صورة من الفضاء لأرض الإرهاب.. أكثر المناطق رعبا على وجه الأرض

حوض تنزيروفت هو مساحة كبيرة من الصحراء الكبرى تقع بشكل رئيسي في جنوب الجزائر وشمال مالي. تتلقى المنطقة أقل من 5 ملم من الأمطار سنويًا في المتوسط، مما يجعلها جافة للغاية. ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، وفقا لمرصد الأرض التابع لناسا.

ويكاد يكون الحوض خاليًا تمامًا من الحياة باستثناء بعض البدو الطوارق الذين يقومون أحيانًا بالرحلة الصعبة عبر المنطقة على طريق القوافل الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1500 عام. ولكن يمكن أن تكون هذه رحلة مميتة بسبب افتقار المنطقة إلى المعالم البصرية، مما قد يتسبب في ضياع حتى المسافرين الأكثر خبرة. ونتيجة لذلك، يُعرف الحوض محلياً باسم “أرض الإرهاب”.

أدت آلاف السنين من العواصف الرملية إلى تآكل أجزاء من الحوض، وكشفت عن طيات متحدة المركز القديمة في الصخور الرملية المتموجة بالمنطقة والتي يعود تاريخها إلى عصر حقب الحياة القديمة (قبل 541 مليون إلى 252 مليون سنة). تظهر ومضات من اللون الأخضر حول هذه الصخور المطوية، وهي عبارة عن مسطحات ملحية تقع غالبًا في الأخاديد شديدة الانحدار.

وكتب ممثلو ناسا أنه عند النظر إليها من الفضاء، فإن “السمات الجيولوجية المكشوفة تخلق عملا فنيا مجردا مذهلا”.

ويكشف المشهد الدرامي أيضًا أن حوض تانسكروفت لم يكن دائمًا معاديًا للحياة، وفقًا لموقع لايف ساينس.

وتقع بعض المسطحات الملحية في هذه الصورة ذات الألوان الحقيقية في أودية يصل عمقها إلى (490 مترًا). وقال بي كايل هاوس، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لمرصد الأرض التابع لوكالة ناسا، إن حجم هذه الأخاديد شديدة الانحدار وشكل جوانبها الناعمة هي علامات على أنها تم نحتها بواسطة المياه المتدفقة، وربما بسبب الفيضانات المتقطعة على مدى ملايين السنين.

يشير هذا إلى أن المنطقة كان من الممكن أن تكون ذات يوم بيئة أكثر روعة، قادرة على دعم نظام بيئي متنوع.

اليوم، تقع المسطحات الملحية وأوديةها داخل أو تتقاطع مع طيات الحجر الرملي المكشوفة، مما يخلق الأشكال التي تظهر في هذه الصورة. وقال هاوس: “هذه الأنماط ملفتة للنظر وتذكرنا بالمناظر الطبيعية التي تشكلت على طبقات مطوية، على سبيل المثال، في الصحراء الحمراء في جنوب وايومنغ وحتى أجزاء من جبال الآبالاش ذات الغابات الكثيفة في شرق الولايات المتحدة”.