أخبار عالمية

الانتخابات التشريعية الفرنسية: إقبال كبير من الناخبين وسط مخاوف فوز اليمين المتطرف

الانتخابات التشريعية الفرنسية: إقبال كبير من الناخبين وسط مخاوف فوز اليمين المتطرف

يواصل الفرنسيون التصويت والإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي وُصفت بالتاريخية، حيث يظل اليمين المتطرف هو الأكثر احتمالا للفوز، مما يزيد من قلق الناخبين.

وبدأ قلق الناخبين مع استمرار صعود اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي قبل التصويت، لكن مخاوفهم واهتمامهم العميق بمستقبل البلاد والاتجاهات السياسية التي قد تؤثر على حقوقهم وحرياتهم زادت مع احتمال فوز اليمين المتطرف.

أمام أحد مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد، "جينيفر" أعربت عن قلقها بشأن "كل ما يحدث في البلاد"وقالت في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس: "يجب على الجميع أن يتحدثوا ويعبروا عن رأيهم فيما يحدث، ويجب الاستماع إلينا وإلى مخاوفنا."، مثل "جينيفر" وقالت مارتين التي حضرت الانتخابات إن احتمال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة يقلقها. وقالت: “لا أريد أن يصل اليمين المتطرف إلى السلطة. ولهذا السبب أتيت للتصويت. أنا مواطنة فرنسية ومن المهم جدًا أن أصوت لأنه إذا فاز اليمين المتطرف، لا أعرف ماذا سيحدث في فرنسا”. وأضافت: “أجد ما يحدث في بلدنا مقلقًا للغاية”. وقد تسبب خطاب الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهض للهجرة في إثارة قلق عميق بين بعض المواطنين، مثل ليا. وقالت من أصل كونغولي لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس: “من المستحيل أن يصل حزب التجمع الوطني إلى السلطة. أنا قلقة بشأن قضية الهجرة. هناك من لا يحب المهاجرين، لكن اليوم في فرنسا هؤلاء المهاجرون هم الذين يعملون”. وأعربت عن حزنها على حال الأمور في البلاد قائلة: “لقد ولدت هنا وعشت هنا وأعيش بشكل قانوني، لكنني قلقة بشأن بقية المهاجرين”. ومع استمرار التصويت حتى الساعة السادسة مساء (بتوقيت باريس) في أغلب البلديات، وحتى الثامنة مساء في المدن الكبرى، تشهد مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا من قبل الناخبين. وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الانتخابات حتى ظهر اليوم بلغت 25.90%، مسجلة ارتفاعا كبيرا مقارنة بالجولة الأولى من انتخابات 2022، حين بلغت 18.43%. وحرص العديد من الناخبين على الحضور والتصويت فقط لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتصدر المشهد السياسي بقوة. ومن بين هؤلاء الناخبين “موريس” الذي دافع عن حقه في التصويت والتعبير عن آرائه، قائلا “بالنسبة لي، من المهم هذه المرة ألا أدع حزب التجمع الوطني يصل إلى السلطة. أنا خائف على مستقبل طفلي ومستقبل البلاد. أشعر بهذا الخوف على المستويين السياسي والاقتصادي وعلى المستوى الأوروبي، وفيما يتعلق بعدة قضايا، أهمها الهجرة، ولهذا السبب فإن التصويت اليوم مهم للغاية”. “جون” شارك برأيه وأكد على أهمية التصويت هذه المرة لقطع الطريق على التجمع الوطني وخشية انتشار الخطاب العنصري، حيث حرص العديد من المواطنين على التوجه للتصويت، الشباب وكبار السن وذوي الإعاقة.. لكن كان هناك إقبال كبير من المواطنات الفرنسيات، "نيكول" وأكدت حقها في التصويت كامرأة تمارس حقها الدستوري الذي طالما ناضلت من أجله، قائلة "هذا حقنا كمواطنين وأنا أصوت منذ فترة طويلة ونظراً للظروف الحالية فإن هذه المرة مهمة جداً خاصة ليس فقط فيما يتعلق بما يحدث في بلدنا بل أيضاً فيما يتعلق بما يحدث حولنا والذي قد يؤثر علينا" وضربت ما يحدث في أوكرانيا كمثال.

ودعي نحو 49 مليون ناخب فرنسي للتصويت لانتخاب 577 عضوا في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) في الانتخابات التي ستجرى جولتها الثانية في 7 يوليو المقبل، والتي وُصفت بالتاريخية، حيث يتقدم اليمين المتطرف بفارق كبير. من المعسكر الرئاسي.

ويتنافس في هذه الانتخابات 4 آلاف مرشح من عدة أحزاب وتحالفات سياسية، تقودها ثلاث كتل سياسية هي: حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحليفه إيريك سيوتي رئيس حزب الجمهوريين اليميني المحافظ، وتحالف الجبهة الشعبية الجديدة من الأحزاب اليسارية (فرنسا الأبية، والحزب الاشتراكي، والحزب الأخضر، والحزب الشيوعي)، والتحالف الرئاسي الذي يضم أحزاب النهضة وآفاق والحركة الديمقراطية “المودم”.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب أن النتائج صدرت يوم الجمعة الماضي، بفوز اليمين المتطرف بنسبة 36.5% من نوايا التصويت، فيما فاز ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم أحزابا يسارية بنسبة 29% من نوايا التصويت، متقدما على معسكر ماكرون الذي فاز بنسبة تتراوح بين 20.5% و21% من نوايا التصويت. لذا، وسط حالة من الخوف والقلق الشديد، يواصل الناخبون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، وفي نهاية المطاف، من المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات إقبالا كبيرا، وهو ما قد يحدث فارقا كبيرا يغير المشهد السياسي في فرنسا، حيث يتركز رهانها الأكبر على ما إذا كانت ستنتج، لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، جمعية وطنية يهيمن عليها اليمين المتطرف.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading