توفر العملة الصعب.. و«تحسين القطاع الزراعي» كلمة السر

في ظل الجهود المستمرة لتعزيز الاقتصاد المصري وتنويع مصادر الدخل، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن قفزة نوعية في حجم الصادرات المصرية من السلع الزراعية خلال الربع الأول من العام الجاري 2024. ووفقاً للبيانات الرسمية، بلغ إجمالي قيمة الصادرات 1.43 مليار دولار، مقابل 1.24 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2023، بزيادة قدرها 190 مليون دولار.

وتصدرت صادرات الخضراوات الطازجة قائمة السلع الزراعية الأكثر تصديراً، بقيمة بلغت نحو 58 مليوناً و473 ألف دولار، بزيادة قدرها 30 مليوناً و548 ألف دولار عن نفس الفترة من العام الماضي، كما سجلت صادرات الفاصوليا العادية نمواً ملحوظاً، بقيمة بلغت نحو 58 مليوناً و946 ألف دولار، مقابل 28 مليوناً و557 ألف دولار في الربع الأول من 2023، بزيادة قدرها 30 مليوناً و389 ألف دولار.

وتعكس هذه الأرقام الإيجابية تطورات القطاع الزراعي المصري وقدرته على تلبية احتياجات الأسواق العالمية، مما يساهم في تعزيز مكانة مصر كأحد أبرز الدول المصدرة للسلع الزراعية. كما أنها تعكس الجهود المبذولة لتحسين جودة المنتجات الزراعية وزيادة الإنتاجية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز فرص النمو المستدام.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، إن الصادرات المصرية من السلع الزراعية زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس التحسن المستمر في القطاع الزراعي وقدرته على المنافسة في الأسواق العالمية. ويوضح أن هناك عدة عوامل تساهم في هذا النمو، مثل تحسين جودة المنتجات الزراعية وتطبيق المعايير الدولية، مما أدى إلى زيادة قبولها في الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة، مما ساعد على زيادة الإنتاجية.

وأضاف صيام أن التنويع في أنواع المحاصيل الزراعية المصدرة مثل الفواكه والخضروات والقطن، والذي يتيح الوصول إلى أسواق متعددة، بالإضافة إلى وجود استراتيجية جديدة وتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة مع دول متعددة، ساهم في تسهيل الوصول. من المنتجات المصرية إلى هذه الأسواق، بالإضافة إلى السياسات الحكومية الداعمة للقطاع. الزراعية والمصدرين من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات المالية، موضحة أن هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في زيادة الصادرات من المنتجات الزراعية.

وفي ذات السياق يقول الدكتور سيد خليفة رئيس نقابة الزراعيين إن هناك العديد من التحديات التي تواجه الصادرات الزراعية ولابد من معالجتها مستقبلا مثل التغيرات المناخية التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل وجودتها، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من الدول الأخرى التي تصدر نفس السلع.

وأضاف خليفة أنه مع استمرار تحسن القطاع الزراعي والتوسع في الأسواق الخارجية، فمن المتوقع أن يستمر نمو الصادرات الزراعية المصرية، وهو ما يساهم في تقوية الاقتصاد المصري وزيادة الدخل القومي، وهو ما يوفر العملة الصعبة في ظل ارتفاع سعر الدولار وكسر حاجز الخمسين جنيها، بالإضافة إلى توفير فرص العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة.