30 يونيو| عريس الجنة النقيب إسلام مشهور.. “بطل يحب الخير”

بعد أيام قليلة سنحتفل بالذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وسيتوقف المؤرخون طويلا لأنها تعتبر نقطة تحول في إنقاذ مصر من الغرق في بحار الغرق. الفوضى وزرع الفتنة، بعد محاولة جماعة الإخوان الإرهابية فرض سيطرتها على البلاد. فاستعراض القوة ونشر الفوضى وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض على القتل والدعوات التخريبية لتدمير مؤسسات الدولة، وقفت هذه الثورة في مواجهة أطماع الجماعة الإرهابية وداعميها.

ومن أجل عبور هذه الفترة الفاصلة من حياة تاريخ الدولة المصرية الحديث، دفع رجالها الشرفاء كل ما هو عزيز وغالي فداءً للوطن وسلامة شعبه وأرضه. هناك أبطال من قواتنا المسلحة والشرطة ضحوا بأرواحهم لتحيا مصر، لتحقق البطولة الخالدة المحفورة في قلب كل مصري.

وتزامنا مع تلك الذكرى، ترصد “البوابة نيوز” تقريرا عن أحد شهدائنا الأبطال من الشرطة المصرية، الشهيد البطل النقيب إسلام مشهور.

من هو الشهيد النقيب إسلام مشهور؟

تخرج النقيب إسلام مشهور من كلية الشرطة عام 2012، وعمل في القوات الخاصة بقطاع الأمن المركزي ومعسكر سلامة عبد الرؤوف. وكان يلقب بـ “الخريج المدرع”.

تربيته
نشأ الشهيد مع والده الذي يعمل في القوات المسلحة، حيث قرر الالتحاق بكلية الشرطة والتحق بقطاع الأمن العام. تم انتدابه إلى قسم شرطة الزاوية الحمراء التابع لمديرية أمن القاهرة، ومن ثم تم تحويله إلى قسم العمليات الخاصة.

انتقل الشهيد للعمل بالأمن المركزي، والتحق بقطاع الشهيد سلامة عبد الرؤوف بالقاهرة، وشارك في عدد من المهام والمداهمات، وكان أداؤه فيها جيدًا مع زملائه.

حادث الواحة

الشهيد البطل النقيب “مشهور” كان من أبطال معركة الواحة، وصعدت روحه إلى ربه شهيداً بطلاً وسط أرض المعركة، في الحادثة التي راح ضحيتها 16 ضابطاً ومجنداً من الوزارة ولقي عناصر من الداخلية مصرعهم خلال مداهمتهم لأحد المواقع الإرهابية التي كانت تتمركز بالصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد أفراد الشرطة والجيش.

لحظة استشهاده

وتوجهت البعثة يوم الحادثة نحو منطقة الواحات البحرية بالجيزة، وعند اقترابها من مكان اختباء المجموعة الإرهابية، فتحت النار على البعثة بأكملها، وتم تبادل إطلاق النار مع العناصر التكفيرية. إلا أنه ونظراً لوعورة المنطقة الجبلية التي تمركزت بها المجموعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطاً ومجنداً من وزارة الداخلية بعد أن أدوا أداءً جيداً حتى لفظوا أنفاسهم المقدسة دون أن يلتفتوا أو يتراجعوا أمام هذا الإرهابي. المجموعة التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار مصر.

نطق الشهادة

روت السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور، مشاهد استشهاد نجلها في عملية الواحة، وقالت إن ابنها هو أول شهيد في عملية الواحة، بعد أن تلقى رصاصة آر بي جي من العدو الخسيس، وهو داخل المدرعة، وبعد تلقيه الرصاصة نظر، وذهب إلى قائده وقال له: «يا باشا، لقد أصبت». فقال القائد: يا إسلام، انطق الشهادة، وقل الشهادة بالفعل، لعلك تلقى رباً كريماً.

وكان يتمنى الاستشهاد

وذكرت السيدة سوزان عبد المجيد أن نجلها البطل إسلام مشهور تمنى الشهادة. وكان يعلق دائمًا بأنه يتمنى أن يكون شهيدًا، ويكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا: “الشهادة ليست لأحد”، وكان يخدم وطنه بإخلاص.

دور الأيتام

كان الشهيد يحب فعل الخير وكان يجرأ على ذلك، حيث شهد له أصدقاؤه أنه كان يخصص جزءا من راتبه مع زملائه في قطاع سلامة عبد الرؤوف لكفالة الأيتام والتصدق بعد كل ناجح. عملية أو مهمة لهم.

مدرسة تحمل اسم الشهيد بالقاهرة

أطلقت محافظة القاهرة على مدرسة زهرة المدائن التجريبية للغات التابعة لإدارة النزهة التعليمية اسم الشهيد إسلام مشهور. حضر الفعاليات أسرة الشهيد وعدد من زملائه بقطاع الأمن المركزي.