أحد العنصرة (عيد حلول الروح القدس)

يقول المتروبوليت نيقولاوس، متروبوليت إرموبوليس (طنطا) وتوابعها والمفوض البطريركي للشؤون العربية، إن كلمة “العنصرة” هي من أصل عبري وتعني “عيد” أو “مؤتمر”. وفي اللغة اليونانية كلمة Πεντηκοστή (pendecosti) وتعني “الخمسينية”، وهي مشتقة من العبارة اليونانية πεντηκόστη ἡμέρα وتعني اليوم الخمسين.

كان العبرانيون يرددون يوم الخمسين، لأنهم بعد عيد الفصح اليهودي بخمسين يومًا، تلقوا الشريعة من الله على يد موسى النبي. وهكذا، بعد خمسين يومًا من عيد الفصح المسيحي، نعود لنستقبل الروح الكلي القداسة، المشرع والمرشد إلى كل حق، ومدبر الأمور التي ترضي الله.

وكما جاء في اليوم الخمسين الروح القدس إلى التلاميذ وأعطاهم قوة من فوق، كذلك سيأتي إلينا إذا طلبناه بصدق، لأننا في الأساس هياكل للروح القدس. وكما يقول القديس كيرلس الكبير: “إن الروح القدس ساكن فينا، وليس نعمته فقط”.

في مساء هذا الأحد، أثناء خدمة صلاة الغروب، تُقام صلاة السجود. تنتمي هذه الصلاة إلى الدورة الليتورجية ليوم الإثنين، إثنين الروح القدس. وقد رتّبت الكنيسة، كإجراء، أن تقام صلاة السجود بعد قداس أحد العنصرة، ليتمكن المؤمنون الذين يحضرون القداس الإلهي بأعداد كبيرة من المشاركة في هذه الصلاة.

والسجود هنا يحمل اللياقة المطلوبة لنزول الروح على التلاميذ بألسنة نارية. ونحن أيضًا نعبده إذ نراه (الروح) نازلًا؛ لأن الروح القدس يستقر فقط على الركب المنحنية ونحن مقدسون. الحمامة (الروح القدس) التي نزلت على الابن، في عيد الغطاس الإلهي، تنزل الآن على كل من الأبناء في الابن.

عندما نتقدس بالروح القدس، نقبل المسيح أن يسكن في إنساننا الداخلي وأيضاً مع المسيح الآب. هذه العلاقة القوية والمتبادلة بين الأقانيم الثلاثة تظهر من خلال تقليد المعمودية والاعتراف بالإيمان (أي قانون الإيمان المسيحي). وجاء في قانون إيمان المسيح الذي يتلوه المؤمنون في القداس الإلهي قبل المناولة والذي يتلوه المعمد: “أؤمن بإله واحد، الآب ضابط الكل، وبالروح القدس، الرب المحيي”. الذي من عند الآب الذي هو مع الآب والابن.”

طروبارية العنصرة:
“مبارك أنت أيها المسيح إلهنا الذي أظهرت للصيادين حكمة كثيرة، إذ سكبت عليهم الروح القدس، وبهم أخذت المسكونة، يا محب البشر وحدك.”
(تروباريا: τροπαριου: وتعني مديحًا مختصرًا. وهي تستخدم للإشارة إلى أي ترنيمة مختصرة.)

ملحوظة: لا يوجد صيام خلال الأسبوع الذي يلي عيد العنصرة