هروب الخنازير وصراخ منع محرقة.. مشاهد صادمة في جحيم حريق الزرايب

3 ساعات من الرعب عاشها أهالي منطقة الزرايب مركز الأوسيم شمال الجيزة، نتيجة حريق هائل التهم المساحات الخضراء والأراضي. أثرت النيران على البشر والحيوانات والجماد. وسقط الجميع أمام ألسنة اللهب، واستيقظ سكان المنطقة على مشهد صادم، وأكوام من الرماد تغطي المكان.

وفي الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة، فوجئ أهالي قرية البراجيل بسحب كثيفة من الدخان، وارتفعت ألسنة اللهب إلى ارتفاع أمتار، وكأنها تعانق السحب، وتغطي سماء المنطقة. باللونين الأحمر والأسود، وسط حالة من الذعر سيطرت على الأجواء.

وحرص الجميع على إخماد النيران، لكن الليلة لم تمر دون وقوع إصابات كبيرة. وفي غضون دقائق قليلة، تحول “عش الزرافة” إلى كتلة من النيران. والتهمت النيران الحطب حتى تفحم بالكامل، وكذلك أكوام القمامة التي شكلت سحابة من الدخان.

ورغم توافد سيارات الحماية المدنية -نحو 10 سيارات وخزاني مياه استراتيجيين- إلا أن سرعة الرياح جعلت مهمة رجال الإطفاء صعبة، إضافة إلى عشوائية المزارع المخصصة لتربية المواشي والخنازير، ويتحول المكان بأكمله إلى مأزق. كتلة من النيران. وحتى كاميرات الهواتف وثقت هروب الخنازير قبل أن تقتلها النيران الكثيفة.

وخطة مواجهة حاول خلالها رجال الدفاع المدني فصل مصدر الحريق عن الوحدات السكنية المحيطة به، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وامتدت النيران إلى العقارات المجاورة، مسجلة أكثر من 10 مصابين أغلبهم حالات اختناق. لولا صراخهم، لانتهى بهم الأمر إلى أجساد هامدة.

وستظل مشاهد الحزن التي بدت على وجوه أصحاب المزرعة عالقة في أذهانهم. كارثة كبيرة حلت بهم قبل 48 ساعة من موسم عيد الأضحى، خاصة أن الحريق تسبب في نفوق عدد من الماشية.

وحرص مدير أمن الجيزة اللواء هشام أبو النصر، على تفقد مكان الحريق، ووجهه بتقديم الدعم لأصحاب مزارع الماشية بالتنسيق مع الجهات المعنية، فضلا عن تكليف لجنة من المعمل الجنائي. للمعاينة وتحديد سبب اندلاع الحريق، لا سيما مع تعدد الروايات بين بقايا سيجارة امتدت إلى الحطب والقمامة وانفجار أسطوانة غاز صغيرة.