وسائل الاعلام

ترشيحات للقراءة| “سينما القلوب الوحيدة”.. رسالة مديح للفن السابع

القاهرة: رأي الأمة

تداولت وسائل الاعلام اليوم خبر بعنوان: ترشيحات للقراءة| “سينما القلوب الوحيدة”.. رسالة مديح للفن السابع، وتستعرض رأي الأمة مع حضراتكم محتوي الخبر.

كتاب “سينما القلوب الوحيدة” الصادر عن دار المحرق للنشر هو رسالة من مؤلفه الدكتور ياسر ثابت في مدح السينما وإبراز أهميتها كوسيلة تواصل ذات تأثيرات متفاوتة على المتفرج الذي يلجأ إليها عمداً في كثير من الأحيان، ليس بغرض الترفيه فقط، بل أيضاً بغرض التماهي مع أبطاله، فيفرح لفرحتهم ويشعر بالحزن إذا حدث لهم مكروه.

يقدم الكتاب نوعاً من التحليل النقدي الواسع للتجربة السينمائية بمعناها الأوسع، أو كما قال المؤلف “الأفلام تستضيف أحلامك وكوابيسك، تضعك في روحانية اللحظة وعظمة اللقطات، ثم تسأل سؤال وجودي: أين مكانك في العالم؟

ويضيف: “السينما هي الجحيم الذي لا مفر منه. جلسة حميمة طويلة، تخرج منها فخورا بأوهامك. حزمة من المشاعر المتناثرة في الهواء. وفي أحيان أخرى تكون مثل المعجنات المصممة لإرضاء المعوز بأحلام اليقظة”. سعادة لا يمكن تحقيقها.”

ويشير الكاتب إلى أن هدفه في الكتاب هو استعادة رموز المتعة البصرية والسردية ذات الأناقة الخاصة ممن قدموا مسارات مختلفة وملهمة في العمل السينمائي ونجحوا في تطويره. ويستعرض في هذا الإطار جهود نخبة من المخرجين والممثلين مثل محمد خان، وداود عبد السيد، وعز الدين ذو الفقار، وأحمد زكي، وأبرز مخرجي السينما في مصر.

الصيف و الشتاء!

عشية ثورة 23 يوليو 1952، حرص أنور السادات على اصطحاب زوجته الثانية جيهان إلى السينما الصيفية القريبة من منزله لمشاهدة عروض ثلاثة أفلام متتالية. وعندما عاد إلى منزله في الساعة الواحدة ليلا، علم من حارس العقار أن جمال عبد الناصر قد ذهب للسؤال عنه مرتين، فهرع إلى منزل عبد الحكيم عامر ثم إلى قيادة الجيش بالعباسية، حيث لقد تم كل شيء وسيطر الضباط الأحرار على الأمور.

وأصبحت قصته هذه نكتة نادرة تناقلها فيما بعد أعضاء مجلس قيادة الثورة. وكلما سأل أحدهم في أي مجلس: أين أنور؟ حتى يجد من يجيبه ساخراً: في السينما!

تعد السينما الصيفية وتوأمها السينما الشتوية جزءًا من الذاكرة السينمائية للعديد من المصريين طوال القرن العشرين.

ولعل ما ذكره المخرج السينمائي سعيد الشيمي في كتابه «حكايات مصور» يكفي لإثبات ذلك. كما يقول:

«منزلي الذي ولدت فيه كان في 30 ميدان عابدين، وكان محاطًا بالكامل بالمسارح الصيفية والشتوية من كل جانب. وفي الجهة الشمالية، وعلى بعد خطوات قليلة من المنزل، تقع «السينما الملكية» – المسرح الجمهوري الحالي – وهو بيت شتوي فاخر. أتذكر مشاهدة فيلم “شمشون ودليلة” في الخمسينيات.

وبجانبها السينما الشتوية «المثالية» من الدرجة الثالثة التي لم ندخلها قط. ثم أبعد قليلا أمام المبنى الفاخر لمتجر “عمر أفندي” هناك منطقة تسمى أرض شريف، وفيها سينما “باريد” الصيفية، وسينما “الكرنك” الصيفية، ثم على عبد شارع عزيز سينما “أولوبيا”. » السينما الشتوية الشهيرة ثم بحديقة الأزبكية “سينما الأزبكية الصيفية” ؛ وفي الشتاء يتحول إلى ملعب لممارسة رياضة «الباتنج» (حذاء العجل) وسينما صغيرة من الدرجة الثالثة تسمى «رمسيس» عند مدخل أحد شوارع ميدان العتبة.

إلى الشمال الغربي من المنزل توجد جميع دور السينما الصيفية والشتوية في وسط القاهرة؛ وبعضها اختفى مع الزمن مثل الصيف “ريكس” و”سانت. “جيمس”، وهي سينما ومطعم في الشرفة في نفس الوقت، وسينما “متروبول”، وسينما “النصر”، وسينما “كورسال”، بالإضافة إلى العديد من دور السينما الشتوية. والباقي منه الآن “ديانا”.

لكن إذا اتجهنا غربًا من منزلي وعلى بعد خطوات من سينما “ستراند” الواسعة؛ وموقعها الآن عمارة ستراند، وسينما “ريو” الصيفية بجانب سوق باب اللوق، وفي سينما “ستران” شاهدت الأفلام الصامتة. وكذلك لم تكن هناك ترجمة باللغة العربية أسفل الصورة على الشاشة، بل كانت الترجمات على شريط جانبي متحرك من الأسفل إلى الأعلى بعيدا عن الشاشة على الجانب الأيمن باللغة العربية، والأخيرة على اليسار باللغة الفرنسية إذا كان الفيلم باللغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى.

وفي الجهة الجنوبية من المنزل توجد سينما “الشرق” الشتوية عند مدخل ساحة السيدة زينب الكريمه. لقد ذهبنا إليها – ربما – مرة واحدة فقط بسبب بعدها عن المنزل. كنا نذهب إلى دور السينما سيرا على الأقدام مع والدينا أو أبي حجازي، حتى يأتي والدي أو عمتي، وفي الصيف دور السينما يحمل أبي حجازي شطائر البيض مع البسطرمة والجبن الرومي والمربى وترمس ماء.”

ولنتخيل مدى تأثير هذه السينما على صبي مثل سعيد الشيمي، قبل أن يقرر احتراف السينما ويصبح أحد رموز المهنة في مصر.

لكن المسارح الصيفية والشتوية اختفت أو كادت أن تختفي لأسباب مختلفة، منها تغير ثقافة العرض وعادات المشاهدين، وانخفاض عدد المسارح في مصر بشكل عام بسبب العوامل الاقتصادية.

منذ بداية الألفية الثالثة، ظلت سينما ريو الواقعة بمنطقة باب اللوق مغلقة أمام الجمهور. افتتحت هذه السينما مطلع السبعينيات، وهي “سينما صيفية” تعرض أفلامها في الهواء الطلق على مقاعد مكدسة عن اليمين واليسار، وأمامك شاشة كبيرة في الواجهة كان يديرها “ يقوم العم “مرسي” الجالس في الطابق الأول من السينما، بنقل الآلات اليدوية التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت، إذ لم تكن ريو تعتمد بعد على آلات 35 ملم.

وحرصت هذه السينما على عرض الأفلام التي تجذب الجمهور الشاب والمراهقين، مثل «حمام الملاطيلي» بطولة شمس البارودي، ومحمد العربي، ويوسف شعبان، وإخراج صلاح أبو سيف. وكانت مدينة ريو تعرض أربعة أفلام يوميا، وكان المطعم المجاور لها ملاذا للعديد من رواد السينما الذين تناولوا الطعام هناك بعد مشاهدة الأفلام. وبيعت التذاكر بـ60 و75 قرشا، لتصل إلى 175 قرشا قبل أن تغلق السينما بشكل كامل.

مصدر المعلومات والصور: البوابة https://www.albawabhnews.com/5021976

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading