وسائل الاعلام

البسايسة.. حكاية أول قرية في مصر تكتفي ذاتيًا من الطاقة (صور)

القاهرة: رأي الأمة

تداولت وسائل الاعلام اليوم خبر بعنوان: البسايسة.. حكاية أول قرية في مصر تكتفي ذاتيًا من الطاقة (صور)، وتستعرض رأي الأمة مع حضراتكم محتوي الخبر.

في عام 1973، اعتلى الدكتور صلاح عرفة، أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية، منبر المسجد في قرية البسايسة بمحافظة الشرقية، القرية التي ولد فيها وقضى سنوات عمره الأولى متنقلاً بين بيوتها وحقولها، ليكشف عن رغبته في إقامة مشروع تنموي داخل القرية كنوع من العطاء.

وناقش عرفة مع أهالي القرية سبل التنمية والاستفادة من الطبيعة بكافة السبل، وكانت أول مشكلة في البسايسة هي توفير الكهرباء، ففكروا في إنشاء أول وحدة توليد طاقة شمسية، لتصبح أول قرية تعتمد على الطاقة الشمسية في حياتها وتكتفي ذاتيا من الطاقة.

ولإقناع الأهالي بإقامة مشروع تنموي، بدأ عرفة بزيارة القرية كل يوم جمعة بشكل دوري، وجلس مع الأهالي على حصائر بلاستيكية، وكان عددهم وقتها 650 شخصاً موزعين على 65 منزلاً، فبدأ بتطبيق فكرة المشاركة والحوار والاستماع لأهالي القرية، وكانت الأولويات مقتصرة على «المياه والكهرباء والصرف الصحي»، وجاءت الفكرة من الأهالي أنفسهم لاستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

في البداية لم يفهم أغلب السكان الفكرة، ولتسهيل الأمور قام أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية بعرض نماذج صغيرة لإيصال المعلومة للسكان الذين شاركوا رغم عدم وعيهم الكامل بأهمية استخدام الطاقة الشمسية فقط لتوفير فاتورة الكهرباء.

وبحسب تصريحات إعلامية سابقة للدكتور صلاح عرفة، فإن محطة الطاقة الشمسية في قرية البسايسة عبارة عن خلية مكونة من إلكترون سالب وأيون موجب يمتصان الطاقة الشمسية ويحولانها إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات حتى يمكن استخدام الكهرباء ليلاً في حالة عدم وجود أشعة الشمس لتشغيل الأجهزة والإضاءة. ومع مرور الوقت تم تسخين المياه بأشعة الشمس للاستغناء عن الغاز والكهرباء في سخانات المياه. كما وجد عرفة وفريقه طرقاً لتسخين وطهي الطعام باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة أيضاً.

ولكي يخرج هذا المشروع إلى النور كان لا بد من توفير التمويل اللازم له، وكان الحل المناسب لتوفير التمويل هو إنشاء جمعية تنموية لإدارة التنمية والطاقة داخل القرية، بحيث تدفع كل المنازل حصتها من التكلفة، ومن لا يستطيع دفع اشتراك شهري رمزي، ويعمل في المشروع بالمجان، سواء أعمال صيانة أو أعمال تنمية موازية تعتمد على الطاقة.

وعلى مدار السنوات، خرجت الأجيال الجديدة من أهالي القرية بأفكار أكثر للتطوير من خلال الطاقة المتجددة، فنقلوا فكرة القرية مع الدكتور صلاح عرفة بعد أكثر من 20 عامًا إلى قرية البسايسة الجديدة في صحراء سيناء، والتي تقع على بعد 200 كيلومتر من البسايسة القديمة، وهو مشروع لمجتمع صحراوي بمدينة رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، ويعتمد بشكل أساسي على الزراعة ويستغل حوالي 750 فدانًا، وقد أدخل أهالي القرية القديمة تقنيات متطورة إلى القرية الجديدة، مثل إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الغاز واستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والحرارة واستغلالها لأغراض التدفئة، كما استخدموا من الموارد الطبيعية بدائل للأعلاف لتغذية الحيوانات.

ومن رحم قرية البسايسة القديمة خرج إلى النور مشروع البسايسة الجديدة في سيناء، ومشروع جنة الوادي في الوادي الجديد بمساحة 1250 فدانًا، بالإضافة إلى أن القرية قضت على الأمية والبطالة، ورفعت المستوى الاقتصادي للمرأة المعيلة من خلال إنشاء ورش الخياطة والتريكو والنجارة والحدادة.

تم نشر الخبر اعلاه علي : https://www.masrawy.com/news/news_regions/details/2024/7/5/2607312/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%B5%D9%88%D8%B1- 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading