وسائل الاعلام

عمرها 100 عام.. أقدم ورشة لتحويل جذوع الشجر إلى قطع فنية بمنطقة اللبان بالإسكندرية

القاهرة: رأي الأمة

تداولت وسائل الاعلام اليوم خبر بعنوان: عمرها 100 عام.. أقدم ورشة لتحويل جذوع الشجر إلى قطع فنية بمنطقة اللبان بالإسكندرية، وتستعرض رأي الأمة مع حضراتكم محتوي الخبر.

تعد مدينة الإسكندرية القديمة حاضنة للتاريخ القديم والثقافة الغنية، والتي تتجلى في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الفنون والحرف اليدوية. ومن بين هذه الحرف، تبرز مهارة تحويل جذوع الأشجار إلى قطع فنية رائعة، والتي تعتبر إرثاً فنياً نابضاً بالحياة عبر الأجيال. تعود مهارة تحويل جذوع الأشجار في الإسكندرية إلى مئات السنين، حيث استخدم الحرفيون أخشاب الأشجار المتساقطة أو المقطوعة في صناعة الأدوات المنزلية والتحف. ومع مرور الوقت، تطورت هذه المهارة إلى حرفة فنية راسخة في تراث المدينة، حيث ظهرت العديد من الورش التي اتخذت من تحويل جذوع الأشجار شغفاً ومهنة.

وفي حي اللبان وسط الإسكندرية، والذي يعتبر أشهر الأحياء، يحتوي على العديد من الورش والحرف القديمة التي حفظها أصحابها وأورثوها لأبنائهم. وعند مرورك بأحد الأزقة هناك ستجد أمامك ورشة صغيرة يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام، والتي تشتهر بمهارتها في تحويل الجذوع. وتتحول الأشجار إلى روائع فنية رائعة، مثل: التماثيل، والأثاث، واللوحات الجدارية، التي تحمل في داخلها لمسة من عبق الماضي وقصص المدينة القديمة، حيث تجد في الخارج أشكال وأنواع من التحف والأثاث المصنوع من جذوع الأشجار وهي الورشة الوحيدة التي تتفوق في تحويل الجذوع. الأشجار هي أعمال فنية جميلة.

ويقول محمد جابر حسن، صاحب ورشة تحويل جذوع الأشجار إلى روائع فنية بالإسكندرية، إن الورشة يرجع تاريخها إلى 100 عام، وأنها توارثتها من الأب إلى الجد. ويمارس حرفته بمهارة كبيرة، حاملاً بين يديه إرثاً عريقاً من النجارة، وموهبة استثنائية في تحويل جذوع الأشجار الخام إلى لوحات فنية. يضيف الفن الخشبي لمسة من الدفء والجمال إلى كل منزل. وأشار إلى أنه منذ طفولته تحول شغفه إلى الحرف اليدوية، ووجد في المهنة مادة خصبة لإبداعه بين أكوام الخشب، يتحسس بيديه الصغيرتين عروقها الخشنة، ويستمع إلى حكاياته التي همس بها الزمن، مضيفا أنه تعلم فن النجارة. من والده الذي أرشده إلى أسرار هذه الحرفة القديمة. كان الأب بمثابة المعلم الأول الذي زرع في قلب ابنه حب الخشب وتقدير قيمته.

وأضاف لـ«الأسبوع» أنه مع مرور الوقت كبرت موهبته وتطورت مهاراته، ليصبح نجاراً ماهراً يبدع في صناعة مختلف أنواع الأواني الخشبية، لافتاً إلى أن الورشة كانت في الأصل لصناعة الأخشاب وخشب الجزارة، لكنها قررت أن تطوير المهنة من خلال تحويل جذوع الأشجار إلى روائع فنية وأثاث منزلي. والكراسي، وألواح التقطيع، والصواني والأطباق، وصولاً إلى الملاعق والشوك، وقطع الديكور المنحوتة بدقة وعناية كبيرة. وتتميز أعماله بالجودة العالية والدقة في التفاصيل، مع لمسة فنية فريدة تعطي لكل قطعة طابعها الخاص وتواكب العصر.

وعن مراحل تحويل جذوع الأشجار إلى أعمال فنية وأثاث، قال إنه في البداية تترك جذوع الأشجار لمدة 6 أشهر حتى تجف، ثم يتم في البداية قطع جذوع الأشجار من مصدرها، بحيث يتم قطع الأغصان معًا، كما يتم تقطيع السيقان معًا تمهيدًا لإزالة قشرتها الخارجية منها، ويتم ذلك. عملية إزالة لحاء الشجرة أي قشرتها الخارجية إما بطريقة بدائية بعد تقطيعها وتقسيمها إلى أجزاء، ثم شطف الطبقة الخارجية حتى يتم إزالتها باستخدام صاروخ أو منشار، في حالة الفروع المتعرجة أو الصغيرة الأشجار.

وتابع أنه في الأشجار الكبيرة تتم عملية إزالة اللحاء باستخدام معدات كبيرة معدة خصيصا لهذه المهمة، بحيث يتم وضع جذع الشجرة داخل أسطوانة مخصصة، بالتزامن مع دفع الماء نحو الجذع بقوة كبيرة، مما يؤدي إلى إزالة لحاءها، كما يتم استخدام أداة أخرى تسمى المثخن أو الممسحة لقطع الشجرة وتقسيمها. ويتم تقسيمها إلى أجزاء صغيرة مستقيمة وشبه متساوية، ثم يتم وضعها داخل هذا الجهاز ومسحها لإزالة طبقة رقيقة منه. تتكرر هذه العملية حتى تتم إزالة اللحاء المتبقي بالكامل. ثم يتم تقطيع الخشب إلى ألواح ذات أحجام متساوية نسبياً في السمك والطول والعرض، ويتم ربط كل مجموعة مع بعضها البعض لسهولة الشحن والتفريغ.

وتابع حديثه بالقول إنه في هذه المرحلة يتم تعريض الخشب للشمس أو وضعه في معدات تجفيف ضخمة لإزالة الرطوبة أو الماء المتبقي من عملية إزالة اللحاء بعد الحصول على الخشب جاهز للتصنيع. ثم يتم تقطيعها بالمقاسات المخصصة للتصنيع، ومن ثم يتم تجميع كل جزء مع الآخر. قد تحتاج إلى إضافة بعض القطع. قشرة خارجية لتزيينها، ثم أخيراً يتم صقلها جيداً تمهيداً للدهان. بعد تجهيز القطعة يتم دهانها بالألوان المناسبة وتركيب ملحقاتها سواء الملحقات مثل المقابض والمفصلات للأبواب والشبابيك أو تحويلها إلى أشكال فنية وخزائن وأثاث منزلي.

وعن الوقت الذي يستغرقه التصنيع، قال إن كل شكل له وقت تصنيع وأيضا حسب العميل وما يطلبه، حيث أن الحد الأدنى للتصنيع يستغرق 15 يوما على الأقل من القطع والتشطيب والمخرطة وحتى الطلاء، وأضاف أنه يصنع الأكواب وألواح التقطيع من خشب الزنك الذي يستغرق صنعه أسبوعا، وخشب الصرصور لصنع الألواح والأشكال الأخرى والتحف الفنية والأثاث المنزلي والديكور.

واختتم حديثه بالقول إن المهنة تصارع الزمن وتواجه خطر الانقراض، والسبب في ذلك هو عدم وجود الأيدي العاملة الكافية في الورش، حيث يلجأ الكثير من الشباب للعمل على الآلات بسبب الأجر الذي يكسبونه يوميا. أكثر من عملهم في الورش، قائلًا: “لا أحد يريد أن يتعلم مثل الولد الأول”. إنه لا يريد الوقوف أمام الآلة والتعلم، فهو يبحث فقط عن الشيء السهل.

مصدر المعلومات والصور: الاسبوع https://www.elaosboa.com/1599238/

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading