تركيزها على الفرق المسرحية والفنية التي تقدم أنشطة متنوعة، ومنها أنا تعرفت على فريق البنات وهو مسرح بانوراما البرشا، وبعد ذلك بدأنا نتعرف عليهم أكثر، وأول مرة رأيناهم كان كما لو أنهم يقدمون عرضا في قرية مجاورة لقريتهم، و شعرنا أننا نشهد معجزة، خاصة أن أرواحهم كانت حرة وملهمة، وكم سيغير ذلك المجتمع من حولهم، ومنذ ذلك الحين علاقتنا بهم مستمرة”.

وتابع الأمير قائلاً: “بنات الفرقة هم من عرضوا علينا أن نشاهدهم ونصور معهم في القرية. كما أن ما جعلنا نريد أن نعرف المزيد عنهن هو أنهن فتيات والموضوعات المهمة التي يناقشنها مثل التعليم والزواج المبكر، وبعد ذلك بدأنا نفكر أن نصور فيلماً عن المسرح”. لكن فجأة اكتشفنا أن هناك عالمًا أوسع بكثير لم نكن نعرف عنه، ومن هنا قررنا أن الفيلم سيكون عن حياة الفتيات اللاتي يعتبر المسرح بالنسبة لهن وسيلة للتعبير عن أنفسهن والبقاء على قيد الحياة، ولكنه أيضًا جزء لا يتجزأ من حياتهن. جزء من العادات والتقاليد والعالم من حولهم، وقررنا ألا يتم تصوير الفيلم في يوم واحد. وإلا في يومين هيتصوروا على مدار سنين، ونشوف كيف هيكبروا، وأحلامهم هتتطور، وكيف أهلهم وجيرانهم هيتطوروا».

وأضاف المخرج أيمن الأمير قائلا: “أعتقد أن الفكرة في هذا الموضوع كانت الثقة التي قدرنا أن نبنيها مع الأهالي، بعد أن أجبنا على أسئلة كثيرة جدا، ووضعنا خطة يمكننا اتباعها، والثقة المتبادلة هو ما جعلنا نصور في بيوت مع عائلات وأزواج. هذه العلاقة مستمرة.” حتى الآن، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أنهم فهموا ما كنا نفعله، وما كنا سنصنع فيلمًا عنه، وما كنا نعبر عنه فيه، ولماذا كان مهمًا بالنسبة لنا وللقرية وللفتيات. وأعتقد أن فكرة التفاهم والمناقشة المستمرة على مدى الأشهر التي قضوها هناك، وكانوا يشاهدون أيضًا أشياء قمنا بتصويرها، وهذا ما جعل التصوير سهلاً للغاية.

يحكي الفيلم الوثائقي قصة 6 فتيات لديهن أحلام تتجاوز السماء. تحلم ماجدة بالسفر إلى القاهرة لدراسة المسرح والعمل كممثلة، وتحلم هايدي بأن تكون راقصة باليه، وتحلم مونيكا بأن تكون مغنية مشهورة. يتتبع الإعلان هذه الأرواح الفريدة، حيث تمر بها الحياة وتنتقل من… من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشابات.

ويعتبر فيلم (رفعت عيني إلى السماء) أول فيلم وثائقي مصري يشارك في هذه المسابقة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنه العمل الوثائقي الوحيد المشارك في مسابقة أسبوع النقاد، كونه واحدا من سبعة أفلام فقط تتنافس على جائزة أفضل فيلم. الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل فيلم. ممثل أو ممثلة، جائزة أفضل سيناريو وجائزة التوزيع وجائزة العين الذهبية من مهرجان كان السينمائي.

فيلم (رفعت عيني إلى السماء) بطولة فريق بانوراما مسرح البرشا، ماجدة مسعود، هايدي سامح، مونيكا يوسف، مارينا سمير، مريم نصار، ليديا هارون، وجوستينا سمير مؤسسة الفريق، ومن إخراج ندى رياض و أيمن الأمير، الذي سبق أن عرض له الفيلم الروائي القصير (مصيدة) في مهرجان كان السينمائي عام 2019، وحصل على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام.