«الهجرة النبوية المشرَّفة».. موضوع خطبة الجمعة 5 يوليو 2024

موضوع خطبة الجمعة.. حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة 5 يوليو 2024 هـ بعنوان: “الهجرة النبوية الشريفة.. وحديث القرآن الكريم عن المهاجرين والأنصار”.

ويتزامن موضوع خطبة الجمعة مع احتفال المسلمين بالعام الهجري الجديد، إذ سيكون غرة شهر محرم وغرة العام الهجري 1446 يوم السبت 6 يوليو 2024م، إذا ثبتت رؤية الهلال.

موضوع خطبة الجمعة

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ}[in Islam]”من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهم الأحداث في الإسلام، حيث كانت بداية مرحلة تأسيس وبناء الدولة في المدينة المنورة، وكانت نقطة تحول مهمة في تاريخ الإسلام، فلما اشتد الأذى على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُذن لهم بالهجرة إلى المدينة، حتى أُذن لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك في المدينة المنورة قامت الدولة.

لقد تضمنت الهجرة دروساً كثيرة، من أهمها: اليسر بعد العسر، والفرج بعد العسر، وحسن التوكل على الله تعالى مع اتخاذ التدابير اللازمة. وقد اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم أقصى التدابير في هذه الرحلة المباركة، ومنها: اختيار الوقت المناسب للهجرة، وسلوك الطرق غير المألوفة للوصول إلى المدينة المنورة، والاستعانة بالحكماء والمهرة لمساعدته في طريق الهجرة.

وقد صاحب رحلته المباركة التأييد الإلهي في كل خطواتها ومراحلها، حيث غطى الله تعالى أعين المشركين الذين كانوا يتربصون به، فألقى على أبصارهم حجاباً، كما قال تعالى: (فَغَشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)، وحين وصل المشركون إلى باب غار ثور، قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أَفْكَرُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي اثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثَهُمَا!! يَا أَبَا بَكْرٍ لا تَحْزَنُ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وحين تعثر فرس سراقة بن مالك وغنم أم معبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي اثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثَهُمَا)[النور: 11].