هكذا غيرت ثورة 30 يونيو ملامح الحياة فى قرى بني سويف

تعتبر ثورة 30 يونيو نقطة انطلاق قوية نحو الاستقرار والتنمية، وذلك لما شهدته البلاد من إنجازات ومشروعات عملاقة شملت كافة القطاعات الخدمية والتنموية، وأحدثت نقلة نوعية في كافة المجالات، وكان لمحافظة بني سويف النصيب الأكبر من المشروعات القومية التي أحدثت طفرة غير مسبوقة وساهمت في دفع عجلة التنمية بالمحافظة، وعلى رأس هذه المشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي رسمت البسمة على وجوه المواطنين العاديين في 66 قرية بمركزي ناصر وبابا ببني سويف، بعد نجاحها في تغيير ملامح الحياة في تلك القرى من مركز الفقر إلى قمة المجد، من خلال تنفيذ مشروعات خدمية، نجحت في تقديم خدمات لائقة للمواطنين في مختلف القطاعات.

من جانبه أوضح الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف أن مبادرة حياة كريمة تضمنت تنفيذ 1616 مشروعاً بمركزي ناصر وبابا بتكلفة تجاوزت 12 مليار جنيه.

وأشار المحافظ إلى أن المشروعات تشمل خدمات الصرف الصحي ويجرى تنفيذها في 53 قرية وتوابعها بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، بحيث يتم خدمة قرى مركزي ببا وناصر بنسبة 100%، خاصة وأن 13 قرية فقط تخدمها الصرف الصحي، ووصلت أعمال التنفيذ في مجمعات الخدمات بالقرى إلى أكثر من 50%، والتي تضم العديد من الخدمات المختلفة بطريقة حديثة ومؤتمتة داخل المبنى (مركز تكنولوجيا لخدمة المواطنين، مكتب بريد، وحدة تضامن اجتماعي، مكتب تموين، شهر عقاري) بهدف توفير الوقت والجهد على المواطنين المستفيدين من المجمعات، بالإضافة إلى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والطرق والنقل والاتصالات وغيرها.

ومن المشروعات التي شهدتها المحافظة أيضًا محور عدلي منصور وهو أكبر محور تنموي وخدمي بالمحافظة. تم تنفيذه بتكلفة مليار و150 ألف جنيه، ليحقق طفرة تنموية، حيث يبلغ طوله 5 كيلومترات، وعرضه 40 مترًا، وطرقه السطحية بطول 3600 متر، ويتكون من 3 قطاعات: القطاع الأول بطول 1.24 كيلومتر وعرض 30.8 مترًا، ويتضمن إنشاء جسر فوق النيل بطول 440 مترًا. القطاع الثاني: ويشمل الأعمال الصناعية كالطرق والجسور والأنفاق. القطاع الثالث بطول 1.16 كيلومتر وعرض 30.8 مترًا، ويتضمن كوبري على طريق الفيوم بطول 450 مترًا، وجسر آخر على الطريق الزراعي بطول 420 مترًا، متضمنًا 3 حارات مرورية في كل اتجاه، بمتوسط ​​سرعة تصميمية 80 كيلومترًا في الساعة، لربط طريق الكريمات الصحراوي الشرقي والزراعي مع طريق القاهرة أسوان الزراعي وطريق بني سويف الفيوم غربًا، مما يقلل الكثافة المرورية على الكوبري. بني سويف الحالية وتسهيل مرور الشاحنات بين ضفتي النيل.

وفي مجال الاستثمار أصبحت مناطق بني سويف الصناعية تنافس أكبر المناطق الاستثمارية في العالم وتتفوق عليها في جذب المستثمرين والشركات العالمية، حيث تضم المحافظة 8 مناطق صناعية، اثنتان منها تابعتان لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وهما منطقة الصناعات الخفيفة، ومنطقة الصناعات المتوسطة، و6 مناطق تابعة للمحافظة، وهي بياض العرب الصناعية وكوم أبو راضي، ومنطقة للصناعات الخفيفة، وأخرى للصناعات المتوسطة، و4 مناطق للصناعات الثقيلة. وتضم هذه المناطق أكثر من 720 مشروعاً، 60% منها مصانع إنتاجية، على رأسها شركة سامسونج العالمية، ومصنع أنجل بيست الصيني الذي تجاوزت استثماراته 340 مليون دولار، ويعد أكبر مصنع في أفريقيا والشرق الأوسط بطاقة إنتاجية تصل إلى 60 ألف طن، ونسبة مكون محلي تتجاوز 90%، ومصنع العرب الذي تتجاوز استثماراته 3 مليارات جنيه ليوفر نحو 15 ألف فرصة عمل، بالإضافة إلى مصنع حديد مصر، ومصنع الأسمنت والرخام الوطني، فضلاً عن أن المنطقتين التابعتين لهيئة مدينة بني سويف الجديدة تحتويان على أكثر من 120 مصنعاً إنتاجياً و46 ورشة مصنعية تحت الإنشاء.

كما شهدت المحافظة من ضمن إنجازات ثورة يونيو إنشاء الجامعة الخاصة والتي أحدثت نقلة نوعية في التعليم الجامعي من خلال تقديم برامج دراسية جديدة ومبتكرة وغير تقليدية تواكب سوق العمل المعاصر.
ويقول الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة، إنه سيتم إنشاء الجامعة الأهلية على مساحة 42 فدانًا، بتكلفة 2 مليار و800 مليون جنيه، ضمن مجمع 330 فدانًا بشرق النيل. وتشمل القطاع الطبي، والعلوم الإنسانية، والعلوم التطبيقية، والقطاعات العلمية، ويوجد برامج مهنية بينية في أكثر من تخصص لتلبية سوق العمل المتميز. محلياً وإقليمياً وعالمياً، مشيداً بالدعم والاهتمام الرئاسي الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يجسد رؤية الدولة وإيمانها بأهمية التعليم بالطرق الحديثة والمتطورة ودوره المهم في النهوض بالمجتمعات والاستعداد لمواجهة التحديات.
وأوضح أن المرحلة الأولى من الجامعة تضم 13 مبنى تشمل كليات: الطب البشري، والعلاج الطبيعي، والهندسة، والتكنولوجيا المتقدمة، والعلوم الإدارية الرقمية، واللغات والعلوم الإنسانية، وكلية الإعلام الرقمي وفنون الاتصال، وكلية تنمية الثروة الحيوانية وتصنيع الأغذية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز بحثية متقدمة ومراكز خدمية ومناطق ترفيهية وإدارية وسكنية لأعضاء هيئة التدريس والطلبة، وفق تصميم موحد مرن ومناسب لجميع التخصصات والأغراض العلمية.
وأشار إلى أن هناك برامج جديدة ستضاف للدراسة في الجامعة الأهلية خلال السنوات المقبلة، منها علوم المواد والنانوتكنولوجيا، وجيولوجيا البترول والتعدين، والكيمياء الحيوية، وعلوم وهندسة البصريات، والكيمياء التطبيقية، والصحافة الرقمية والتلفزيونية، والإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وبرنامج المحاسبة باللغة الإنجليزية، والمحاسبة الدولية والمالية، وريادة الأعمال وإدارة المشاريع، وتصميم وفنون الوسائط الرقمية، والسياسة والاقتصاد، والتنمية المستدامة والسكان، وعلم النفس التطبيقي، والمساحة والخرائط ونظم المعلومات، وبرنامج اللغة العربية وتقنيات الحاسب الآلي، وبرامج اللغة والأدب من الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والروسية، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو التنمية الشاملة والمستدامة في كافة القطاعات.