أسانسير الزمن الجميل وانقطاع الكهرباء.. عندما يبدع الأجداد في الصناعة بدلا من الموت اختناقا داخل صندوق مظلم

أصبح ركوب المصعد مغامرة محفوفة بالمخاطر، تبدأ وتنتهي بنطق الشهادة والخروج منه قبل انقطاع الكهرباء حسب خطة تخفيف الأحمال، خاصة في ظل عدم الالتزام بالساعة المحددة لقطع الكهرباء في بعض المناطق.

وتزايدت حالة الرعب من ركوب المصعد، مع تداول أنباء عن وفيات نتيجة الاختناق أو السقوط في بئر المصعد أثناء محاولتهم الخروج من هذه الصناديق المعدنية المغلقة، ومحاولة استنشاق الهواء.

أثناء مشاهدتي لفيلم “الباب المفتوح” لاحظت تصميم المصعد في الزمن الجميل، كان مصنوعاً من الخشب ومفتوحاً في كل الاتجاهات، في حالة انقطاع الكهرباء أو الغارات الجوية مثلاً في ذلك الوقت، حتى يتمكن من بداخل المصعد من التنفس بسهولة أو القفز منه.

لا يزال هذا المصعد البسيط قائما في بعض العمارات القديمة الفخمة في وسط البلد والزمالك ومصر الجديدة وجاردن سيتي وبورسعيد والإسكندرية، ورغم الخوف من ركوبه أحيانا إلا أنه من الواضح أن أجدادنا صنعوا كل شيء بالطريقة الصحيحة وأخذوا كل الاحتمالات في الاعتبار، خاصة وأن المصعد أو المصعد يعود تاريخيا إلى الحضارة الفرعونية القديمة حيث تم تصميم وسائل لنقل الأحجار إلى قمم الأهرامات.

هل من الممكن طرح فكرة إعادة تصميم المصعد في ظل أزمة انقطاع الأحمال والكهرباء، لتجنب خسارة المزيد من الأرواح داخل هذا الصندوق المعدني الخانق؟

وقال بعض السكان من الزمن الجميل: «كابينة المصعد معدنية قديمة من الستينيات، ولأن المبنى يتكون من 12 طابقاً فهي مقفلة، لكن بها فتحتان شبكيتان للتهوية، والباب الخارجي حديد وله شراع بطول الباب زجاجي سهل الكسر، كما أن الباب الداخلي به درفتان نصفهما زجاج، لذلك عند قطع الكهرباء يمكن فتح الباب الداخلي لزيادة التهوية».

وأضافوا: “في الماضي كانت هناك مساحة في الدرج، لكن الآن المباني تستغل أي مساحة، والمصعد مثل علبة السردين، يتكدس الناس فيه”.

ويمكن تنفيذ هذه الفكرة حالياً من خلال ما يسمى بـ«بانوراما» مثل الموجودة في المولات الكبرى، في حين يقول أحد المتخصصين إنها باهظة الثمن، كما أن الكود المصري للمصاعد وهو الكود «الأوروبي» يعتبرها غير آمنة، لأن المصعد يكون في بيت السلم.

معلم كفر الشيخ وعازف الساكسفون وأزمة انقطاع الكهرباء

لقيت معلمة بمحافظة كفر الشيخ، تدعى همت مصطفى، مصرعها قبل ساعات، أثناء محاولتها إخراجها من المصعد المعطل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، حيث سقطت من الطابق الثاني والثالث، وأصيبت بإصابات أودت بحياتها.

ومن الحوادث الشهيرة الأخرى نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وفاة عازف الساكسفون السكندري محمد علي نصر، بعد سقوطه في عمود المصعد، بعد عمل بطولي في إنقاذ أم وطفليها.

الحكومة تتعهد بإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي بنهاية 2024

والثلاثاء الماضي، قدم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اعتذار الحكومة للشعب المصري عن انقطاع التيار الكهربائي، وأكد أن الأزمة الحالية ليست في توليد أو نقل الطاقة، بل في شراء الوقود، ووعد بحل أزمة الكهرباء. حلها بالكامل بحلول نهاية هذا العام.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن خطة الحكومة لتخفيف أزمة انقطاع الكهرباء تتضمن إنفاق مليار دولار على تحسين شبكات الكهرباء، بالإضافة إلى التعاقد على شحنات من السولار تبلغ 300 ألف طن بتكلفة 180 مليون دولار، ستصل خلال الأسبوع الجاري.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن شهر يونيو شهد 3 موجات حارة غير مسبوقة، ما أدى إلى زيادة استهلاك الكهرباء لنحو 36 جيجاوات يوميا، كما أوضح أن مصر توقفت عن تصدير الكهرباء منذ 3 سنوات بسبب زيادة حجم الاستهلاك المحلي.