وسائل الاعلام

سيرة طيبة محفوفة بحُسن الختام.. “الحاجة نوال العوضي” دعت بالموت على عرفات فاستجاب الله لها في الحال

القاهرة: رأي الأمة

تداولت وسائل الاعلام اليوم خبر بعنوان: سيرة طيبة محفوفة بحُسن الختام.. “الحاجة نوال العوضي” دعت بالموت على عرفات فاستجاب الله لها في الحال، وتستعرض رأي الأمة مع حضراتكم محتوي الخبر.

مشهد يخالف التوقعات ولا نراه كثيرا، كان حفل وداع مليئا بابتسامات الرضا والصبر ومواقف حسن السيرة، لم يكن تجمعا للبكاء والعويل وعبارات الوداع وعبارات الفقد، بل كان تجمعا عطرا يروي قصة حياة امرأة عاشت بصبر وإيمان وقناعة، امتلأت حياتها بالنجاحات الشخصية والمهنية، وتركت خلفها أبناء، ورثوا منها الإرادة والقوة والنجاح، ونالت حب واحترام الجميع.

في أحداث تجسد روح الإيمان والتفاني وختام الرحلة العطرة، تركت الحاجة نوال عبد الشافي العوضي، 84 عامًا، بصمة لا تنسى في موسم الحج هذا العام، حيث دفنت في أرض الحجاز وفقًا لوصيتها بعد صعود الروح الأمينة إلى خالقها على جبل عرفات، متلوة آخر دعاءها ووداعًا لنفسها، لتتوجه إلى الله وتدعو له أن يتقبل روحها في هذه البقعة الطاهرة، وبعد أن أرسلت دعوات للجميع من مدينة مكة المكرمة إلى موطنها الأصلي بقرية طحانوب بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بدأت تدعو الله لنفسها أن يتقبل روحها هناك، وكان ابنها الدكتور أحمد العوضي بجانبها، وخاطبها: لماذا؟ لن نعود معًا، فالحياة لا تطيب إلا بك ومعك، فردت: “أنهيت رحلتي في الحياة بحمد الله على أكمل وجه”. لقد طلبت من الله تلك النهاية كثيرًا، ولعله يستجيب، فاستجاب الله لها على الفور.
وتقول ابنتها السيدة إيناس مصطفى إن حياة والدتها لم تخلو من التحديات. فقدت زوجها مبكراً وتركت لها أربعة أطفال، لديهم أب وأم، لكنها كانت دائماً تسعى وتجتهد وتعطي. تمكنت من تحقيق التوازن بين عملها وتطورها الوظيفي حتى أصبحت مديرة المدرسة. وعمرها لا يتجاوز 35 عاما، وبين رعايتها لأبنائها وأحفادها الذين يتم ترقيتهم إلى وظائف مرموقة، مصحوبة بأيدٍ نظيفة، وحسن سلوك، ومعاملة حسنة، وتواضع بين الجميع، كانت تصلي في المسجد وتصلي في المسجد. وداوم على أذكار الصباح والمساء، وكان لها أدعية يومية لا تنقطع بعد صلاة الفجر، وكانت صالحة. وما ينقطع عنها أبدًا هو “الإصلاح بين الناس”. وكانت تسعى دائمًا إلى تقريب المسافات والحفاظ على الصداقة وتسوية كافة الخلافات بين المتنازعين.
وأوضحت زوجة نجلها الدكتور أمجد أن الحاجة نوال كانت أماً للجميع ولم تفرق في العلاج يوماً ما. ختمت القرآن الكريم ثلاث مرات في موسم الحج، وكانت تكتب ذلك على ورقة لا تزال داخل مصحفها. وتوقفت عند سورة التوبة في الختمة الرابعة مما يدل على أن هذه النفس طيبة ومقبولة عند الله. وأشارت ابنتها الكبرى السيدة أمل مصطفى، إلى أن والدتها كانت تتمنى منذ عقود أن تقبض روحها وتدفن في أقدس مكان على وجه الأرض. وكانت تجتهد منذ سنوات في أداء فريضة الحج بالقرعة حتى كتب الله لها أخيرا. وفيما يتعلق باللحظات الأخيرة من حياتها طلبت من ابنها أن يرتاح قليلا عطفا عليه، لأنها كانت تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك معظم الوقت وهي تكافح مع نفسها وتحاول جاهدة أن تجتهد وتشعر حقا مشقة الرحلة التي كانت تتمنى طوال حياتها. جلست بين يدي الله تدعو للجميع بأفضل الدعاء، وختمت نفسها قائلة: “اللهم على بركة نبيك المختار اجعل آخر أيامي في جبل عرفات”.
وأضافت زوجة نجلها المهندس “أحمد”، أنها حرمت من والدتها في سن صغيرة، وشاء القدر أن يعاني ابنها أحمد من اليتم في سن العاشرة. وجمعها القدر لاحقاً بالمهندس “أحمد” ابن الحاجة نوال الذي رحب بها ضمن عائلتها الكريمة، ومعها ابنها أحمد الذي نشأ داخل أسوار هذا المنزل “خفيف الريح” والسمعة الطيبة. قائلة: “إنه طفل يتيم ويجب أن يعيش مع أمه، ولا نترك اليتيم”، وأنها طلبت من زوجة ابنها أن تناديها بـ “أم”، قائلة: “أعرف ما هو اليتم والأم” إلى كل من ليس له أم”، وأشارت إلى أن ابنها دخل هذا المنزل وهو في العاشرة من عمره حتى تخرج من الكلية الجامعية في أسرة تمنح الحب والعطاء للجميع، موضحة أنه بعد وفاة ماما نوال شعرت باليتم الحقيقي وسط الحزن والألم الذي لا يمكن وصفه بآلاف القصص والكلمات.

وعن العلاقة بين “الحاجة نوال” وأحفادها، قالت “ملاك العوضي” إن جدتها كانت أماً حنونة تستمع للجميع وتعطي آراء متوازنة محاطة بالدعوات الصادقة، وكانت تسعى دائماً للم شمل أفراد الأسرة والترحيب بهم. وتتحمل مع نفسها وتفعل لهم ما تشتهي نفوسهم، مؤكدة أنها في آخر أيامها كانت تحكي الكثير من القصص عن زوجها الراحل ومواقف من حياته الطيبة، وكانت تتمنى أن تنضم إليه مع الصالحين بعد أن أدت رسالتها في الحياة على النحو الذي يرضاه أبناؤها وأحباؤها، وأظهر الله رضاه عنه بعد أن أكرمها بحسن الخاتمة.
وفي الختام تظل قصة الحاج نوال عبد الشافي العوضي مصدر إلهام للكثيرين. لم تكن مجرد امرأة عادية، بل كانت قدوة في الإيمان والتفاني. عاشت حياتها ودُفنت بنفس القوة والأمل وحب الخير، وتركت وراءها ذكرى تعيش أطول من العمر وتكون مثالاً يحتذى به في السعي الدائم. بخطوات ثابتة نحو الخير والنجاح في الدنيا والآخرة.

مصدر المعلومات والصور: البوابة https://www.albawabhnews.com/5028709

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading