وسائل الاعلام

«يابان مصر» وعودة الحياة للطبقة الوسطى!

القاهرة: رأي الأمة

تداولت وسائل الاعلام اليوم خبر بعنوان: «يابان مصر» وعودة الحياة للطبقة الوسطى!، وتستعرض رأي الأمة مع حضراتكم محتوي الخبر.

تابع آخر الأخبار عبر التطبيق

الرحلات داخل مدن وقرى الوطن دائما رائعة ومفيدة للمواطن العادي، ناهيك عن الصحفي، فهي فرصة لرؤية الناس بجمالهم الحقيقي، ورصد الأهداف العظيمة التي يعمل الجميع معا لتحقيقها، والتي قد لا يظهر لنا إلا من خلال زيارة ميدانية قريبة، فيجمع نفحات الأمل من الأهالي ويتعرف عليهم. في الأحلام، يملأون المشاعر بالفرح. هذه الأهداف إذا تحققت في الرحلات إلى كافة المعالم السياحية بشكل عام، فإنها تتحقق بشكل مضاعف عند زيارة محافظة مثل دمياط المعروفة بثقافة العمل والاجتهاد والاكتفاء الذاتي في مخرجات عملها وتصدير الفائض.

لقد لعبت دمياط دائمًا دورًا رئيسيًا على المستوى الاقتصادي لأنها مركز لفائض الإنتاج ومصدر للمنتجات والسلع الصناعية التي يتم ضخها إلى أسواق العاصمة والمستهلكين. على مدار عقود طويلة، كان التركيب الاجتماعي لمدينة دمياط يعتمد على صناعات وحرف متعددة، منها صناعات الأثاث والسفن والغزل والنسيج والأحذية والألبان والأسماك والحلويات، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية مثل الأرز والفواكه والحلويات. الحمضيات. دمياط لديها أكبر أسطول للصيد والملاحة في مصر. وتضم مجموعات من الحرفيين والمحترفين في الصناعات الخشبية وصيد الأسماك والنسيج والأحذية.

ولذلك نجد أن ثقافة “دمياط” تقدر العمل والتعليم والتدريب، وتفتخر بحرفيتها الماهرة وأسيادها، وتزدري البطالة والعاطلين عن العمل لدرجة أنها تسمى “يابان مصر، «قلعة الأثاث»، و«مدينة العمل».

يقول المؤرخ الدكتور عبد الحميد حامد سليمان في مجلة ذاكرة مصر المعاصرة عدد أغسطس الربع سنوي التي تصدرها مكتبة الإسكندرية عام 2013، أن دمياط هي تمياتي (تمهيت) أو (تمحيت) أو (تم آتي) وتعني باللغة القبطية. مدينة مجرى المياه، وأصبح اسمها عربياً. دمياط التي اشتهرت بعد الفتح الإسلامي. وأضاف أن تنوع أنشطتها ومهارة صناعها عبر التاريخ يرجع إلى موقعها المتميز وكونها ميناء ومدخلا رئيسيا لمصر، ومنه دخلت التجارة مع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. كما جاءت منها حملات الساعين لإخضاع مصر عبر تاريخها الطويل… والنهضة التي شهدتها صناعة الأثاث بدمياط منذ الأربعينيات تفسرها بكثرة أشجار الجميز والزنك في ريف دمياط الريفي والتي توفر الخشب الجيد لصنع الركائز والأبواب والنوافذ وقطع الأثاث المنزلي. كما يوضح النهضة التي شهدتها صناعة الحلويات الدمياطية من خلال استقطاب طوائف الحلوانية والزلاباني والشرابتلية والكنفاني من بلاد الشام وفلسطين واليونان، حيث أضافوا أسراراً إلى مهارة هذه الصناعة وتميزها بين الدمياط.

ولا أخفي عليكم أن ما دفعني لزيارة دمياط وخاصة رأس البر هو الشعور بالحنين للماضي، حيث كان أروع مكان لقضاء الصيف مع أحباب رحلوا وتركونا أكثر ذكريات جميلة. وبصرف النظر عن هذا الحنين الذي يثلج القلب، فإن الأخبار الواردة من دمياط ورأس البر تحفز أولئك الذين يتوقون للتعرف على التطورات التي شهدوها خلال السنوات القليلة الماضية.

خلال الرحلة أخذت محور 30 ​​يونيو، وهو جديد نسبيا وما زال يحتفظ بأناقته وسرعته، ويسهل الوصول إلى دمياط في أقل من ثلاث ساعات، ولكن “الحلو ماكملش” فالطريق من دمياط إلى ولا تزال رأس البر تنتظر التحسينات. وداخل مدينة دمياط يجري العمل على قدم وساق في التوسعات المعمارية والورش والأسواق والطرق التي لا يمكن إلا أن تلفت الانتباه. ولا يحتاج إلى شهادة أفضل من هذه أن نقول إن المحافظة بقيادة الدكتورة منال عوض ميخائيل وشعبها في أفضل حالاتهم لتنفيذ أهداف التنمية، وهم يسرعون الخطى لتحقيقها لتعويض ما حدث. فقد.

وبمجرد وصولي إلى رأس البر، لاحظت تصميم المباني الجديدة التي حلت محل الأعشاش أو التي يجري تجديدها. كانت مغطاة بالطلاء الأبيض، في حين كانت النوافذ زرقاء، مع اللون البرتقالي للبلاط على أسطحها. أما النزهة على النيل فهي مثل العروس المستعدة للزفاف. كان مغلقًا أمام حركة السيارات ويمتلئ بالعائلات والأطفال والعشاق على طول نهر النيل حتى آخر نقطة يلتقي فيها النهر بالبحر الأبيض المتوسط. ويتوقف المارة بين الحين والآخر لالتقاط أنفاسهم وتناول الآيس كريم والفطيرة الدمياطية من المحلات التجارية الممتدة على طول سور الفندق العالمي الفاخر الذي تملكه شركة الفنادق القابضة وتديره شركة عالمية شهيرة.

بينما ينشغل هواة الصيد على ضفتي النهر والبحر بالبحث عن لقمة عيشهم في هذا الموقع المميز. سألت سيدة كانت تساعد ابنتها الصغيرة على ركوب الدراجة عن أفضل مكان لتناول وجبة السمك، فأجابت بلهجة أهل دمياط المميزة أن أذهب إلى السوق وهناك أختار ما شئت. الأسماك والقشريات التي أحبها، ثم اذهب إلى أي مطعم حيث يتم تحضيرها “مشوية أو مقلية” وتناولها. حظا سعيدا وشفاء بعد ذلك داخل المطعم. اتبعت نصيحتها واكتشفت عادة المدينة في تقديم الخدمة لأغلب المطاعم دون شراء السمك. وبين الحين والآخر كنت ألاحظ وجود أجانب بين المصطافين، وكان بعضهم يستمتع بتناول البطيخ والعنب، أو الحلويات الشرقية التي تفوح رائحتها وتدغدغ الأنوف.

ولعل أكثر ما أسعدني خلال الرحلة هي الطبقة الوسطى التي عبرت عن نفسها بقوة في هذه المناطق، وكأنها تستعيد أنفاس الحياة، وتغسل مع هواء البحر وأمواجه آثار التعب والإرهاق الذي أصابها. التي لحقت بهم خلال العقود الماضية من التهميش والظلم.

ألفة السلامي: صحفية

مصدر المعلومات والصور: البوابة https://www.albawabhnews.com/5013196

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading